عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04/09/2011, 12h33
الصورة الرمزية starziko
starziko starziko غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:510608
 
تاريخ التسجيل: April 2010
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 129
افتراضي رد: أعلام الموسيقى الاندلسية

+ الفنان أحمد الزيتوني:



احد الحصون الشامخة للصنعة الأندلسية المغربية

ولد الفنان أحمد الزيتوني بمدينة طنجة سنة 1929 ،وقد كان منذ حداثة سنه مولعا بالموسيقى والغناء ، لكنه اظهر ميلا خاصا للموسيقى الأندلسية ،فكان وهو ما زال شابا يلازم رجالاتها من أبناء طنجة ولا يتخلف عن أية تظاهرة فنية تنظم في هذه المدينة. لكن المدرسة الأولى للفنان أحمد الزيتوني كانت هي "دار الضمانة " بالدار البارود بالمدينة القديمة في منزل مولاي أحمد اليملاحي الوزاني( 1876 – 1965) الذي كان بيته مجمعا لهواة طرب الآلة والذي تلقى فيه أحمد الزيتوني المبادئ الأولى في الموسيقى الأندلسية.
بالموازاة مع تردده على"دار الضمانة " كان الشيخ الزيتوني ينهل من معين كبار رواد الموسيقى الأندلسية بطنجة في ذالك الوقت أمثال، العربي السيار، محمد المؤذن ، محمد المرشاني و أحمد الرايس، حيث كان يستغل مخالطته لهم لحفظ الصنعة الأندلسية(محمد المؤذن) ويتعلم العزف على بعض الآلات الموسيقية، كالكمان و العود الرباعي.
وعندما اشتد عود هذا الفنان الكبير في مجال الموسيقى الأندلسية كان لزاما عليه أن يتقرب من الأساتذة الكبار في تلك المرحلة ويتعلق الأمر على الخصوص بالفنانين مولاي أحمد الوكيلي حين إقامته في مدينتي طنجة وتطوان ،ومحمد العربي التمسماني الذي يعتبر من أهم مراجعه في رواية الصنعة .وقد كان لتقرب الشيخ الزيتوني من هذين الهرمين الوقع الكبير على حياته الفنية حيث عمل بذلك على صقل موهبته الفنية و تعميق معارفه في الموسيقى الأندلسية.
وقد كان نبوغه في هذا الميدان عاملا أساسيا في تعيينه سنة 1962 أستاذا بالمعهد الموسيقي بطنجة وعمل هناك حتى بعد سن تقاعده ، حيث درس هنالك الصنعة الأندلسية وآلتي العود و الكمان . وفي نفس السنة استدعاه المرحوم مولاي احمد الوكيلي ليكون ضمن أفراد جوق الإذاعة إلا أن ظروفا عائلية قاهرة جعلت مقامه في هذا الجوق لم يتعدى العشرة أيام .

وفي فترة تواجد الأستاذ المرحوم محمد الرايسي على رأس إدارة المعهد الموسيقي الطنجي تم تأسيس جوق" معهد طنجة" سنة 1981 كجوق ثاني للمدينة بعد جوق العربي السيار الذي كان يرأسه المرحوم محمد العربي المرابط ،حيث أسندت رئاسة هذا الجوق الجديد للفنان المقتدر الشيخ احمد الزيتوني .
وبعد سنوات قليلة من تأسيسه , فرض جوق معهد طنجة نفسه كأحد الأجواق العتيدة بعد الأجواق الثلاثة، حيث أصبح يستدعى للمشاركة في العديد من المهرجانات والملتقيات الفنية سواء داخل أو خارج الوطن كان آخرها مشاركة الجوق في احتفالات زمن المغرب في فرنسا حيث قدمت الفرقة عروضا متميزة بقاعة العالم العربي بباريس . وقد حصد الجوق من خلال مشاركاته العديدة هذه ،مجموعة من الجوائز التقديرية توجت سنة 1992 بتوشيح الفنان الزيتوني من طرف جلالة الملك محمد السادس ( حينما كان جلالته وليا للعهد) بوسام العرش من درجة فارس.


بالإضافة إلى كون الفنان الشيخ الزيتوني يعد من العازفين المهرة على آلة الكمان الجهير "الالطو" حيث يعزف عليها بطريقة خاصة تميزه عند السماع عن باقي عازفي هذه الالة، فانه يعتبر كذلك أول من إقتع بفوائد تدوين الموسيقي الأندلسية تدوينا علميا حسب ما نقله لنا الأستاذ يونس الشامي. فدون معه نوبة رمل الماية خلال إقامته بطنجة سنة 1977 والتي نشرت سنة 1982 من طرف مؤسسة النشر بالدار البيضاء،كما يحتفظ الفنان الزيتوني في خزانته بالتدوين الكامل لنوبتي الاصبهان والحجاز المشرقي في انتظار الدعم المادي لنشرهما .
وفي سنة 1990 ساهم جوق معهد طنجة برئاسة الفنان أحمد الزيتوني بتسجيل ثلاث نوبات هي : نوبة الماية – نوبة الرصد – نوبة عراق العجم ضمن أنطلوجية الآلة الأندلسية حيث أدرج في هذه الميازين بعض الصنائع النادرة.

ومن المزايا الفنية الكبرى التي تطبع مسيرة الشيخ الزيتوني ، الاجتهاد والبحث والابتكار حيث عمل بفضل هذه المزايا على تلحين بعض التواشي المفقودة وإتمام بعض الصنائع الناقصة أو إخراج بعض الميازين الناذرة فكان من أهم ما أبدعه في هذا المجال :

1- تلحينه مشاركة مع الأستاذ العلمي لميزان قائم ونصف الناهوند بتنسيق مولاي العربي اليملاحي الوزاني الطنجاوي إبن مولاي أحمد ،حيث قدمه بمهرجان فاس سنة 2006.

2- تلحينه لميزان قائم ونصف الحسين والذي يتضمن المشالية ثم التوشية واثنا عشر صنعة . وهو عمل مهم جدا كان الجوق يتدرب عليه سابقا وتوقف نتمنى أن يرى النور قريبا
3- جمعه لميزان قائم ونصف الرصد وهو من تلحين الفنان العربي السيار الطنجاوي
4- تلحينه لتوشية نوبة الرصد فقدمها في مهرجان شفشاون 1984،وتوشية الدرج منه قدمها مؤخرا في سهرة نسائم الأندلس بمدينة طنجة
5- أضافته مقاطع على توشية نوبة رصد الذيل للفنان محمد العربي التمسماني
6- تحويله لصنعة " قم وانظر الى مداد العذار "من قدام اغريبة الحسين من صنعة ثلاثية الى خماسية مع تلحين كرسيها
7- تلحينه لكرسي صنعة "يارسول الله يابحر الوفا"من بسيط عرق العجم
8- تلحينه لتوشية القائم ونصف اغريبة الحسين
9- تلحينه لتوشية درج الاستهلال
10- تقديمه لميزاني درج الرصد وقدام العشاق في المديح

11- إهتمامه بجمع التواشي وإخراجها في حلل صامتة جميلة , مثل توشيات نوبة رمل الماية , وتوشيات ميازين القدام في عمل رائع يستحق التنويه ,دون أن ننسى رائعته الجميلة المتمثلة في بسيط الحجاز المشرقي التي قدمت بجمعية هواة الموسيقى الأندلسية
رد مع اقتباس