رد: الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان/المنهج الحداثى فى الشعر العربى
الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان
أما و قد تكلمنا في التلقي فإننا ننتقل إلى الكلام عن الثقافة و التراث و الهوية.
الثقافة نتاج لصيرورة تاريخية ومادية في الاساس، انطلاقا من علاقة جدلية محكمة بين البنى التحتية المادية، والبنى الفوقية الرمزية. والمعنى الانثر بولوجي العام للثقافة ، يحيل بشكل خاص واساسي، الى هذه المنجزات و المآتي الرمزية في مجال العلم والفن والادب والفلسفة والاخلاق والتربية والاجتماع.
و التراث هو جماع تلك المنجزات المادية والعلمية والفلسفية والادبية والفنية التي انجزها الاسلاف على امتداد الزمان والمكان، وأضحت ودائع بين ايدي الاخلاف. والمعنى الخاص للفظ التراث يتوجه بشكل أساسي، الى تلك المنجزات الفكرية والادبية المكتوبة والمحفوظة في بطون التأليف والتصانيف.
وما دامت العربية هي اللازمة الدلالية المتواترة في كلامنا هذا، فان التراث المعنيّ هنا هو التراث العربي على وجه التحديد. وهو تراث موحد الهوية واللسان، لايتقيد بزمان او مكان او انسان. وهو حسب تعبير المحقق المصري عبدالسلام هارون (يتناول كل ما كتب باللغة العربية، وانتزع من روحها وتيارها قدرا بصرف النظر عن جنس كاتبه، او دينه، او مذهبه، فان الاسلام قد جبّ هذا التقسيم وقطعه في جميع الشعوب القديمة التي فتحها، واشاع الاسلام لغة الدين فيها، وهي اللغة العربية التي لونت تلك الشعوب بلون فكري واحد متعدد الاطياف،، هو الفكر الاسلامي، وهو الفكر العربي)
وما يهمنا من هذا الفضاء الدلالي هو جانب محدد ومخصوص منه، وهو جانب الابداع الادبي المكتوب باللغة العربية، حتى نحدد للقول مجاله، ونضع الامر في نصابه. واهل كل صنعة هم اخلق بالكلام عنها، كما قال ابن رشيق.
لا تخلو القراءة في جدلية الهوية والابداع من المآزق ، لان الهوية الشعرية قبل كل شيء هي الانفتاح والاختراق والقلق الدائم في البحث والتجديد وهي معيار للقيمة الابداعية وتصوراتها وامكانيتها وادواتها التي تؤسسها ، فلا يمكن للشعرية ان تؤسر في نطاق عقائدي او جغرافي او حتى ذاتي محض . فلا إبداع خارج الهوية ولا هوية خارج الابداع
التعديل الأخير تم بواسطة : albujairami بتاريخ 29/05/2011 الساعة 08h16
|