بداية اعتذر لك اختي ليلى على تأخري بموافاتك بقصيدة الشاعر الجزائري محمد العيدآل خليفة عن فيلم انشودة الفؤاد والقصيدة عنوانها لوح الخيال وقد نشرت هذه القصيدة في مجلة الشهاب الجزائرية وهي لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ربيع الأول 1350الموافق ل جويلية 1932 وكما تلاحظين اختي ليلى فالفيلم عرض في الجزائر في نفس السنة التي عرض فيها في مصر
لوح الخيال
أنت دنيا ما أنت لوح خيال ** ما على العلم غاية بمحال
أنت دنيا عريضة من بلاد **وعباد وأبحر وجبال
بين حالي سعادة وشقاء ** وزماني وداعة وقتال
في ملاهيك جد للعين والاذ **ن ضروبمن الرؤء والأمالي
آن للذوق منك والشم والل ** مس نوال فجد لها بالنوال
ليس بدعا ان يحدث العلم فيها ** بك المامه وبعض اتصال
جمع الجيل فيك والجيل حتى**صرت يا لوح مجمع الأجيال
صور من ممالك قائمات ** وتقاليد من هدى وضلال
فكأني أرى القيامه قامت ** وارى الخلق مهطعين حيالي
وكأني أرى شريطك عرضا ** فيه فضت صحائف الأعمال
عظ به يا جماد من كان حيا** فمقال الجماد فصل المقال
هون الموت عالم لك فيه **كل حي مخلد بمثال
والتقى حاضر الزمان بماضيه** كأن لم يكن به من زوال
ووعى الناس ألسنا منك شتى ** في مغاز علمية ذات بال
وتجلت فصحى اللغات كشمس ** فخبا كل كوكب متلالي
زانك الضاد من لسان بديع ** ايها الفيلم البديع الجمال
فهو وحي الى شهودك يوحى ** من سماء الحجى وعرش الجلال
وبدا الشرق فيك للغرب مرعى ** للحضارات مخصبا للرجال
حي قوما ابو سوى الكشف عما ** أودع الشرق من عظات غوالي
ناولونا من الكنانة سهما** ومعينا من نيلها السيال
تلك مصر مثوى الفراعين في الما** ضي ومأوى بنيهم في الحال
ضل أنشوده الفؤاد فؤادا** لم يصلها بعطفها المتوالي
نسم من جوانب نيل أفشى **نغم النيل تحت جنح الليالي
نم عن مائه النمير وعما** حوله من مأثر وخلال
عرف الشرق مشرقا من قديم** وجديد على الفلا والتلال
وكأني به أطل على الغرب ** مع الشمس ضاحكا عن لآلي
وكأني بالغرب أذعن للشر ** ق اعترافا بما له من كمال
ويبدو من خلال القصيدة ان السينما الناطقة بالعربية قد اخذت بألباب الشاعر الجزائري المعمم-انظر الصورة ادناه - او ربما كانت التسلية الوحيدة للجزائريين في تلك الفترةالتي لم يمنعها الاستعمارالفرنسي فلذلك فلا غرابة أن نجدالشاعر محمد العيد قد خلد فيلما اخر بقصيدة اخرى جميله وهي قصيدة وداد والتي قالها بعد ان شاهد فيلم وداد من بطولة كوكب الشرق عام 1937 وسأوافيكم بالقصيدة لا حقا