عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 21/05/2011, 14h43
الصورة الرمزية عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان عبد الحميد سليمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:245929
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 135
افتراضي رد: الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان/المنهج الحداثى فى الشعر العربى

بسم الله الرحمن الرحيم


الأخ المحترم الأستاذ البيجرمى...سلام الله عليكم ورحمته وبركاته..وبعد


(سبحان الله يا رجل. لقد كان سؤالي واضحا ً و محددا ً، فما بالك تخلط القضايا و تنعت من خالفك الرأي بكونهم ,, مزيفى التاريخ والأصول وقاطعى الأرحام وناكرى الهويات والغفلى والمتغافلين والعمى والمتعامين والبلهاء والمتبالهين ،، . أنا كنت سألت الموضوعية. أكرر أنه إذا أردنا بحث القضايا الشعرية فإنه لا بد من بحثها واحدة واحدة لا بخلط الأوراق على طريقة من نادوا بالفوضى الخلاقة أفهم من قولك ,,أنا شديد الإعجاب بأصيله وما يحتويه من نسق تفعيلية تضمن حدا رائعا من الموسيقى التى تفرق بين الشعر والنثر،، أنك تنفي شعرية ما انتفى وزنه . و لا أدري علام استنادك . إن كان على الإستقراء كما فعل علماؤنا القدماء فإن لنا دليلا بخلاف ذلك .فقد ذهب بعض العرب إلى كون القرآن شعرا . و قد تولى القرآن الكريم الرد ّ عليهم . و لكن الذي يعنينا هنا هو الحقل الدلالي للشعر فإنهم أجازوا إطلاقه على ما خرج عن حد أنه موزون مقفى و هذا وجه شاهدنا .و أترك الدخول في قضية أخرى إلى مشاركة ثانية هذا إذا سلمت من الشتم كما لم يسلم غيري)

آخى الكريم ... بعد قراءتي ردك الأخير أيقنت أنك خارج ما نتكلم عنه فلا أنت فهمته ولا أنت راعيت الأصول في ردك.لقد رددت عليك فورا وأجبت على سؤالك وأعلمتك أنني مثلما أؤمن بأصيل الشعر ورائع التراث لا أستثنى من إعجابي ما قدمته مدارس الكلاسيكية الجديدة وأبوللو وأهل شعر التفعيلة ,وأخبرتك أن مثل صلاح عبد الصبور وأمل دنقل وعبد الرحمن الشرقاوى ومحمد الفيتورى وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتى ونازك الملائكة وغيرهم ممن جددوا فى القوالب الشعرية ونهضوا لقضايا الهم العام الذين اتهمتنا بأننا نعتناهم بأنهم يسعون لتغيب الوعي العام وضرب الانتماء والهوية وأسميناهم مزيفي التاريخ والأصول وقاطعى الأرحام وناكرى الهويات والغفلى والمتغافلين والعمى والمتعامين والبلهاء والمتبالهين, وذلك إفك وسوء ظن وقصور فهم لو علمت عجيب ,إنني أنفى كما نفى عبد العزيز حمودة فى المرايا المحدبة شعرية من أزرى بجوهر الفن الشعري العربي وعماده وذروة سنامه وأعنى به الموسيقى على أنواعها خارجية وداخلية وأهدر الوزن وازدراه,والغرض وانتفاه والصياغة وأقصاها و اللغة فأقعدها واستحضر ما يجود به قاموسه الشحيح الهزيل, بمفردات غير معروفة أو مألوفة وكأنه قد ضاقت عليه العربية بما رحبت .وادعى التشاعر وما هو بشاعر ,وصفق له المصفقون وأفردت الصفحات والقنوات ,إلى أن تسلل القوم نأيا عنه على استحياء ثم بكل جلاء ووضوح وغلظة , فغدى أولئك المتشاعرون يقولون أشعارهم لأنفسهم ,بلا متلق أو متحفز أم ناقد رقيب,إنهم لا يمتلكون أساسيات بديهية تفرق بين الشعر والنثر,إن حداثتهم ومابعد حداثتهم تُلْغِيان تماما فكرة وجود ثوابت دينية أو قيمية أو أخلاقية ,فكل شيء عند هؤلاء نسبي ,متغير، وهم يرون أن مفاهيم مثل الذات الحضارية، والهوية، والسببية، أمور لا مكان لها في عالم ما بعد الحداثة,على هذا ونتيجة لكدهم و استغراقهم وهزالهم وتعبهم تحول شاءه النثر,وملتاث المعانى ومضطربها, وركيك الصياغة, وعييى التعبير,إلى شعر يُوسَع به الناس ويقذفون من كل جانب ويتجرعونه ولا يكادون يسيغونه,ويزكون سعيرأزمة ثنائية العقل العربي والعقل الغربي, لقد باتوا وقد اختلطت وتشاكلت الأشياء ,فلا حدود قائمة بين الشعر وما ليس شعرا.حتى ليظن الظان من المتلقين على اختلاف وتباين مستوياتهم العلمية والنقدية بنفسه قصورا فى الفهم أو غباء يدفعه إلى الاستفسار عن مراد ذلك التهويم, من قرين له أورفيق أو شريك فى تلك الساحات الشعرية التى أقفرت وخلت وبادت فينبيه أنه تائه ذاهل اللب شارد, قد أرهق عقله وأرهقه عقله بغير اهتداء إلى ضالة ولا استظلال بمعنى ولا ارتواء بإيقاع أوخيال.

أخى الكريم... إن إهدار المتلقى و إهماله,أمر شاذ غريب,لأن المتلقين المتفاعلين المستوعبين على اختلاف مستوياتهم لتوالي النصوص في الزمان ، والنافذين ببصائرهم إليها , يستغربون ذلك ويعرضون عنه ويلفظونه حين يرونه يعج باختلالات و تشويشات جديدة غريبة لقيطة, على التقاليد الفنية الثابتة القابلة للتحديث والتطوير والتفاعل مع قضايا العصر وذلك أمر عرفه تاريخ الشعر العربي وقبله واستحسنه, منذ بدايات القصائد الأولى بالوقوف على الأطلال ثم العروج إلى الفخر أو الهجاء أو الرثاء أو شكوى الدهر,إلى وحدة الموضوع , بمثل هذا ازدان الشعر العربي بمعلقات شعراء الجاهلية الرائدة كما ازدان بموشحات ابن عبد ربه الأندلسي وهي لو علمت ضرب من ضروب الشعر استحدثه المتأخرون من شعراء الأندلس بدافع الخروج على نظام
القصيدة والثورة على النهج القديم لها وانسجاما مع روح الطبيعة الجديدة ,ومثلها أتت تخميسات الشعر الأندلسي,وأحيلك إلى تجديدات ابن زيدون وابن عمار و المعتمد وابن حمدين وابن خفاجة وابن الخطيب فى أبنية الشعر وأغراضه،

لكن الشعر العربى وأصلاء ومستنيرى أهله يرون فى معطيات القصيدة النثرية وفى أولئك الحداثيين ومن بعد الحداثيين, أمرا غريبا لا يقوى على طرح تساؤلات جديدة واضحة خلاقة ,وإنما الأمر لديهم لا يعدو كونه تهويما وغموضا يلتحفان بتهويم وغموض ويتسربلان بسدول من الظلام والغرابة والاغتراب,وبحار من التيه, وآماد من التشتت لا تحد.

أخى الكريم ...أن نظرية التلقي قد شكلت ثورة في دراسة الأدب حين أسست للاهتمام بالمتلقي الذي أهملته المناهج و النظريات الحداثية الغربية وما بعد الحداثية, التي ركزت على المبدع أو النص ولم تأبه بمتلقيه وإن تعمق فكره واتسعت مداركه بمن فيهم النقاد والشعراء الذين أفصحوا وأبانوا وأعربوا عن ذلك فى محالسهم ومنتدياتهم قبل أن ينبروا ليقودوا ثورة لضحد خبيث الدعاوى ,سئ القصد والطوية وأحيلك إن استطعت أخي الكريم لكتابات نقاد شعراء الحداثة وما بعدها وأرشدك ابتداء الى أحدهم وهو المرحوم العزيز الأستاذ الدكتور عبد العزيز حمودة أستاذ الأدب الانجليزي وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة الأسبق فى كتابيه الذين أشرت إلى اسميهما آنفا, وسوف ترى نقدا ورؤية داحضة لذلك بنصاعة وموضوعية أدعوك إلى استيعابها ووعيها,ومثل المرحوم الدكتور حموده الكثيرون فى شتى ربوع العالم العربي ممن درسوا فى الغرب وطالعوا الأمر على طبيعته ,ولكن أبت عليهم موضوعية العلم ومعطيات الواقع وثقل الإحساس بالدور والذود عن الهوية والانتماء ,فمزقوا بنقدهم واستشهادهم بآراء غربية موضوعية معطيات ودعاوى الحداثة وما بعد الحداثة وقصيدة النثر إربا إربا,

أخى الكريم..... إن كنت تؤمن بذلك فان عليك أن تلهث خلفه وحدك ,كى تفهم وتتفاعل مع ما لم يفهمه قائله,ومثل هذه التهاويم ضروب من الخبال نرفضها ونسحقها ونضعها تحت أقدامنا ,مثلما عراها وكشف هزليتها وضعتها وارتكاسها نقاد كبار, وآب عنها شعراء عادوا إلى ما يجمعهم بمتلقيهم وهموم أوطانهم,بعدما لفظتهم الساحات وملتهم القلوب والعقول,

... وإن كنت يا أخي بعيدا عما يجرى بالساحات وبأمتنا فالأولى بك أن تستفيق وتصحو وأنت من أخوة لنا فى فلسطين فعل بهم الغرب الأفاعيل, ولا يزال كدأبه ومستقر عادته, وقد أمكن له أتباعه وصنعاؤه وأدواته وأبواقه والمسحورون,التابعون لغثه, المهملون لمفيده ونافعه,رغم تشدقهم بعناوين بارقة كالموضوعية والليبرالية والحداثة وما بعد الحداثة والبنيوية,

...أولى بك أخي الكريم ألا يتقدم عليك أحد فى مجال الذود عن الهوية وأنتم من جهدت إسرائيل لطمس هويتهم وما كان تصدى محمود درويش وسميح القاسم وسلمى الجيوسى الخضراء وفدوى طوقان بشعر حداثى ,بالنسبة لنا نسيا منسيا , وإنما استظهرناه حفظا واستوعبناه فهما ورسالة وتوجيها, واشتد به عودنا واستقامت ظهورنا وتضاعفت طاقات احتمالنا وقويت عزاؤمنا واستنارت دروبنا وطالت قامتنا واستعذب موتنا وترمل نسائنا وتيتم أطفالنا.

,أرجو إليك أخي الكريم استفاقة وتنبه وأن تتريث قبل أن تعلق على موضوع ما, ونحن لسنا بشتامين ولا لعانين ولن نكون, ولا نقبل ذلك لك أو لغيرك ,ولكن الحديث والتفاعل يجب أن ينشأ ويستوى على سوق من الفهم والتحليل وعميق من التقييم, ووسيع من المعارف والخبرات والتجاريب, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

(ندعوك أخانا البيجرمى إلى قراءة السمهرى والجامعى والصارخ فى البرية في هذا المنتدى لترى وتعي أية غاية نتبناها ونجند أنفسنا وما أفاء الله علينا به لتعظيمها والذود عنها واستنهاض الهمم الخائرة وإفاقة العقول الشائهة)
رد مع اقتباس