عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08/12/2011, 18h43
يمان طرقجي يمان طرقجي غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:368467
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: سورية
الإقامة: سوريا
المشاركات: 13
افتراضي رد: الشاعر عمر بهاء الدين الأميري

مع واحدة من قصائده الرائعة و تعد واحدة من فرائد القصائد الوجدانية التي تتناول موضوع الأبوة في الأدب العربي
و هي قصيدة كتبها بعد وداعه أسرته زوجته و أولاده العائدين من مصيفهم في قرنايل الى منزلهم في حلب لبدء العام الدراسي ولينال هو بعض الخلوة مع النفس

أب
أين الضجيج العذب والشغب
أين التدارس شابه اللعب؟
أين الطفولة في توقدها
أين الدمى في الأرض والكتب؟
اين التشاكس دونما غرض
أين التشاكي ماله سبب؟
أين التباكي والتضاحك في
وقت معا ، والحزن والطرب؟
أين التسابق في مجاورتي
شغفا إذا أكلوا وإن شربوا؟
يتزاحمون على مجالستي
والقرب مني حيثما انقلبوا؟
يتوجهون بسوق فطرتهم
نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم: (بابا) إذا فرحوا
و وعيدهم: (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم: (بابا) إذا ابتعدوا
ونجيهم: (بابا) إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملء منزلنا
واليوم، ويح اليوم قد ذهبوا
وكأنما الصمت الذي هبطت
أثقاله في الدار إذ غربوا
إغفاءة المحموم هدأتها
فيها يشيع الهم والتعب
ذهبوا ، أجل ذهبوا ،ومسكنهم
في القلب ، ما شطوا وما قربوا
إني أراهم أينما التفتت
نفسي وقد سكنوا ، وقد وثبوا
وأحس في خلدي تلاعبهم
في الدار ليس ينالهم نصب
وبريق أعينهم ، إذا ظفروا
ودموع حرقتهم إذا غلبوا
في كل ركن منهم أثر
و بكل زاوية لهم صخب
في النافذات زجاجها حطموا
في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزالجه
وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا
في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا
في فضلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيثما اتجهت
عيني كأسراب القطا سربوا
بالأمس في (قرنايل ) نزلوا
و اليوم قد ضمتهم ( حلب)
دمعي الذي كتمته جلدا
لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا
من أضلعي قلبا بهم يجب
ألفيتي كالطفل عاطفة
فإذا به كالغيث ينسكب
قد يعجب العذال من رجل
يبكي ، ولو لم أبكِ فالعجب
هيهات ما كل البكا خور
إني وبي عزم الرجال أب
رد مع اقتباس