رد: بليغ حمدي
كتلة من الأحاسيس
سائرة على الأرض
يحلق في سماء الأنس والجمال والفن
يذوب ... يتلاشى
فيظن من حوله أنه غير موجود
فيستمتعوا بكل ما يملكه هذا الطائر
حتى عشه الساحر ..فهو حاتم الطائي بكرمه
ما في يده لغيره .... من أسباب شقائه الإنساني
ولكن .. لا يهم ... فقد عاش دفء اللحظة
وذاق جمال العطاء ... وإحتفظ بهذا الخيال
فالحب طائر يغني ...
فيصدقوا أنه غاب في رحلة يملأها الشجن والعذوبة
وهو أول المصدقين ...
ولما لا ... وألحانه حصاد هذا التحليق الإختياري
فيغوص في بحور الإبداع ويغترف من خياله الحالم
أروع وأعذب الألحان ...
فدائما تائه بين السماء والأرض
ولحظة هبوطه الوحيدة ..ويا لها من لحظة
لحظة حريص عليها أشد من حرصه على الحياة نفسها
لحظة يسعد بها ولا يرضى إلا أن يكون
فوق ترابها ... لحظة عشقه لبلاده الحبيبة
فتنساب أجمل الألحان معزوفة بأوتار قلبه
النابض بكل العشق ...
أنحنى لهذا العاشق المتيم بحب ذرة
من تبر وياقوت وعاج
بليغ حمدي ..عاشق لتراب مصر الغالية
متفرد بعشقه ...
متفرد بألحانه ... متفرد بعذاباته
متفرد بآلامه ...
وعندما قدر له أن يبتعد عن نسائم هوائها
قتله اللوعة والشوق..والحرمان ... ذبحه فراقها
فعاد مذبوحا يلملم بقايا من نفسه
ليأنس لدفء ترابها
ولكن ليس سائرا عليه
بل في رحم أرض بلادي الحانية
وبقيت ألحانه باقية ... فتلاحم مع الزمن
فأصبح العاشق والمعشوق ...
أحبك ... مصـــــــــــر ...
دولت
التعديل الأخير تم بواسطة : هدى دولت بتاريخ 19/06/2011 الساعة 08h38
|