رد: عبد العزيز محمود
أجرت مجلة الإذاعة السورية في عددها رقم 85 الصادر في 16 أذار/مارس/عام 1957 وأثناء زيارته الى سوريا لقاء مع الفنان عبد العزيز محمود أجراه الصحفي عبد الهادي البكار وفيما يلي هذا الحوار:
فرسان الميكرفون
مع الميكانيكي الذي أصبح ممثلاً في السينما ومطرباً عبد العزيز محمود ، يكره عبد الوهاب ويحب فريد الأطرش ويقول : إن الأناقة من علامات الرجولة .
فارس هذا العدد من بور سعيد عمل وهو في السادسة عشرة من عمره بحاراً ميكانيكياً في شركة .. شل ,, الانكليزية .
في حادث اصطدام بحري فقد رجله اليمنى مما فوق الركبة .. نقلته الشركة إلى وظيفة سنترال على الهاتف .. كان عبد العزيز محمود في هذه الفترة هاوي غناء .. لم ينل صوته إعجاب مدير الشركة الانكليزي البارد .. طرده بدون تعويض ..وانتقل الميكانيكي السنترال إلى القاهرة ليرفع دعوة في المحكمة المختلطة .. هذه الدعوى خسرها عبد العزيز محمود .. كانت الشركة الانكليزية تتمتع بنفوذ قوي .. ووقف حزيناً وحيداً يفكر خطرت له فكرة لماذا لا يذهب للإذاعة ؟
وذهب لوزارة الزراعة ليأخذ توصية من موظف يعرفه ويعلم أنه أخ ( لعزيز رفعت ) مراقب عام قسم اللاسلكي في الإذاعة المصرية وحوله هذا ( لمدحت عاصم ) الذي أجرى له فحصاً جازه الميكانيكي السنترال بنجاح وكانت أغنيته الأولى ( النار تلعب بيها ) من تلحين عبده الحمولي تقاضى أجراً عليها ما يعادل الأربعين ليرة سورية !! وبدأ المطرب يصعد سلم الشهرة برجل واحدة .
تعلم العزف على البيانو والعود .. درس النوتة في المعهد الموسيقي ، ثم تدفقت عليه ( الفلوس ) من الحفلات الخارجية التي كان يشترك بها في الأعراس .
اشتغل في السينما لأول مرة بدور ثانوي في فيلم مع المرحوم بدر لاما ، انتقل إلى أدوار البطولة ، وكان أول أفلامه ( منديل الحلو ) من إنتاج نحاس فيلم مع تحية كاريوكا .
وانتقل بعد ذلك إلى ميدان الإنتاج .. كان فيلمه ( خد الجميل ) باكورة أفلامه مثله مع سامية جمال .
هو الأن يستعد لإنتاج فيلم استوحى فكرته من مشاكله العائلية التي أوقعته في المحاكم الشرعية .. اسم الفيلم ( قدر ولطف ) .
سألته : لماذا لا تدعو زوجاتك لتمثيل هذا الفيلم ، فتوفر على نفسك كمنتج ، ويأتي الفيلم واقعياً ...
قال : يمكن
_ يمكن ماذا؟
_ قد أنفذ هذه الفكرة !
وعبد العزيز محمود فنان هادئ .. أكثر مما يجب .. قلت له نكتة فضحك بعد خمس دقائق .. وحاولت إزعاجه ، فانتبه لهذا بعد خمس دقائق أيضاً ! وهو أنيق ..
_ ما هو رأيك بمحمد عبد الوهاب ؟
_ ملحن معروف يصفق له الجمهور قبل أن يغني !
_ أتقرأ الصحف والمجلات؟
_ قوي..
_ما رأيك إذن بالضجة التي يثيرها المحرر الفني في روز اليوسف ( تبارك ) ؟
_ عم ؟
_ عن قول رؤوف ذهني سكرتير عبد الوهاب السابق بأن عبد الوهاب كلفه بأكثر ألحانه التي تبناها الأخير ، سرقة ، وقدمها للجمهور على أنها موسيقاه ، وما هي في الحقيقة إلا من السكرتير الكنز رؤوف ذهني ؟
_ أقول لك الحقيقة ؟
_ قلها ولو على نفسك !!
_ يا أخي عبد الوهاب ده لا يتورع أبداً عن سرقة أي لحن من أي ملحن صغيراً كان أم كبيراً
_ أسرق منك لحناً ما ؟
_ يجوز!
_ يجوز؟
_ أيوه يجوز !
_ طيب يا سيدي يجوز ! وبمناسبة كلمة ( يجوز ) هل أستطيع أن أعرف العدد الصحيح لزوجاتك ؟
_ أرجو إعفائي من هذا الجواب .
_ ما هي مخلفاتك من الأولاد
_ أيضاً أرجو إعفائي .
نعود لعبد الوهاب ..
_ يا أخي أنا أكره الشخص الأناني ده اللي اسمه عبد الوهاب !
_ ولماذا ؟
_ هو أناني أكثر من اللزوم !
_ وأنت ؟
_ أنانيتي طيبة !
_ يعني ..
_ أخدني عبد الوهاب في حضنه مرة ..
_ أين ؟
_ في شركة كايرو فون ثم هدمني ! كما فعل بمحمد أمين .
_ ألا تعتقد أن الأنانية صفة شبه عامة تجمع الفنانين كلهم ؟
_ لا أعتقد بهذا فأنا مثلاً أحب الخير لكل الناس .
_ حتى لعبد الوهاب ..
_ يا أخي بلا إحراج
_ ما رأيك بفريد الأطرش ؟
_ أحسن نفسية موجودة عندنا بين الفنانين .. فهو يساعد الفنانين الفقراء .. وقلبه رقيق مثل ورقة السيجارة ! أنا أحب فريد الأطرش كإنسان وكفنان .
_ ما هو الحب ؟
_ شعور متبادل بين شخصين !
_ والحب الحقيقي ؟
_ حب الزواج .. أعني الحب الذي ينشأ بعد الزواج .
_ وصدقته فوراً عملاً بالحكمة التي تقول ( اسأل مجرب )
_ ثم سألته :
_ أحسن مطرب من هو ؟
_ كلهم
_ أحسن من يؤدي ألحانك؟
_ هدى سلطان
_ عندك سيارة؟
_ثلاث
_ الله يزيد ويبارك ..
_ شكراً
_ أطيب أكلة ؟
الخضار .. أنا لا أكل اللحوم .
_ أطرب أصوات الطيور ؟
_ الكناريا
_ أحسن مطربة؟
_ أم كلثوم
_ الأغاني الجديدة التي سجلتها لنا ؟
_ سبعة
_ ما رأيك بالإذاعة السورية ؟
_ أهو أنا من أول الحديث بنتظر السؤال ده ..
_ هات
_ إذاعة كويسة جداً والله العظيم ..
لا تحلف .. صادق .. شكراً!!
|