جواب الشكوى
كلام الروح للأرواح يسرى
وتدركه القلوب بلا عناء
هتفت به فطار بلا جناح
وشق أنينه صدر الفضاء
ومعدنه ترابي العشق ولكن
جرت في لفظه لغة السماء
لقد فاضت دموع العشق منى
حديثا كان علوي النداء
فحلق في ربا الأفلاك حتى
أهاج العلم الأعلى بكائى
تحاورت النجوم وقلن صوت
بقرب العرش موصول الدعاء
وجاوبت المجرة علّ طيفا
سرى بين الكواكب في خفاء
وقال البدر هذا قلب شاك
يواصل شدوه عندالمساء
ولم يعرف سوى رضوان صوتى
وما أحراه عندى بالوفاء
ألم أك قبل في جنات عدن
فأخرجني إلى حين قضائى
جهاد المؤمنين لهم حياة
الا ان الحياة هى الجهاد
عقائدهم سواعد ناطقات
و بالاعمال يثبت الأعتقاد
وخوف الموت للأحياء قبر
وخوف الله للأحرار زاد
أرى ميراثهم أضحى لديكم
مضاعاً حيث قد ضاع الرشاد
وليس لوارث في الخير حظ
إذالم يحفظ الإرث اتحاد
لقد سئم الهوى في البيد قيس
ومل من الشكاية والعذاب
يحاول أن يباح العشق حتى
يرى ليلاه وهي بلا حجاب
يريد سفور وجه الحسن لما
رأى وجه الغرام بلا نقاب
فهذا العهد أحرق كل غرس
من الماضي وأغلق كل باب
لقد أفنت صواعقه المغانى
وعاثت في الجبال وفي الهضاب
ضياؤك مشرق في كل أرض
لأنك غير محدود المكان
بغت أمة التتار فأدركتها
من الإيمان عاقبة الأمان
وأصبح عابدو الأصنام قدما
حماة الحجر والركن اليمان
فلا تجزع فهذا العصر ليل
وأنت النجم يشرق كل آن
ولا تخش العواصف فيه وانهض
بشعلتك المضيئة في الزمان
فكن إنسان عين الكون واشهد
مقامك عاليا فوق المعالى
بخنجرعزمك الوثاب لاحت
على الأعلام أنوار الهلال
نداؤك في العناصر مستجاب
إذا دوى بصوت من بلال
وعقلك في الخطوب أجلّ درع
وعشقك خير سيف للنضال
خلافة هذه الأرض استقرت
بمجدك وهو للدنيا سماء
وفي تكبيرك القدسي يبدو
صغيرا كل ما ضمّ الفضاء
فيا من هب للإسلام يدعو
وأيقظ صدق غيرته الوفاء
سترفع قدرك الأقدار حتى
تشاهد أن ساعدك القضاء
وقيل احتكم دنيا وأخرى
وشانك والخلود كما تشاء