رد: طلبات نوتة
احبائى
يسعدنى ان اقدم لكم نوتة
فاتت جنبنا
والاغنية دى انا اتكلمت عن ظروفها لما قدمت لكم نوتة اى دمعة حزن
لكن فى الحفلة حصل حاجتين من الحاجات اللى مش ممكن تحصل ابداً وتتحفظ فى التاريخ
احنا لما بنكون على المسرح ( وفى الحفلة دى كان مسرح مقام على ملعب نادى الترسانة ) بيكون تحت المسرح مباشرة جهة اليمين فريق الإذاعة بيتكون من المذيع بتاع الراديو وجنبه مهندس صوت معاه ميكسر كبير متصل بكل الميكروفونات اللى على المسرح وبيخرج وصلة لجهاز بيودى لجهاز الارسال ووصلة لعربية التليفزيون اللى بتكون خارج الحفلة وفيها المخرج بتاع التليفزيون ووصلة عن طريق كابل التليفون بتتجه مباشرة لمبنى الاذاعة والتليفزيون , وهناك بيسجلوا الحفلة للطوارىء , غير طبعا من ضمن طاقم الاذاعة مهندس صوت تانى واخد وصلة من الميكسر وقدامه جهازين تسجيل كل جهاز عليه شريط وقبلان نبدأ العزف بديقة بيدور الجهاز الاول بيسجل وقبل ماتخلص البكرة اللى على الجهاز الاول ومدتها 30 دقيقة بيكون شغل الجهاز التانى عشان مايفوتش حرف من الحفلة وفى المونتاج بيكونوا الاغنية من الشرائط دى , بس طبعا الاول بينسخوهم كذا مرة ويتركوا الاصل لأن المونتاج كان بالمقص يعنى الاربع بكرات بيطلع منهم بكرتين , وبمجرد ماتخلص بكرة الجهاز الاول بيشيل الشريط ويحط شريط جديد انتظاراً لقيل ماتخلص بكرة الجهاز التانى بدقائق وهكذا يعنى ممكن الأغنية تاخد 4 شرائط او خمسة حسب طول الاغنية , ودى طريقة التسجيل المتبعة فى الاذاعة عموماً , بقول الكلام ده ليه اولا معلومة يمكن تحبوا تعرفوها ولكن تمهيد للحدث الجلل اللى حقوله , طبعا انا قلت كابلات واجهزة كتير طبعا دى حفلة اذاعة وتليفزيون ع الهواء , لازم بيكون الكهرباء من ماكينة كهرباء خاصة مش من التيار العادى اللى ممكن يتقطع , ولازم تكون فيه ماكينة توليد احتياطية واقفة جنبها لو حصل عطل تتوصل فى ثانية , والكابلات اللى ماشية على الارض بيكون معاها فريق كبير من العمال المساعدين والفنيين بيثبتوها فى الارض عشان ماتتحركش , وبيثبتوها باجهزة خاصة بحيث ان الكابلات تصبح كانها ملزوقة فى الرض لو حد مشى عليها ماياخدهاش فى رجله , اما بالنسبة للفرقة انا قلت انهم على يمين الفرقة ليه ؟ لأن الآلات الكهربائية الاورج والجيتار بتاخد كهربا من عند مهنس الاذاعة مش من اى فيشة وخلاص , المهم حانبتدى , دايما قبل رفع الستارة فيه تقليد بيقولوا نقرأ الفاتحة ومايعادلها عند اخواننا المسيحيين , قرينا الفاتحة واتفتحت الستارة وعبد الحليم قال اللى عايز يقوله وانتم عارفين بيحب يقود الفرقة , ادا اشارة البدء ونزل بإيده المفروض ان اول حرف زى ما انتم عارفين كورد من الجيتار , الجيتار قاعد جنبى عمل الكورد ماطلعش صوت مافيش كهربا , وعلى فكرة لو عندك تسجيل كامل للحفلة تسمع الكورد ده من غير كهربا فى الاول , عارفين يعنى انا وكلنا متعودين ان اشارة البدء بنسمه كورد الجيتار زى القنبلة ماسمعناش حاجة , حصل لنا حاجة شبه سكتة قلبية , يعنى لما تسمع اللحن وشوف فيه شغل جيتار اد ايه بين صولوهات منفردة وصولوهات مشتركة غير ان ليه دور فى الرتم طول الاغنية , قعدنا نص دقيقة مذهولين , يعنى الاغنية باظت , لأن لو اشتغلنا من غير جيتار , مش حاتبقى الفرقة الماسية ولكن تبقى فرقة حسب الله , مش من الناحية الفنية ولكن تخيل حضرتك انك بتعمل بروفات على اللحن ده خمسة واربعين بروفة واتسجل فى يوم كامل وانت طول الوقت بتسمع جنبك شغل الجيتار , لو عزفتها من غير شغل الجيتار حاتحس طول الوقت انك انت غلط او فيه حاجة ناقصة , وكمان مين اللى على المسرح حاينظم مين يقول مطرح الجيتار , طبعا الانظار اتجهت تحت لبتوع الإذاعة , اتارى عامل متخلف شغلته يبقى جنب الاسلاك اللى طالعة المسرح , حبكت قبل رفع الستارة بلحظة انه يجيب كباية شاى وهو داخل خد السلك بتاع الجيتار فى رجله , طبعا ممكن حد ما يقرش الظرف ده ولكن مع عبد الوهاب وعبد الحليم دى تبقى كارثة , ولو عبد الوهاب موجود كان منع غناء اللحن بالطريقة دى , كمان حصلت كارثة تانية , انتم عارفين ان الفرقة الماسية 12 كمان لكن عبد الحليم كان بيجيب عشرين كمنجة تانى من الخارج يعنى شوية من فرقة الموسيقى العربية وفرقة صلاح عرام , ودول كانوا مش ثابتين يعنى مش هم هم كل مرة , هم كانوا شاطرين وحلوين جدا لكن كانوا بيختلفوا عن الفرقة الماسية اننا حافظين عبد الحليم , يعنى عبد الحليم بيعمل مايسترو لكنه طبعا مش مايسترو يعنى شوية هزار على خفة دم يعنى حركاته نصها بينى وبينكم غلط , وكنا مش بناخد على حركاته , يعنى قدامنا النوتة وحافظين اللحن من كتر البروفات , يعنى حتى فى غاتت جنبنا دى عمل حركة فى ايقاع راح واخد مزهر من عازف وقعد يطبل معاهم والعازف جاب مزهر تانى من جنبه على الارض طبعا الحركة دى احنا فوجئنا بيها بس اكيد كان متفق مع عازف المزهر عشان كده جاب معاه مزهر تانى , المهم خلصنا المقدمة والمذهب وجينا نعزف الكوبليه الاول بتاع مرة تانية برضه صدفة , فيه لازمة انتظار ( ومعناها المازورة او اتنين بيتكرروا كتير قبل الغناء مباشرة ) ومالهاش حد معين فى التكرار يعنى ممكن فى النوتة مكتوبى 4 مرات وعبد الحليم وام كلثوم وريد ممكن يخيلك تعزفها 22 مرة لحد ما يبقى جاهز , او يكون بيشاور بإيده نبطء شوية او لحد ما الناس تسكت وتبطل تصفيق
المهم حاجة فنية لما تكون حتعيد الازمة كلها تانى لازم تلتزم بالمكتوب فى النوتة وإلا ..... لكن لما يكون انتظار للغناء عينك وانت بتعيد ع المطرب لأنه حايعمل اشارة انه حايقول , المهم فى الازمة دى بتقول دو مى فا صول
وتتكرر اربع مرات ونعيد الازمة او موسيقى الكوبليه مرة تانية , عبد الحليم طبعا بيهزر جه بعد ماعملنا اتنين من الاربعة قبل مانكمل التانية عمل اشارة إعادة من الاول , وهنا حصلت الكارثة العازفين اللى من الفرقة الماسية بياخدوا عبد الحليم على قد عقله لكن ماليش دعوة بيه انا بشتغل على النوتة , والعازفين الغرب افتكروه مايسترو بجد وراحو عايدين من الاول , وتسمع بقى اطباق بتتكسر وعربيات بتخبط فى بعض , يعنى دى فى اى فرقة بتحصل كتير لكن فى الفرقة الماسية ماتحصلش كل عشرين سنة , كفاية ولا اكمل ؟
كان فيه عادة ايام ام كلثوم ان فى البروفات كل يوم الصحفيين بيحضروا البروفات وبيوصفوها وصف دقيق وكان جريجة الاهرام مفرغة صفحة 3 لبروفة ام كلثوم , زكانوا كل يوم بينشروا كلمات الاغنية بحيث ان الشعب على يوم الحفلة بيكون حفظ الكلمات , ولما توفيت ام كلثوم , انتقل التقليد ده لعبد الحليم , بس حصل حاجة غريبة , ان عبد الوهاب خلا الصحفيين يحضروا البروفة جزء من الوقت واخدوا الكلام ونشروه لكن مانشروش نهاية القصة ,
يعنى واحدة ضحكت امام انتين اصحاب لكن هى بتضحك لمين فيهم والراجل اتجنن ياولداه هى بتضحك ليه ولا لصاحبة , وكان ده السر اللى كان الناس مترقبينه قبل الحفلة , ولو تلاحظوا انه لما قال بضحك لك يا اسمرانى الشعب اتنطط , وباين الصوت اوى , كل واحد حس انه طرف فى القصة والبنت بتضحك له هو ,
ودى من العبقريات بتاعة عبد الوهاب انه لازم فى كل اغنية يحط شىء او عفريت بحيث ماتبقاش تقليدية , يعنى لو الناس علافت النهاية قبل الحفلة اكيد مش حايوصلوا للترقب اللى خلاهم اتجننوا , يعنى الذكاء بتاع عبد الوهاب
حس انها لماتكون اغنية عاطفية انت بتتمتع بحلاوة الكلام , لكن لما تكون قصة من النوعية دى اكدي حايشدك تعرف ايه النهاية , انا آسف للإطالة ولكن الذكريات بتحكم , وبجد لو الايام دى حسيت ان حاييجى فى يوم وكل الناس دى تموت وافضل انا اتكلم عنهم , لكنت سجلت كل لحظة وكل ثانية لأن كل لحظة كان فيها عبقرية لن تتكرر .... الله يرحمهم
وآسف على الإطالة مع اطيبب تحياتى
|