لم أستطع أن أتصور أن الذي يحصل حقيقة لالأني سأحصل على تذكرة دخول إلى الحفلة بل لآني أتكلم بالتلفون ومع مين مع الست لم أصدق في تلك اللحظة أني الوحيد في العالم كله الذي يسمع صوتها ولا أحد يشاركني بهذه المتعة التي لاتوصف ثم شكرتها وانتهت المكالمة وبقيت سماعة التلفون بيدي دون أن أدري على أمل أن يعود صوتها الرخيم وأسمعه مرة ثانية . وفي تمام التاسعة كنت أمام شباك التذاكر وأخبرت المسؤول أن لي تذكرة من الست فسألني عن الأسم فأخبرته وأعطاني التذكرة ودخلت الصالة وأنا غير مصدق بتاتا ما حصل , طبعا لم تكن هذه أول مرة أشاهد حفلة للست وكان الكرسي في القسم الأخير من الصالة ليس في الصف الأخير وشعرت في تلك اللحظة أن كل من في الصالة قد علم بما حصل وينظر إلي مهنئا. وبدأت الحفلة بأغنية أمل حياتي وعند الإستراحة الأولى توجهت إلى المكان الموجود فيه جهازين تسجيل ضخمين ماركة ampex ومهندسين الصوت يجربون صوت تسجيل الوصلة الأولى وكم كنت مسرورا ومندهشا أمام هذه التجربة التي أمر بها من كلامي مع الست إلى وقوفي أمام هذه الأجهزة الضخمة ورؤيتي للأشرطة المسجل عليها أمل حياتي و كم تمنيت الحصول عليها بأي طريقة . وقبل بدأ الوصلة الثانية إستطعت أن أحشر نفسي أمام مجموعة من موظفي الإذاعة الذين كانوا يقومون بتقديم فقرة برنامج تاكسي السهرة ومن بينهم المذيع الرئيسي لتلك الفقرة الأستاذ جمال السنهوري الذي سبق وتعرفت عليه مرة في بيروت فرحب بي وساعدني بالبقاء بين فريقه وكان مركزهم في الصف الرابع من الصالة من جهة يسار المسرح .
وللحكاية بقية.