لقد تأثرت كثيراً بمشاعرك النبيلة ، وانا بدوري اتمنى ان يعم الخير والرفاهية في ربوع مصر الحبيبة
"ام الدنيا"
ان ديوان الجواهري هو رفيقي في الغربة وهو العلاج الذي الجأ اليه عندما امر بحالة ضيق او كدر
اهدي لك القصيدة التالية للشاعر بدر شاكر السياب نظمها في لندن وهو على فراش المرض عام 1963
القصيدة نشرت في ديوان السياب " شناشيل ابنة الجلبي" الذي صدر لأول مرة عام 1964 ،وقد علم السياب بصدوره ولكنه توفي قبل ان يطلع عليه.
وأشربُ صوتّها .. فيغوص من روحي إلى القاعِ
غناءً من لسان النار ، يهتف " سوف أنساها
وأنسى نكبتي بجفائها وتذوب أوجاعي " .
وأشرب صوتها .. فكأنَّ ماء بُويبَ يسقيني
وأسمع من وراء كرومه ورباه " ها .. ها .. ها "
تردِّدها الصبايا السُّمْرُ من حينٍ إلى حين .
وأشربُ صوتها فكأنَّ زورقَ زفّةٍ وأنينَ مزمارِ
تجاوبُه الدرابكُ ، يعبران الروح في شَفَقٍ من النار
يلوح عليه وفيقةَ الفرعاء أسودَ يزفر الآها
سحائب من عطورٍ ، من لحونٍ دون أوتارِ .
وأشرب صوتها .. فيظل يرسم في خيالي صفَّ أشجارِ
أغازل تحتها عذراءَ ؛ أوّاها
على أياميَ الخضراء بعثرها وواراها
زواجٌ . ليت لحن العُرس كان غناء حفّارِ
وقرعاً للمعاولِ وهي تحفر قبريَ المركوم منه القاع
بالطين
وأذكرها ، وكيف ( وجسْمُها أبقى على جسمي
عبيراً منه ، دفئاً غلّف الأضلاع ) أنساها ؟
أأنساها ؟ أأنسى ضحكةً رعشت على لحمي
وأعصابي ، وكفّاً مسّحتْ وجهي برياها ؟؟
قُساة كلُّ من لاقيتُ : لا زوجٌ وَلدُ
ولا خَلٌ ولا أب أو أخ فيزيل من همّي ..
ولكنُ . ما تبقى بعدُ من عُمريْ ؟ - وما الأبدُ ..
أشهرٌ ويريحني موتٌ فأنساها .
لندن – 9/3/1963
أرجو من اخوتي الأعزاء في طاقم الأشراف التصرف بهذه القصيدة وبما يرونه مناسباً ، اذ ان تاريخ القصيدة لا يتوافق وعنوان المثبت "زيارة أم كلثوم الى العراق 1932- قصائد عراقية" فاما ان تنقل القصيدة الى مكان آخر او يغير اسم المثبت الى اسم آخر مثل "أم كلثوم - قصائد عراقية" مع الشكر.