[بشير عياد]

عُدنا
و..... وحشتونا
أستأذنُ أخي سمير الشال في تأجيلِ مناقشةِ ما كتبهُ أعلاهُ إلى وقتٍ لاحق
و
أهديه القصيدةَ الزّجليةَ التالية
كما أهديها إلى الأخوينِ العزيزين حمّاد مزيد ، وأبو حمزة ، وكلّ أحبّائنا في جمهورية " سماعي " العُظمى .
*****************************

المحكمة
***

أنا إسمي مصر العظيمة يا حضرةِ القاضي
مِنْ قبلِ فجْرِ التّاريخ
سجّلْت ميلادي
وفوقْ جِبينِ الزّمَنْ
محفورة أمجادي
وبين جميعِ الأمم ، وللأبد ، حُـرَّةْ
سامحْني
ـ باسمِ العدالةْ ـ
لو بكيتْ مَـرّةْ
مخنوقة مِنْ صَدْمِتِي
وشكْوِتي مُـرَّةْ
ما اللي باعوني وخانوني برضه أولادي
وانا إسمي مصر العظيمة
يا حضرةِ القاضي !!!
ــ

أنا جايّهْ أعلنْ براءتي م اللي خانوا العَهْدْ
وانا ياما رضَّعْتُهُمْ معنى الوفاءْ في المَهْدْ
وشربْت كلّ المَرَارْ ولا داقوا غير الشّهْدْ
وفَطَمْتُهمْ عَ الرّجولةْ
والعملْ بضميرْ
عَوِّدْتُهُمْ عَ الأمانةْ
وحُبّ فعلِ الخيرْ
مِشْ بَسّ لاجلِ الوَطَنْ
، لأ ،
للوَطنْ
والغَيرْ
ولقيتني باحصُدْ غُبارْ
واللي بنيتُه اتهَدّ
وكأنّي دايرةْ ف فراغْ
بيدُورْ على الفاضي
وانا برضُه مصر العظيمة
يا حضرةِ القاضي !!
ــ

يِرْضِي عدالْتَكْ يهينوا العدلِ والمساواة ؟
والظّلم يبقى قانونْ ، والكلّ يمشوا وراهْ ؟
والظالم المُفْتَري .. الحقّ يبقى معاهْ !!
ولا حَدّ يقدَرْ يقولْ شكواهْ بصوت مسموعْ
لازمْ ينافقْ ويضحَكْ مهما كانْ موجوعْ
ويْخَبِّي ألَمُهْ ويِسْكُتْ لو يموتْ م الجوعْ
ومهما زاد الألـمْ
ممنوعْ يقول الآه !!
ولادي ليه أصبحوا أعادي لولادي ؟!!
وانا برضه مصر العظيمة
يا حضرةِ القاضي !!
ــ
ويِرضي مين يسرقوا من عُمري أحلامي ؟
ويبدِّلوا ضِحكتي
بالخوف وأوهامي ؟
ولا حسُّوا مَرّة بْخَجَلْ
مِنْ كُتْرِ آلامي
بالعَكْس
يوم ورا يومْ .. جـُمْ زوِّدوا أَلَمِي
بين الأُمَم صَغَّروني ونكِّسوا عَلَمي
وباعوا ما أملِكُهْ
ما فضلشي غير هَرَمِي
ومهما أبكي مُحالْ تِرجَعْ لي أيّامي
وانا مُستحيل أنحني
وقُصادي حُسَّادي
أنا بَرضُه مصر العظيمة
يا حضرةِ القاضي
ــ
يا حضرةِ المحترمْ
احكُمْ لي بالقانونْ
أنا واثقة في المحكمة
وراضية باللي يكونْ
أنا أُمّ خانْها الأمَلْ ، وقلبها مطعونْ
في عيوني صورة ولادي الأبرياءْ شُهَدَاءْ

والمُجرمينْ !!
حَسْرتي ..
اخواتهم الأعداءْ !!
إزّاي أساوي الشهيد
بالقتَلَة والجُبَنَاءْ ؟؟
وازّاي أسامحْ واقول : الجرْح بُكره يهون ؟
العدْل سيف عَ الجميعْ
لازمْ يكونْ ماضي
دانا إسمي مصر العظيمة
يا حضرةِ القاضي .
ــ