عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 16/06/2011, 02h20
abo hamza
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
Post رد: أخبار الموسيقار فريد الأطرش في الصحف والمجلات

فريد الأطرش هل ربح السباق في أوروبا على عبدالوهاب





لو أردنا مقارنة للعلاقات بين الموسيقار محمد عبدالوهاب وزميله فريد الأطرش لما وجدنا هناك نسبياً أفضل من

علاقات الدولتين الكبيريتين في العالم : الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي ! ....

فالدولتان الكبيرتان على خصام لا ينتهي كل منهما تغار من الأخرى وتحاول أن تسبقها في الإختراعات

وفي الوصول إلى القمر وبقية الكواكب وتعمل المستحيل لتسجل عليها إنتصاراً في شتى المجالات

لكن رغم العداء المستحكم فإن مندوبيهما





يتصافحان بإبتسامة عريضة كلما التقيا ثم يأخذ الواحد منهما الآخر بالأحضان ويروح يسأله عن صحته

وصحة المدام والأولاد وبقية العائلة تماماً كما يفعل الأصدقاء بعد طول فراق ومثلما الحال عند أقطاب السياسة العالمية

كذلك هو عند قطبي الموسيقى محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش فالموسيقاران الكبيران صديقان حميمان

وواحدهما يحب الآخر من القلب على طريقة العربي الأصيل لا على طريقة الدبلوماسيين الروس والأمريكان

وعندما يتصادف ويلتقي أحدهما بالآخر تبدأ السلامات والسؤال عن الصحة وازاي مدام نهلة يا أستاذ محمد

و بخير يا " أثـتاذ " فريد ويظل الفنانان الكبيران يجاملان بعضهما إلى أن يجلس كل منهما قرب الآخر

سواء كانت الجلسة عند صديق مشترك أو في سهرة عامة !

لكن هذه الصداقة الحقيقية التي لا غبار عليها بشهادة الطرفين ومعارفهما لا تمنع أن تحتمل في صدريهما روح المنافسة

تماما مثل الدولتين الكبيرتين ولا يمنع أن يسعى أحدهما لأن يكون هو ( الأول ) أي الإمبراطور

بينما الآخر بعده بدرجة أو ربما بدرجات ! .. إن عبدالوهاب مثلاً يتمنى أن يظل في ( القمة ) لا يعلو عليه أحد

ولا يشاركه شريك ولا بأس أن يأتي بعده الآخرون بعده في النجاح وفي الشهرة وفي إبداع الألحان

التي تسحب الآه من الحناجر والقلوب ! .. والمعروف عن موسيقار الجيل أنه أناني .. وأنانيته هذه كأنانية الأطفال






غير سلبية وغير مؤذية إلى حد كبير وهو في هذا لا يخجل من الإعتراف بحبه للإطراء

بل أنه يزيد في التواضع كلما سمع من يمتدح لحناً له أو قفلة في موسيقى جديدة أو رقصة إنتهى من تسجيلها !!

وحب عبدالوهاب للشهرة ليس محصوراً في العالم العربي بل يتعداه إلى العالم كله .. إلى أوروبا وأمريكا

وإلى كل مكان يصل إليه لحن شرقي ولأن أوروبا أقرب مكان إلى الشرق فإن أكثر ما يغيض عبدالوهاب

هو أن تنتشر ألحان زميله فريد الأطرش في القارة الأوروبية أكثر من إنتشار ألحانه

وهو موسيقار الجيل وصانع المعجزات والإمبراطور الذي يسحب الآه من الحناجر والقلوب !

إنه في كل مكان يذهب إليه في أوروبا لا يسمع إلا إسم فريد الأطرش ولا تتسلل إليه إلا ألحانه

وموسيقى فريد الأطرش هي في الفنادق والحفلات الخاصة وفي الإذاعات وحتى في علب ( الجوك بوكس ) !

مثلاً أغنية "يا زهرة في خيالي" ونغمها تانغو غربي لا جديد فيه تقريباً على الأذن الغربية

ولا تجمع من النغم الشرقي إلا لمحات خاطفة ومع ذلك فإنها إنتشرت في الخارج بشكل لا يصدق

وسجلت من النجاح ما عجزت عنه أقوى الألحان الشرقية قاطبة .. وهل هناك ما يمكن أن يسجل لصالح إنتشار

تلك الأغنية أكثر من القول أنها الإسطوانة المفضلة للشباب في الإتحاد السوفياتي

وقد سمعها فعلاً الكثيرون من العرب وهي تردد على لسان طلاب جامعة موسكو !!

أغنية أخرى لفريد إسمها "يا جميل" سار معها الحظ أيضاً في أوروبا من دون كل أغاني محمد عبدالوهاب

وهذه الأغنية لم توضع في علب الموسيقى فحسب ولا إنتشرت في في برامج الإذاعات الغربية وفي النوادي الليلية فقط

وإنما أعجب بها كبار الموسيقيين والمغنيين الأجانب وأختارتها المطربة العالمية ميا كازابيانكا لتغنيها بصوتها

مثلما يفعل المغنون الصاعدون بأغاني دين مارتن وفرانك سيناترا وشارل ازنانور !

ويروح عبدالوهاب يتساءل في غيظ : أغاني فريد كيف تسللت إلى خيال المستمع الأوروبي

في الإتحاد السوفياتي وفرنسا وبلجيكا وغيرها .. بينما موسيقاه هو .. موسيقى "حبيبي الأسمر" و "عزيزه" و "إنت عمري"

لم تعبر الحدود إلا إلى محطات غربية قليلة وإن تسللت إلى أوروبا فإلى غرف الطلاب العرب في باريس

ومنازل الدبلوماسيين الشرقيين وسهراتهم في بروكسل وجنيف ولندن ؟!

ثم يمسك الموسيقار الكبير تقريراً من مدير أعماله ويروح بقلبه بين يديه والغيرة تهز كل أعصابه

إن التقرير يقول أن زميله فريد الأطرش نال أكثر من 4500 جنية إسترليني كعائدات من حق الآداء العلني

لعام 1968 عن إذاعة أغانيه وموسيقاه في الدول المنتمية إلى المؤسسة بينما لم يزد دخل الموسيقار محمد عبدالوهاب عن 3700 جنية من نفس العام

ويقول التقرير أيضاً أن مجموع أغنيات فريد الأطرش التي لا تزال تستثمر في أسواق أوروبا والمغرب العربي173 أغنية

بينما محمد عبدالوهاب ليس له إلا 26 أغنية فقط من ضمنها مجموعة الأغنيات التي لحنها للسيدة أم كلثوم

في السنوات الأربع الماضية .. ويترك عبدالوهاب التقرير جانباً ويحمل عوده في محاولة عفوية كأنها للإحتجاج

على زميله صاحب الحظ الأوفر في الإنتشار خارج العالم العربي .. وبينما الأنامل الرقيقة تحرك أوتار الآلة

يبدأ عقله بجمع الأرقام والحسابات ليتبين من جديد وبشي من الغيظ أن فريد الأطرش هو دائماً السباق في أوروبا !!
رد مع اقتباس