رد: المطرب جمـــيل ســـليـم
الفنان
جميل سليم

ولد في بغداد العام 1938، في كنف عائلة متعلمة، إذ كانت والدته تعشق الموسيقى والإنشاد، وترتل في جوقة تراتيل في إحدى كنائس بغداد. فأحب الموسيقى والغناء منذ طفولته. وفي سن الثانية عشرة من عمره اعتلى خشبة المسرح ليغني أولى أغنياته. شارك في فرقة الموشحات التي أشرف عليها الشيخ علي الدرويش مع زملائه من الفنانين المعروفين آنذاك منهم المطرب ناظم الغزالي والمطرب محمد كريم والمطربة خالدة والمطرب يحيى حمدي وغيرهم. واخذ يمارس كتابة النوتة الموسيقية وقراءتها منذ دخوله معهد الفنون الجميلة، وتتلمذ على الأستاذ منير بشير. بعد تخرجه عين مدرسا في المعهد نفسه، وأخذ يمارس فنه في التأليف الموسيقي والتلحين بأنواعه وخاصة الموشحات التي أشتهر له منها موشح:
مداك ما لا يحصر حدّث عنه العنبر
ولحن الكثير من الأغاني للمطربات والمطربين الذين عاصروه، كانت ألحانه تمتاز بتنوعها وغناها اللحني. وكان له الفضل الكبير في تدريس وتخريج عدد كبير من طلبة معهد الفنون الجميلة – قسم الموسيقى. كان من المتميزين في قراءة النوتة الموسيقية وكتابتها. وشارك مع زملائه الأساتذة روحي الخماش وعبد الكريم بدر وعقيل عبد السلام في تدوين المكتبة الموسيقية الخاصة بالمطرب ناظم الغزالي. وشارك عازفا على العود مع الفرقة الموسيقية التي ضمت كلا من الأساتذة سالم حسين على القانون وناظم نعيم على الكمان وخضر الياس على الناي والحاج حسين عبد الله على الإيقاع. ومن مؤلفاته الموسيقية الشهيرة : دجلة ، بغداد، المدائن، الحصاد.
يحكى أنه عندما كان يدون النوتة الموسيقية للملحنين الآخرين كان غالبا ما يتذمر منهم لأنهم يغيرون موسيقاه بسرعة فيقول لبعضهم: أنت عزفت الجملة هذه بعِدَّة صيغ، بإي صيغة تريدني أن أدونها لك؟
يقول عنه زميله عبد الوهاب الشيخلي " عرفته من خلال تواجده في فرقة الموشحات الأندلسية عام 1948، والتقيت به في معهد الفنون الجميلة.. وكنت أستمع إلى ألحانه قبل أن تذاع من إذاعة بغداد.. وشاهدته يدير الأسطوانات القديمة للسفطي وصالح عبد الحي ومحمد عبد الواحد ويصاحبهم على العود في داره في رأس القرية ببغداد.. وكان الموسيقيون في الإذاعة يجلونه ويحترمونه لأنه قدم لهم أجمل الألحان مكتوبة بالنوتة الموسيقية الحديثة.. وكان يجيد الصولفيج بدرجة عالية تصل أحيانا إلى درجة الموسيقار روحي الخماش وعمل في سنواته الأخيرة مع المطرب الفنان ناظم الغزالي.. وكان هو الذي يكتب نوتات أغانيه. وكان الغزالي يرعاه وكأنه أحد أفراد عائلته
ويقول عنه تلميذه سابقا في معهد الفنون الجميلة الفنان جعفر حسن " إنه عبقري الموسيقى الذي لن يتكرر، لكن مع الأسف 99% من العراقيين لا يعرفونه لان الإعلام طمسه نتيجة محاربة النظام السابق له. على الرغم من أنه لم يكن يضره بشيء. ويعتقد أنه لم يكن سياسيا، بل أن محاربة النظام السابق له كانت بسبب تلحينه لأغنية " وسام الزعيم" عن عبد الكريم قاسم في بداية الستينيات.
كان جميل سليم يحب أمه إلى درجة العبادة وكانت هي تبادله الحب وتهيئ له أسباب الراحة الجسدية والنفسية وتقدم له أنواع الأطعمة التي يحبها ويميل إليها ... قبل وفاة والدته كان جميل سليم قد صادق (الخمرة) وأخذ يتناولها ليلا ونهارا.. وكان ديدنه زيارة قبر والدته يوميا بعد وفاتها .... مات وحيدا ( العام 1980) في شقة متواضعة خلف دائرة الاتصالات في منطقة السنك، وبذلك فقد الوسط الفني أحد عباقرة الموسيقى في بغداد.
منقول من موضوع للدكتور (سعدي المالح)
مع خالص الود
اسامة
التعديل الأخير تم بواسطة : اسامة عبد الحميد بتاريخ 12/02/2015 الساعة 17h05
|