يتبع
ففي عام 1962 غنت ام كلثوم قصيدة للأمير عبدالله الفيصل عنوانها ثورة الشك وقد لحنها رياض السنباطي:
اكاد اشك في نفسي لأني
أكاد أشك فيك وأنت مني
يقول الناس إنك خنت عهدي
ولم تحفظ هواي ولم تصني
وانت مناي اجمعها مشت بي
اليك خطى الشباب المطمئن
وبعد مرور أكثر من تسع سنوات عادت أم كلثوم لتغني لعبدالله الفيصل قصيدة اخرى من تلحين السنباطي ايضاً:
من أجل عينيك عشقت الهوى
بعد زمان كنت فيه الخلي
واصبحت عيناي بعد الكرى
تقول للتسهيد لا ترحل
يافاتنا لولاه ما هزني
وجد ولا طعم الهوى طاب لي
هذا فؤادي فامتلك أمره
فاظلمه ان احببت او فاعدل!
ومن اعجب ما توصل اليه الباحث حنفي المحلاوي في كتابه شعراء ام كلثوم انه ليس في ديوان عبدالله الفيصل «حديث قلب» اصول قصيدة واحدة تحمل اسم ثورة الشك، بل ان ام كلثوم اخذت هذه القصيدة من مجموعة قصائد للشاعر اطلقت عليها في النهاية اسم «من أجل عينيك»..
اما الأكثرية غرابة في اختياراتها لقصيدة «من اجل عينيك» ان الجزء الثاني من هذه القصيدة، وعدد ابياته اربعة، نشر في الديوان ضمن قصيدة اخرى بعنوان بريق الوجد، وهو الجزء الذي تقول فيه:
من بريق الوجد في عينيك اشعلت حنيني فقد ضمت اليه الجزء الثالث من القصيدة نفسها والذي تقول في مطلعه:
استشف الوجد في صوتك آهات دفينة..
اما الجزء الرابع الذي تقول فيه أم كلثوم: «ملأت لي درب الهوى بهجة».. فقد اختارته من قصيدة ثالثة بعنوان: كأس الخداع! وقد غيّرت فيه بعض الكلمات..
وقد غنت أم كلثوم لنزار قباني عند الانتفاضة الفلسطينية ضد اسرائيل سنة 1969 قصيدة: أصبح عندي الآن بندقية. وعندما رحل جمال عبدالناصر، غنت لنزار قصيدة «رسالة إلى والدنا عبدالناصر».
والدنا جمال عبدالناصر
عندي خطاب عاجل إليك
من أرض مصر الطيبة
من ليلها المشغول بالفيروز والجواهر
ومن مقاهي سيدي الحسين من حدائق القناطر من ترع النيل التي تركتها حزينة الضفائر
عندي خطاب عاجل إليك
من الملايين التي تيّمها هواك
من الملايين التي تريد أن تراك
عندي خطاب كله اشجان!
وقد اضطر الشاعر السوداني الهادي آدم إلى تغيير أبيات بكاملها، بل وتغيير شطرات من أبياته حتى تغنيها أم كلثوم.. وكانت قصيدته:
اغدا القاك يا خوف فؤادي من غدي
يالشوفي واحتراقي في انتظار الموعد
أما البيت الأصلي فكان:
اغدا القاك يا لهف فؤادي من غد
واحييك ولكن بفؤادي لا يدي!
وغنّت أم كلثوم لعلي أحمد باكثير:
قالوا احب القس سلامة
وهو التقي الورع الطاهر
وغنت كذلك للشاعر الكويتي احمد العدواني:
يا دارنا يا دار
يا منبت الأحرار
يا نجمة للسنا
على جبين المنى
السحر لما دنا
غنى لنا الأشعار
التبر في برها
والدر في بحرها
والحب في صدرها
نبع من الايثار
وغنت للشاعر اللبناني جورج جرداق: هذه ليلتي:
هذه ليلتي وحلم حياتي
بين ماضٍ من الزمان وآت
التي كان مطلعها قبل التعديل:
هذه ليلتي وهذا العود
بثّ فيه من سحره داود
وفي عام 1967 غنت أم كلثوم قصيدة للشاعر الباكستاني محمد:
اقبال دون ان تشير الى اسم مترجمها إلى العربية ومطلع القصيدة:
حديث الروح للأرواح يسري
وتدركه القلوب بلا عناء
هتفت به فطار بلا جناح وشق أنينه صدر الفضاء
|