رد: يا شعراء المنتدى .. ينفع كده
المحطة الثانية في كلامنا عن التطور المضموني في الشعر العربي ستكون مع الإحيائيين.وهؤلاء كان أحمد شوقي ممثلا لذروة ما صبوا إليه من رؤى .و من تسميتهم يمكنك الإستدلال على أن رؤيتهم كانت تدعو إلى إعادة بعث القيم الشعرية التي عبث بها عصر الإنحطاط السياسي،إلا أنهم أدخلوا ثلاثة أغراض شعرية
1- الشعر الاجتماعي : فحافظ إبراهيم في مصر ، ومعروف الرصافي في العراق كانا من الأوائل الذين صوروا في شعرهم أزمة البؤساء في الأرض ، وأحسوا بشعورهم وطالبوا مجتمعاتهم بإنقاذهم من بؤسهم . والجواهري ذهب إلى أبعد من ذلك داعياً إلى تغير اجتماعي لا عن طريق المسالك الخيرية ولكن عن طريق ثورة اجتماعية تقودها الجماهير المضطهدة .
2- القصائد السياسية : فمع المشاركة المتنامية لرجل الشارع في الأنشطة السياسية ومع نمو الوعي الوطني في أرجاء الوطن العربي كان الشعراء ملزمين بمواجهة قضايا مثل قضية دنشواي في مصر التي سببت سخطاً ضد البريطانيين بين الجماهير المصرية وقد كتب كل شاعر مهم قصيدة أو أكثر عن الحادثة كان حافظ إبراهيم من بين أكثر الشعراء صراحة ، وحتى شوقي ( شاعر القصر) خرج بقصيدته الخاصة المتأخرة بعض الشي وكتب أحمد شوقي قصيدة شهيرة أخرى في أعقاب القصف الفرنسي بالقنابل لمدينة دمشق عام 1926م وعنوانها( نكبة دمشق) وتتميز القصائد السياسية بكلمات وعبارات مأخوذة من القاموس السياسي الجديد .
3- القصائد القصصية والتاريخيه : فقد طور الإحيائيون تراثاً في كتابة القصائد الطويلة التي لم تكن بالضرورة تعليمية . أحيانا كانوا طموحين بما فيه الكفاية لمحاولة كتابة الشعر الملحمي . من أجل تأكيد شرعية هذه القصائد لجأ كتابها غالباً إلى نظام توحيد روي القافية أحد خصائص القصيدة كما أن البحور التي اختاروها كانت البحور الطويلة المحترمة بدلاً من الرجز . من أقدم هذه المحاولات كانت قصائد شوقي المعنونة ( كبار الحوادث في النيل) وتتكون من 320 بيتاً وهي تقص إحداث مصر من العهد الفرعوني إلى العصر الحديث .
و الخيال الشعري عند الإحيائيين كان خيالا واقعيا يتوافق مع الواقع المـُعاش و الصورة الشعرية فيه صورة جزئية تعتمد على الإفصاح والإبانة مما هو مدار البلاغة القديمة .
|