عرض مشاركة واحدة
  #79  
قديم 01/01/2012, 14h40
شادي منير احمد شادي منير احمد غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:361905
 
تاريخ التسجيل: December 2008
الجنسية: سورية
الإقامة: سوريا
المشاركات: 6
افتراضي رد: احتفال بذكرى وفاة الموسيقار رقم 37

الموسيقار فريد الأطرش ... في الذكرى السابعة و الثلاثين لرحيله
هو الفنان الإنسان المتواضع الكريم .. المفعم بالحب و الموهبة الفطرية السامية وهو أحد أعمدة زمن الفن الجميل ، فنّان أصيل.. ظل عطاؤه شلالا يفيض علينا ونتعلم منه ، ولأنه كان يخرج من القلب لم يجد غير أفئدتنا ليسكن بها ...
فنان خالد ..لا تزال أغانيه وموسيقاه ملء الأسماع وأفلامه السينمائية المميزة في ذاكرة و وجدان الجمهور العربي الذي عشقه و أحبه ...
قدّم ألحانه بصدق .. صاغها من معاناة أيامه وقلبه المجروح ، وبثّ فيها من روحه الجميلة ، حتى ابتدع لنا أعظم الأنغام .. فجاءت كلها ألحانا للخلود .
بداياته الفنية :
القاهرة في منتصف العشرينيات ... حيث بدأت مواهب فريد الأطرش في التفتح وظهر عشقه لآلة العود وللغناء ، فقد كانت والدته السيدة ( علياء المنذر ) تهوى الموسيقى و الغناء وتعزف على العود .. وفي أثناء دراسته التحق بنادي (الموسيقى الشرقي ) حيث تتلمذ على يد عملاق العود و الموسيقى العربية ( الموسيقار رياض السنباطي ) .. كما تأثر بالأستاذ ( فريد غصن ) الملحن اللبناني الذي كان يجاور عائلة الأطرش في القاهرة .
عمل بعد ذلك في فرقة ( بديعة مصابني ) التي اشتهرت بتقديم الاسكتشات الاستعراضية حيث تعلق الأستاذ فريد بهذا الفن وانعكس ذلك في تأثره بالمسرح الغنائي و السينما الاستعراضية .. وكان يكتب هذه الاستعراضات الرائعة ( أبو السعود الابياري ) ويلحنها فريد غصن وعزت الجاهلي و محمود الشريف وكان فريد الأطرش يشترك مع المجموعة ... ومع الموسيقار المجدد ( مدحت عاصم ) الذي كان مؤمنا بموهبة فريد الأطرش و ( اسمهان ) إيمانا راسخا ، برزت شخصية فريد الفنية الفريدة ، والتي استطاع فريد .. أن يحول مرارة أيامه بإصرار و نضال وكفاح .. إلى إيمان و نجاح وخلود .. واستطاع أن يجعلنا نحب ما يقوله و أن نشعر بمكنونات ذاته المشعّة ( بالحب والفن ).... بأن الحياة حلوة .. بس نفهمها .. و الحياة غنوه .. ما أحلى أنغامها .. والحب لحن جميل .. يتغنّى من قلبين ..و الحب ماله دليل .. إلا كلام العين .

فريد الأطرش .. ورؤية فريدة للمشهد الموسيقي في عصره:
استنبط هذا الفنان الخلاق ومن خلال متابعته الدقيقة لإبداعات جيل العمالقة من معاصريه( القصبجي . عبد الوهاب . زكريا احمد . السنباطي ...)أشكالا و جملا في الغناء العربي تتميز بالعفوية والحداثة ، أحبها جمهورنا العربي .. حيث اعتمد الأستاذ فريد على الشاعر الغنائي ( يوسف بدروس )في كتابة أغانيه الرومانسية التي لقيت هوى في نفوس جيل فريد الأطرش ..(( احلفي لي ـ أنساك وافتكرك ـ من يوم جفاك ِ ـ بحب من غير أمل ـ بتسأليني عن حالي ـ صدقيني ـ راح يجي يوم ـ عمري ما ح أقدر أنساك... ))، فقد زاوج ( يوسف بدروس ) في ثقافته بين الفرنسية و العربية ونقل عن طريقهما الأغنية الرومانسية نقلة جديدة ومتطورة .
· ومن هذه الأغاني الجديدة .. انطلق فريد الأطرش لمنافسة الكبار ، فالتجديد عنده كان عفويا و طبيعيا و صادقا . فقد حمل ما وصل إليه الفن الغنائي والموسيقي حتى أواخر الثلاثينيات وانطلق منه .. فتكوّن لديه من كل هذا ، ملامح الشخصية الفنية التي عُرف بها .. والتي صقلها بتجاربه بما يناسب صوته ، وقد احتضنته الجماهير العربية لغرابته و صدقه و تفرده في الأداء الغنائي .. انطلق الموسيقار فريد الأطرش بعد هذه المرحلة إلى فضاءات رحبة من التألق و الإبداع و التجديد من خلال عملية المزج الفني بين الطابع الشرقي الشعبي و الإيقاعات الغربية ( التانجو و الرومبا .. ) والاستخدام الجديد والمميز للاوبريتات في أفلامه والاعتناء بالتوزيع الاوركسترالي وتوظيف الكورال لأول مرة في الاوبريتات ..
· ويمكننا القول : إنّ موسيقى وألحان فيلم ( انتصار الشباب ) عام 1941من إخراج ( أحمد بدرخان ) انتصار لعبقرية فريد الأطرش الموسيقية ، ( انتصار الشباب )هو أول فيلم للموسيقار فريد الأطرش وأخته صاحبة الصوت الأسطوري ( اسمهان )وهو أحد الأفلام الغنائية المهمة في تاريخ السينما المصرية .ففي الاوبريت الخالدة ( انتصار الشباب ) قدّم الأستاذ فريد وجبة إبداعية شهية و مركّزة في الفيلم . فقد استخدم الكورال في الاوبريت وامتزج صوت الكورال بالميلودي و وظف صوت اسمهان الاوبرالي في اعتماده على الآهات و(صوت الرأس ) وتفوق في موسيقاه الدرامية والتعبيرية في الفيلم ، بضبط الأحاسيس في المشاهد ، و توظيف الحوار ، و تحريض الأحاسيس للمستمع ، وإعداد مزاج المشاهد و المستمع لاستقبال المشهد التالي ..
· انتقل بعد مرحلة ( انتصار الشباب ) إلى مساحات مضيئة من الحداثة و التألق والتجديد ..ففي فيلم ( حبيب العمر ) هذا العمل الخالد الذي جسّد العلاقة بين الموسيقى والصورة السينمائية ( ذات النمط الدياليكتيكي ) حيث ابتدع الموسيقار فريد الأطرش عملا غنائيا لافتا ..أغنية ( حبيب العمر ) من خلال تقديمه قالبا كلاسيكيا في إطار شرقي حيث يزاوج بين عظمة الكورال الجماعي والتنفيذ الاوركسترالي وبين عبق وثراء موسيقانا العربية الأصيلة .
· ويأخذنا الأستاذ فريد إلى عوالم جديدة و فضاءات رحبة من الإبداع الفني ، بتقديمه باقة من أهم الأغنيات الشامخة في تراثنا الموسيقي في القرن العشرين ومن هذه الدرر الثمينة ( لحن الخلود .. أول همسة .. الربيع .. عش أنت .. نجوم الليل .. ختم الصبر .. سألني الليل .. أضنيتني بالهجر .. حكاية غرامي .. لا وعينيك .. عدت يا يوم مولدي ..... ) وتتميز هذه الأعمال بالرؤية المتكاملة وبنضج فني جلي يستشف منه الجهد المبذول في الألحان و الأداء ...

فريد يتربّع على عرش الأغنية السينمائية:
إنّ المراجعة العلمية و الموضوعية لتاريخ السينما المصرية ،و قراءتها في ضوء إنجازات و إحباطات قرن كامل ، ومن خلال منهج يعيد ترتيب أوراق التاريخ السينمائي والغنائي خصوصا ، تثبت دون أدنى شك ، الدور الكبير الذي اضطلع فيه النجم السينمائي العربي ( فريد الأطرش )في تطوير ونشر الأغنية السينمائية والاوبريتات و اللوحات الراقصة ..
.. لا بد من التركيز على أنّ فريد الأطرش .. انصرف في جزء هام من حياته الفنية إلى.. إنتاج و تمثيل و تلحين و غناء الأفلام السينمائية ، والتخصص في الاوبريت السينمائية ، التي تألق وتفوق فيها على كل جيله من المبدعين ..
.. ومن الجدير أن نبرز أنّ فريد الأطرش قد لمع كنجم جديد في عالم السينما و الألحان ، فوجه فريد من الوجوه السينمائية التي يعشقها الجمهور .. وله حضور آسر وكاريزما مؤثرة ، إضافة إلى روحه الكوميدية اللافتة في الكثير من المشاهد السينمائية .
.. وقد حازت معظم أفلامه اهتماما كبيرا من جميع الأوساط الفنية لما قدّمه من جديد، تاركا أثرا واضحا على النقاد والجمهور على حد سواء .
.. ويتجسد ذلك في أفلامه السينمائية الخالدة ( .... جمال و دلال ، بلبل أفندي ، عفريته هانم ،آخر كذبه ، عايزة أتجوز ، احبك انت ، لحن الخلود ، لحن حبي ، ودعت حبك ، شاطئ الحب ، الخروج من الجنة ، الحب الكبير ، زمان يا حب ، نغم في حياتي ).

فريد الأطرش .. في عالم العود
يمتلك الموسيقار فريد الأطرش رؤية حداثية مبتكرة ، تتجلى في إبداعاته الموسيقية المستقاة من ينابيع موسيقى الروح ، فقد اشتهر الأستاذ فريد عربيا من خلال تقديمه لآلة العود العربية ، هذه الآلة العظيمة التي توصف بأنها ( سلطان الآلات و مجلب المسرات ) وهي كذلك ( آلة الحكماء )، وقد جمع في إبرازه و تظهيره لآلة العود في تسجيلاته و أغانيه المسرحية و موسيقاه الآلية الساحره ، بين الجرأة و أصالة الإرث الموسيقي العربي ورياح الموسيقى من جهات عديدة ( الغربية و الكلاسيكية و الحديثة ) ، ويعد الأستاذ فريد.. عازفا كبيرا في مقدرته التقنية .. وهو من المساهمين في إغناء شخصية ( آلة العود العربية ) بالكثير من الأساليب و أنماط العزف الاستعراضية العالمية .
خاتمة : ... هذا فريد .. من مسحة الشرق ، وفضاء التأثير والاغتناء والإغناء ، يثري موسيقانا بنفحات تصقل الروح العربية ، وتلهم المحبين ،فتغتني الحياة بالإبداع والتجدد ... فتحية لذكراه الإنسانية الباقية في ذاكرة الزمن .
Shadi ahmad

التعديل الأخير تم بواسطة : أبوإلياس بتاريخ 01/01/2012 الساعة 21h30