[نور عسكر]

" الذكرى 89 لوفاة الملا عثمان الموصلي "

" نفحة الزمان وإعجوبة الدهر"
( قول للموسيقار المصري كامل الخلعي )

* في يوم ممطر من الثلاثين من كانون الثاني عام 1923 ( أي في مثل هذا اليوم )، لبى نداء ربه شيخ الموسيقيين العرب الملاعثمان الموصلي ،وهو بحضن تلميذه الشيخ عبدالفتاح معروف ...وفي بيت إبن الملا عثمان في فضوة عرب / بالقرب من باب الشيخ ،ودفن في مقبرة الغزالي ، يرحمه الله ، ومن المؤسف في اليوم أو الأمس أو الأمس البعيد جداً ... لم نسمع أو نرى أو نقرأ حتى سطراً واحداً ، بأن أحداً من المعنيين في الدولة العراقية ،أو جمعية أو ..أو وألف أو !! قد زاروا و( بالچذب) وضعوا أكليل أو مشابه أو حتى قرأوا سورة الفاتحة على الأقل عند مرقده...لعَلمٍ بارز منذ أواسط القرن التاسع عشر وحتى وفاته في مطلع القرن العشرين ،لم يكن شخصية مغمورة ..بل كان شاعراً وأدبياً ولغوياً ومؤلفاً وقارئاً وملحناً وعارفاً وأستاذاً بالمقامات والتواشيح وغيرها ، وشاع علمه وشهرته كما هو ثابت في أرجاء وطننا العربي ،من مدينته التي ولد فيها الموصل ، والى بغداد وحلب ولبنان ومصر ،وإستانبول .
* لم أجد لحد الآن من قام من المختصين بالموسيقى والمقامات من تحليل علمي دقيق للموشحات والتواشيح وتحليل أنغامها ،وكل ما كتب عنه سابقاً وحالياً من بحوث ودراسات وسيرة حياته وترحاله ،ومشكورين عليه كثيراً ،وربما سائل يسأل ... إن الملا عثمان الموصلي ..مشهور ومعروف وهذا يكفي ... لا ياأخوان إن تنزيلاته ومؤلفاته وموشحاته في الجانب الديني والصوفي منه ، قد أصابه الكثير من الضرر !! على مدى القرن الماضي ، فتحولت تلك القرآت وكلمات الأنشاد من ذكر الله سبحانه وتعالى ،وحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومناقبه ومكارمه الشريفة الى ما عرفت لاحقاً بالأغاني التراثية ! وضاع أسمه ولحنه وكلماته المحورة ! بين العدد الكبير من تلك الأغاني سواء في العراق أو بقية الأقطار العربية ، وبقيت تنزيلاته وأعماله فقط لدى المنشدين والمداحين والذين ساروا على خطى معلمهم الأول الملا عثمان الموصلي ،ونأتي على بعض أسماء تلك التواشيح والمناقب وتأريخها الطويل ،ومنها على سبيل المثال :
* فوق العرش ..فوق ـــــــــــ الى فوكَ النَخل فوكَ
*زر قبر الحبيب مره ـــــــــــ زوروني بالسنة مره
*لغة العُرب إذكرينا ـــــــــــ ياعذولي لاتلمني فالهوى غدار
[ عن هذا الدور عملت بحث صغير ..وحتى لحن هذه الأغنية
وصل الى أوروبا وصار من تراثهم !! سأضعه مستقبلاً ]
*الله برى الأكوان للمختار ـــــــــ الغصنُ إذا رآك مقبل سجدا
( ربما هنا العكس الأول من الثاني ) ( قرآة لعبد الستار
الطيار في إحدى المناسبات ،وموجودة في سماعي )
*طه الأحمد يالذخر خذنا ــــــــــــــ إنعيمه ..بويه إنعيمه
*أحمد أتانا ...بحبه سبانا ـــــــــــــ أشگر إبشامه يابو إبتسامه
* ياصفوة الرحمن سكن ـــــــــــــــ ربيتك زغيرون حسن
* بهوى المختار المهدي ـــــــــــــــ طلعت يامحلا نورها
* موشح ............ ــــــــــــــــ مندل دلوني
* هناك البعض يرفض أو لايصدق أولايريد أن يصدق بأن أصل غنائنا هو الأنشاد الديني سواء بالأمس أو الغورفي أعماق التاريخ لحضارات وادي الرافدين والنيل ،وكيف كان الغناء في المعابد والطقوس التي ترافقه من خلال المنشد والمنشدين والآلات الموسيقية المستخدمة آنذاك ، ولذلك فأن من أخذ وأقتبس وتعلم وطور ،ووضع لحناً أساسه الذي تكلمنا عنه ،ليس أنتقاصاً من تلك الشخصيات الموسيقية والبارزة وخاصة في عصرنا الحالي ،لاشك بأن الملا عثمان الموصلي هو من كان بارزاً في عصره ،والسبب لأنه لم يبقى ضمن بيئة محلية ضيقة ، بل أختار الترحال هنا وهناك وهذا ما زاد ممن أخذ عنه والتعلم والتلمذه ليس عيباً بل فخراً ونحن نفتخر بمن علمنا ، كل واحد منا يتذكر معلمه وأستاذه ...الخ،وحتى بعد وفات الملا عثمان نجد بصمات ومؤلفات وكلمات الموشحات الدينية هنا وهناك ،وهكذا نجد بصمات موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ،في الكثير من الأعمال لملحنين آخرين ومن الذين عاصروه وتأثروا بفنه،ليس فقط في مصر وحدها ،بل في الأقطار العربية الأخرى ،وهذا يحسب له ولفنه .

* * *
هناك الكثير الذي نود أن نكتبه هنا ،ومنه لديّ تسأول أو سؤال للأعزاء المشرفين ..وليس وليد هذه الذكرى فقط ، وهي أليس الملا عثمان الموصلي من رواد الحركة الموسيقية بشقيه الديني والدنيوي ( التواشيح والمقامات )،وأجد من غير المناسب أو بعبارة أخرى مكاناً أنسب له شاخصاً في اعلى صفحة المقام أو غيره ولايتناسب أسمه هنا محشوراً في صفحة الأغنية البغدادية ..( الأغنية البغدادية موضوع آخر وواضحة المعالم ) وببضع مشاركات لاتصل الى مقام ومكانة هذا العالم الفذ ..برأي أن مكانته الريادية ،يمكن من فتح صفحة خاصة فيها أسماء هؤلاء الرواد من منتصف القرن التاسع وحتى ثلاثينه لنقل هكذا، للأسباب التي ذكرتها ولوجود تسجيلات لأصواتهم البشرية وتخليداً لهم ، أم أن ذلك بالمنال البعيد ..ومندل دلوني ياعيني ، والسلام عليكم .