المهاجاة مصراته
الرمال في مصراته طبيعية تأصلت
مزيد منها من سبها العواصف ورياح الاضطهاد إليها أزلفت
وعلى ذات الشاطئين ضفافاً توقفت
بمياه البحر والندى ورذاذه تأثرت
وبفعل الحرارة في وجود الرطوبة تحجرت وترسبت
كثبان وقيزان كالجبال الرواسي في أراضيها تجدرت
ومن أجل البقاء الى هشوم وأحراش تحولت
وفي هيئات جمالية مختلفة حصون تهللت وتشكلت
سبحان الخالق ولعظمته دلالة وقهر سبحت
وحفظاً من الله الى هذه الهيئة المعجزة تحورت
بإرادة منه وقدراً من طالب الى ثائر صار, به تباركت
ولتوازن الطبيعة وإرادة خالقها تبتلت
فكانت له الحضن والملاذ ومن اجله تكهفت
ولاستقباله تزينت بأجمل الحلي ولا أقول تبرجت
وللذود عليه أبناءها رفاقا صاروا وقرباناً قدمت
وكما كانت عصية على الغزاة أقسمت
بعد أن تطهرت بمياه البحر وتوضأت
بالصلاة على المصطفى r الله اكبر كبرت
بأبنائها بالدفء براكين حب تفجرت
فكانوا السند ومجاديف سفن من اجله رباناً به أبحرت
في ساعة الصفر بكلمة سرهم القدس شرقا وغربا كما تواعدت
في موعد مع القدر أقنعت من حولها وتشرفت
بثورة بيضاء بالسلام والنجاح توشحت وتكللت
وهاهي على العهد غمداً لها وللشمس في كل يوم أغربت
ومهداً لمشرقها وحلم كل أم ابنها القيم أرضعت
فهي بسمة لها بشهد الرضاب على الشفاه ترطبت
بساتين لكل وردة بالرياحين تفتحت وتعطرت
واكتمالاً للصورة مع الشمس والقمر في تعاقب وتناغم تعانقت
وبإطلالة العيد الثامن والثلاثون والقمر ومنازله عاهدت وأقسمت
بأن تكون المرافئ الدافئة للثوره درعاً طوعاً تجنّدت
لا جزاء ولا شكور بل ربوع بالزغاريد والفرح هللت وعبّرت
لكنها بصدق أقول لودكم وشيء من وعيكم تعطشت وتطلعت
فبادلوها الوفاء والوطنية وما منها فيكم وبه تأصلت
حماية وصون ما بقى من قيزان وتلال رملية بها تحصنت وتجملت
فكانت المعلم وذات الرمال كنية بها تكنّنت
صرخة في عيدها وجرح وكذا تظلم مني عليه أعلنت
فالرمال كانت العرين إبان غزوهم وبه تحصنت
والثورة الثورة هي الرمال طردت جثامينهم وبقاياهم نصراً من الله به تنفست
2006 ف مصراته