[memo1976]

كتبت جريدة المدى مشكورة عن حالة الفنان الكبير فؤاد سالم اطال الله بعمره، وعن اراء الفنانين في تجاهل الجهات الحكومية لهكذا حالات انسانية مع شخصيات ناضلت من اجل الوطن والحرية.

فنان الشعب فؤاد سالم غريب في محنته
بغداد/ نورا خالد ومحمود النمر
يابوبلم يابوبلم عشاري الشوك هزني بوبلم هيج عليه افكاري
حمدان حدر بوبلم حمدان حدر روح لحبيبي بغربته روح الحبيبي
واحجيله عن اخباري يابوبلم عشاري


هذه الاغنية وغيرها من الاغاني لفنان الشعب فؤاد سالم بقيت عالقة في ذاكرة العراقيين ، أغان قارع بها الظلم حينما غادر الوطن مجبرا الى منفاه وهو يحمله في قلبه وعقله، ولكن هل هناك من تفقد فؤاد سالم في مرضه وغربته كما كان يردد اسم العراق عالياً في كل ارجاء الدنيا؟
فؤاد سالم الذي يرقد في مستشفى بسوريا وهو يصارع الموت لم تلتفت له الحكومة العراقية ولم تسأل عنه فكانت لزملائه هذه الصرخة من اجل انقاذه:
محمد جواد أموري: فؤاد سالم عاش غريباً وسيدفن غريباً
فؤاد سالم فنان له قيمة فنية عالية وبذل مجهودا غير اعتيادي في سبيل رفع اسم الفن العراقي عاليا تغرب من اجل مصلحة الوطن وعانى ما عاناه من مضايقات فلم يبق امامه سوى الاغتراب وبقي مغتربا حتى يومنا هذا وسيدفن في القبر وهو غريب. فنان فقد صحته وحياته في سبيل الوطن والان عندما وقع في محنة صحية لا يمتلك المال من اجل معالجتها تخلت عنه الدولة التي من المفروض ان تكون هي من يرعى مثل هذه القامات الفنية العالية.
فؤاد سالم قدم الكثير لوطنه لكن وطنه تخلى عنه في محنته.
حسين نعمة: ضحى بسعادته وحياته من اجل وطنه
فؤاد سالم المناضل الذي خرج من بلده مضطرا لم يجد من يعينه على محنته وهو على وشك الموت فبلده العراق ينظر الى الفنانين كزنادقة لا يسأل عنهم احد في كل الحالات وسأضرب هنا مثلا عن المطرب الكويتي عوض دوخي فقد كان رجلا مدمنا على الخمر فأصابه تشمع الكبد فما كان من الحكومة الكويتية الا ان تنقله بطيارة خاصة الى لندن لمعالجته على حساب الدولة هكذا تتعامل الدول مع فنانيها فهم الواجهة الثقافية للبلاد، اما في العراق فليس لوزارة الثقافة او لنقابة الفنانين اي دور يذكر في رعاية رموز الفن العراقي فلم يكرم اي فنان من قبل وزارة الثقافة او اي جهة اخرى.
فؤاد سالم الذي ضحى بسعادته وحياته من اجل وطنه الان يموت دون ان يسأل عنه احد ولن استطيع سوى القول كفى تهميشا للفنان والمثقف في عراق الثقافة والفن. اتمنى على الدولة ان تلتفت ولو مرة واحدة الى مثقفيها وفنانيها.
ناظم السماوي: فنان نهل من دجلة والفرات وشط العرب
فؤاد سالم من الفنانين العراقيين الذين قدموا للوطن الكثير من التضحيات وخاصة عندما كان خارج العراق لكنه بقى فنانا ومناضلا كبيرا وعراقيا شريفا.
غنى للوطن اجمل الاغاني الوطنية وهو لا يريد شيئا من هذا الوطن سوى كلمة واحدة (احسنت لهذا الموقف النبيل) وبعد 2003 عاد الى العراق لينهل من دجلة والفرات وشط العرب القيم والاخلاقيات العراقية المعروفة وسافر اذ لم يجد من يطرق عليه الباب يسأل عنه وكان يفترض بالدولة ان تحترم موقف هذا الفنان وعطاءه الذي اعطاه لهذا الوطن حتى اثقله المرض ولم تمتد له يد العون والمساعدة من الدولة ولا اية جهة والان فؤاد سالم يعاني أزمة مؤلمة جدا ولم يلتفت له احد وانا اتساءل لماذا هذا الصمت من الدولة ففؤاد سالم يستحق التكريم اتمنى ان تسمع الدولة صوتي وصوت الشعب وتمد له يد العون بمساعدة ليست مادية وانما مساعدة علاجية فهل العلاج لهذا الفنان صعب لهذه الدرجة اتمنى ان يصل صوتي لانقاذ فؤاد سالم الذي اطلق عليه الشعب اسم (فنان الشعب) وكان يستحق ذلك.
عريان السيد خلف: مناضل قارع الظلم بصوته
فؤاد سالم صوت عراقي اصيل وانسان مناضل قارع كل مظاهر الظلم بصوته وبكثير من مواقفه وكذلك له تأثير مباشر في وجدان الشعر العراقي من خلال عذوبة صوته واغانيه الوطنية , ومن جهة اخرى فقد كان من اعز الاصدقاء ورفدته بكثير من القصائد في بداية حياته الفنية مثل (لا تجينه) و (جنت اودكم) فأغلب مجموعتي الشعرية الاولى غناها واستمرت علاقتنا حتى عندما خرج من العراق فقد كان يتصل بي من الكويت وهكذا استمرت علاقتنا حتى سافرت الى اميركا بعد تغيير النظام والتقيت به هناك مع بعض الاصدقاء وقضينا اياما جميلة وبعد ان سافر الى سوريا حيث كانت عائلته تقيم هناك عاد الى بغداد بعد 2003 وزار الجريدة مقر الحزب الشيوعي.
واضاف: الفنانون في هذه الانظمة والحكومات يتمنون للفنان الموت وليس الحياة لان اي دولة تخذل فنانيها هي مخذولة فهو لسان حال الناس والمظلومين ولسان حال الثقافة في تلك الدول وان لم تنحز الدولة للفنان يعني انهم ضد الفن وضد مبادئه لكن ماذا اقول سوى:
وقد اسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حيـــاة لمن تنـــادي
اتمنى له الشفاء وان يرتفع ويسمو عن الحاجة الى أية جهة.
فاضل ثامر: فنان مرتبط باذهان الكثير من محبي الغناء
رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين: الفنان فؤاد سالم واحد من كبار الفنانين الذين قدموا للفن العراقي نكهة خاصة ومن المشرف ان يكون اسم فؤاد سالم مرتبطا باذهان الكثير من محبي الغناء في العراق فقد كانت الكثير من اعماله ممنوعة وكانت الناس تتداول اشرطته بصورة سرية كما يتبادلون المنشورات بسرية واتذكر في احدى المرات كنت قد تلقيت احدى المنشورات من احدى الطالبات التي قدمت لي هذا الشريط الجميل فؤاد سالم انسان وفنان كبير ومناضل ومن المؤسف ان يواجه حالة المعانات التي يمر بها هذه الايام وهو طريح الفراش لذلك نطالب جميع المسؤولين لانقاذ حياته والوقوف الى جانبه من اجل ان يواصل مشواره الفني والانساني والنضالي من اجل خدمة الفن العراقي والثقافة العراقية ومن اجل خدمة العراق الجديد.
ألفريد سمعان: مطرب وإنسان ومناضل وطني
وتحدث الامين العام لاتحاد الادباء والكتاب العراقيين الشاعر ألفريد سمعان: فؤاد سالم مطرب وانسان ومناضل وطني رافق الحركة الوطنية وهو في عنفوان شبابه وقاتل مع كل المناضلين من اجل الحرية وكرامة الانسان. وكان منشدا للانسانية وللعراق وللطبيعة وللشعب العراقي باجمعه وقد انتشرت اغانيه وحافظ على مشواره الفني بشكل يليق بالفن العراقي وبالقيم النبيلة التي يعتز بها الانسان فؤاد سالم يمثل نمطا خاصا من المطربين ولا يقل شأنا عن جيفارا ولا عن مطرب شيلي الذي قطعت اصابعه فكنور جارا ولوركا الذي تغنى بالشعب الاسباني، فؤاد سالم موهبة ذكية ومتطورة ولكنه لم يأخذ حقه من الحياة وعاش حياة مؤلمة لا تناسب الفنان العراقي نقول للحكومات المتعاقبة ان فؤاد سالم يموت في الغربة.

د. محمد