رد: نداء لجمع التراث الفني العراقي المفقود
الأخوه والأحبه جميعا ...
رغم أنني جديد هنا في هذا المنتدى الا انني عانيت ما عانيت حتى تمكنت من كتابة هذه السطور وارسلت مخاطبات متعدده لادارة المنتدى حول عضويتي التي لا استطيع فيها فتح اي موضوع جديد بلا جدوى ولا رد ولا اي اهتمام .. ولذلك فقد اضطررت لان اكتب هنا في هذا الموضوع ما اريد ان اذكره واقوله ...
بداية احب ان اعرفكم بنفسي فانا اعلامي وصحفي محترف وشاعر واديب ومن اشد عشاق المقام العراقي الخالد .. وكنت قد اجريت ثلاثة مقابلات اعلاميه نادره مع عمود المقام العراقي الراحل(يوسف عمر)ونشرت في حينها في ثلاثة صحف عراقيه في وقت واحد على التوالي للمقابلات الثلاث وكذذلك تم نشرها في صحيفة القبس الكويتيه والنهار البيروتيه في حينها وظلت نسخ من هذه المقابلات مع الفنان الراحل مودعه في ارشيف الاذاعه والتلفزيون ونسخه كامله للمقابلات الثلاث ايضا مودعه في جريدة الجمهوريه وجريدة العراق انذاك ومجلة الف باء ومجلة فنون كما سلمت نسخة اخرى طبق الاصل ايضا للمقابلات الثلاث الى وكالة الانباء العراقيه التي قامت في حينها بنشرها على البث المباشر لكافة مشتركيها من الصحف والمجلات العراقيه والعربيه والدوليه ...وطبعا احتفظت بالنسخة الاصليه عندي في ارشيفي ومكتبتي الخاصه...وكذلك اجريت مقابله مماثله مع كبير المقاميين الراحل محمد القبانجي قبل وفاته بأشهر معدوده ايضا نشرت في العديد من الصحف العراقيه والعربيه ...وكل هذه المقابلات مع كلا العملاقين الخالدين (محمد القبانجي ويوسف عمر) تناولت اسرار وخفايا نشرت في حينها لاول مره سواء عن حياتهم الفنيه او عن فن المقام العراقي ...
والحقيقه ربطتني فيما بعد بسبب هذه المقابلات علاقه طيبه مع الراحل الخالد (يوسف عمر) رغم انه لم يكن يحب الصحفيين والاعلاميين ولا الاضواء ووسائل الاعلام وكنت اتحايل عليه رحمه الله في سبيل جره الى حوارات صحفيه للتوثيق والارشفه من المعلومات والوقائع والاحداث التي كنت احصل عليها منه وكان رحمه الله يقول لي(متجوز الا اتجرجرني واتخليني احجيلك)وكان يقول لي هذا الكلام بابتسامه ترك الدهر عليها ما ترك من عذابات حياته وعشقه السرمدي للمقام الذي كان سلاحا فتاكا من اسلحته في اعلان نقمته على اقدار الحياة التي عاشها ...
وكنت قد اتفقت سرا من غير ان يعلم الراحل(ابو يعكوب) كنت قد اتفقت مع المخرج التلفزيوني الراحل فيصل جواد كاظم رحمه الله على تصوير فلم روائي كامل يؤرخ حياة الفنان الراحل في فن المقام العراقي وبالفعل باشرنا في حينها انا والاخ الراحل سلام السامرائي الذي اغتالته يد الاجرام في الاحداث الطائفيه باشرنا بكتابة قصة وسيناريو الفلم فكتب الاخ الراحل سلام القصه وكتبت انا السيناريو كاملا وقدمناه الى دائرة الرقابه لاستحصال الموافقه على النص للشروع في تنفيذ الفلم الا ان المفاجاه كانت ان دائرة الرقابه رفضت اجازة النص على اساس ان هناك جهة اخرى تقوم بانتاج عمل مماثل لنفس الفنان الراحل(ابو يعكوب) وعندما طالبناهم بكشف هذه الجهة التي تقوم بالانتاج المماثل لدمج كلا العملين او الانتاجين في انتاج واحد لكي يكون ضخما ولائقا بقيمة الفنان جوبهنا بالرفض .. وهكذا فقد طارت الفكره في الهواء وظل النص القصصي والسيناريو موجودا عندي وعند الاخ الراحل سلام بنسختين نسخه واحده لكل منا على امل ان ياتي اليوم الذي نتمكن فيه من انتاج هذا الفلم الروائي ...
ومع الاسف الشديد الذي يعصره الألم ..فقد جاءت احداث عام (2003) وما بعدها من سنوات الخراب والتدمير في العراق وجرى سلب ونهب واحرق ارشيف دائرة الاذاعة والتفزيون ووكالة الانباء العراقيه وكل الصحف والمجلات العراقيه الاخرى ومنها تلك المقابلات الثمينه التي كنت قد اجريتها مع الراحلين الخالدين(ابو يعكوب والقبانجي)...
ثم امتدت ايادي الغدر والاجرام لتغتال الاخ الاديب والقاص والروائي سلام السامرائي في الاحداث الطائفيه وتم تفجير داره بالكامل .. واضطرتني انا ايضا ظروف تلك الفتره العصيبه التى مرت الى ان اترك الوطن الحبيب بعد ثلاثة من محاولات الاغتيال التي تعرضت لها وسلسة اخرى من التهديدات بالقتل ...وتركت العراق وفي قلبي غصة وفي عيني دمعة ساخنه على كل ما جرى وما ضاع وما احترق ومن تم قتله من الاوفياء والمخلصين للعراق الحبيب ...
وامتدت ايادي الغدر الى بيتي وخربت وعبثت بما فيه بما فيها ارشيف عملي الاعلامي والصحفي الذي بنيته وانشاته بتعب واجتهاد ( 30 سنه) كامله من عملي كاعلامي وصحفي واديب ....
ورغم سنوات الغربه .. ورغم كل ما جرى .. فقد ظل صوت الراحل(يوسف عمر ابو يعكوب )بشكل خاص يمنحني القوة والعزم على ديمومة الارتباط بالعراق الحبيب ... وكانت ولا تزال مقاماته واهاته وبستاته واغنياته تشعل بين جوانحي براكين العشق والهوى والود للعراق الحبيب لأن(ابو يعكوب) كان يغني من القلب وليس من الحنجره ...
ولأنني مهتم بحكم اختصاصي الاعلامي ..مهتم بالاخراج الصحفي والاعلامي فقد دفعني هذا الاهتمام الى الاهتمام ايضا بتصميم المواقع لوجود اوجه شبه كثيره بين الاثنين .. وكنت افكر بتأسيس منتدى خاص بالمقام العراقي بعد ان يأست من ايجاد منتدى حقيقي للمقام العراقي يشفي الغليل ويروي ظمأ العطاشى لهذا الفن التراثي العراقي الأصيل والخالد في كل شبكة الأنترنيت ... وبالفعل فقد بدات بالتنفيذ ومن المتوقع ان ينتهي العمل خلال الايام الثلاثه المقبله على ابعد تقدير ان شاء الله ...
وبطريق الصدفه فقد وجدت(منتدى سماعي)واعجبني ما فيه من انواع الطرب العربي لكن اهتمامي كان متجها نحو المقام العراقي واطلعت على كل ما في المنتدى مما يخص المقام العراقي ... وأكثر ما استوقفني فيه هو امرين اساسيين هما :
الأول هو تعاون كل الاخوه الاعضاء في رفد كل ما يتعلق بالمقام ..والامر الثاني هوالتفكير في مستقبل كل ما هو موجود في منتدى سماعي من الخزين الحالي للمفام العراقي للحفاظ عليه من الضياع ...
واعتقد ان التعاون الذي يمكن ان نحققه ما بين المنتدى الذي أنوي افتتاحه مخصصا ومخصوصا للمفام العراقي وبين منتدى سماعي سوف يساهم في امرين مهمين ايضا هما :
1- زيادة محيط جذب المهتمين بالمقام العراقي .. 2- الحفاظ على المقام العراقي من الضياع من خلال تعددية الموقعين سوية ....
ولا اعني بذلك ان يكون المنتدى الذي انوي افتتاحه نسخه طبق الاصل من منتدى سماعي ابدا ولكن اعني ان التعاون بكل الصيغ والاشكال الممكنه والمناسبه سوف تساهم في تحقيق الهدف العام الا وهو الحفاظ جهد الامكان والمستطاع على المقام العراقي من الضياع لأن كل المؤشرات تدل وتؤكد على عدم وجود(جهة محايده) كما سماها الاخ وسام الشالجي يمكن الركون اليها للحفاظ على المقام من الضياع لا في العراق ولا في العالم العربي لاننا ببساطه لن نجد في كل هذا الكون حريصون على المقام مثلنا كعراقيين .. ولذلك فان الحل البديل هو في الجهود الذاتيه لنا كأفراد وكعراقيين وكعشاق للمقام وذلك هو اضعف الايمان كما يقال في الوقت الراهن ...
ومن هنا ... وعلى هذا الاساس فأن فكرة التعاون والتنسيق بين كلا المنتديين ستسهم كما اعتقد اسهامة كبيره في تحقيق هذا الهدف السامي في الحفاظ على التراث المقامي الخالد ..
اخيرا ... استمحيكم العذر في هذا الرد الطويل ... واتمنى تفاعل الاراء حول هذه الفكرة المطروحه ...
وتقبلو خالص تحياتي
اخوكم
عمر العمر
|