[علي أبوناجي]

في الحقيقة كثيرة هي الأغاني الجزائرية المؤداة بالفصحى ورفوف مكتبة الأغاني بالإذاعة الوطنية تزخر بروائعها من مختلف الموضوعات الوطنية والاجتماعية والعاطفية والأوزان الموسيقية ، ولكنه البخل الإعلامي والانحصار الثقافي الذي أعمى البصائر بذرائع واهية و وهمية وكاذبة ، ورب عذر أقبح من ذنب كما يقال . أقول هذا الكلام وأنا أتحسر على ما آل إليه حال إذاعتنا التي غرقت في أوحال الضلال وماشت تيار الطيش والتمرد على الأصالة والجمال وقيم المجتمع ونهج الجادة والصواب، وصار معيار الرسالة الإعلامية إرضاء الأذواق الشبانية التي عُمِل على إفسادها مدة من الزمن عن قصد لا جهالة ، وإذا صرنا لا نجد المذيع الذي لا يقدر أن يتكلم باللغة العربية مدة دقيقة واحدة دون أن يتتعتع وتفلت منه الكلمات بعد أن أعيا نفسه في تحضيرها وأية كلمات ؟! فراح يستنجد في مخاطبة مستمعيه بخليط من الدارجة والفرنسية ولا يتحرج بعد ذلك أن يطلق قهقهة منكرة يحسب أنها وقعت من مستمعيه موقع الرضا والاستحسان ، فكيف نطمع بعد هذا أن نعاود سماع تلك الأغاني من هذه الإذاعة وبناتها المحليات إلا ما رحم ربي ؟ وصدق المثل العربي إذ يقول إنك لا تجني من الشوك العنب .
أرجو ألا اكون أطلت هذه المقدمة أكثر مما يجوز وأذكر الإخوان في المنتدى بأغنيتين فصيحتين ، إحداهما للمطربة سلوى بعنوان إياك يا بنيتي أن تلعبي بالجمر، والثانية للثنائي صليحة الصغيرة ومريم وفاء بعنوان : تصوري أماه وقعت في الشباك ، فالرجاء من الإخوة أصحاب المقدرة إحضارهما لنا مع جزيل الشكر.