وقالوا قلت انا المضنى
وقالوا قلت انا المضنى وليس القلب بالسالي
تلمني ايها الغالي وجسمي ناحلا بالي
عذابي فيك يحلولي ومر الصبر يحلالي
انا المفتون من وجدي بورد الخد والخالي
انا السكران كالصاحي وانا المجنون كالخالي
نهوني عنك عذالي وهم لاشك اعدائي
وقالوا قلت انا المضنى وليس القلب بالسالي
*****
ذكرت الليــــالي التي قد مضت
ذكرت الليالي التي قد مضت من العمر في حبها فبتليت
فهاج بي الوجد شوقا الى حبيبة قلبي ومن قد هويت
تطوف الخواطر في خاطري فأبكي وأبكي معي من بكيت
تعلمت في ذكرها جاهدا فعلم الفؤاد بأني انتهيت
وقد كدت اعشقها ثانيا من بعد ضني بأني سليت
فياروحي اني قتيل فلا تزيدي جروحي فإني انتهيت
فبعدك قد هد مني الفؤاد وحبك موتي فإني رضيت
فأنت للنفس مثل الهوى وأنك احلى من قد رأيت.
*****
أنا لا اشكو ففى الشكوى انحناء
وانا نبض عروقى كبرياء
اجمل قصائد الشاعر مأمون الشناوي
لست أشكو منك
فالشكوى عذاب الأبرياء ! !
وهى قيد ترسف العزة فيه والإباء ! !
انا لا أشكو
ففى الشكوى انحناء ! !
وأنا نبض عروقى كبرياء ! !
لست أشكو فاستمع لى وأجبنى
ربما أسمع مايدنيك منى
ربما أسمع مايقصيك عنى ! !
كل مـا عندى سؤال يتردد
وظنون – ياحبيى – تتجدد
كنت ألقاك على البعد
فألقى أحلامى وروحى ! !
صرت فى قربى ولا ألقاك
لا ألقاك إلا فى جروحى ! !
أنت عينى وأنا عينك قل لـى :
ما الذى أغمض عينى ؟
ماالذى أغمض عينك ؟
فغدا القرب ستارا ً
ياحبيبى بل جدارا ً
حائلا ً بينى وبينك ؟ !
ياحبيبـى ، كـان حـبى
لك حـرا ً زجريئــا ً
يتحدى الويل أن يأتى
فيخشى أن يجيئـا
مسرع الخطوة كالظلـم
وكالعدل بطيئـا ! !
نابضا ً فى القلب كالذنب
وإن كان بريئـا ! !
جراتى راحت ولا أعرف أين ؟
بسمتى ضاعت ودمعى بين بين !
الهوى خجلان دامى الوجنين !
وحنينى لك كتوف اليدين !
أنا لا أشكو
ففى الشكوى انحناء
وانا نبض عروقى كبرياء !
*****
كتب الشاعر على الجازم هذه قصيده
مالي فتنت بلحظك الفتــــــاك وسلوت كل مليحة إلاك
يسراك قد ملكت زمام صبابتي ومضلتي وهداي في يمناك
فإذا وصلت فكل شيء باســـــم وإذا هجرت فكل شيء باك
هذا دمى في وجنتيك عرفتــه لا تستطيع جحوده عيناك
لو لم أخف حر الهوى ولهيبه لجعلت بين جوانحي مثواك
إني أغار من الكؤوس فجنبي كأس المدامة أن يقبل فاك
خدعتك ما عذب السلاف وإنما قد ذقت لما ذقت حلو لماك
لك في شبابك أو دلالك نشــــوة سحر الأنام بفعلها عطفاك
قالت خليلتها لها لتلينــــهـــــا ماذا جني لما هجرت فتاك
هي نظرة لاقت بعينك مثلهـــا ما كان أغناه وما أغناك
قد كان أرسلها لصيدك لاهيـا ففررت منه وعاد في الإشراك
عهدي به لبق الحديث فمالـه لا يستطيع القول حين يراك
إياك أن تقضى عليه فإنــــه عرف الحياة بحبه إياك
أن الشباب وديعة مـــردودة والزهد فيه تزمت النساك
فتشممي ورد الحياة فإنـــــه يمضى ولا يبقى سوى الأشواك
لم تنصتي ومشيت غير مجيبة حتى كان حديثها لسواك
وبكت علىّ فما رحمت بكاءها ما كان أعطفها وما أقساك
عطفت علىّ النيرات وساءلت مذعورة قمر السماء أخاك
قالت نرى شبحا يروح ويغتدي ويبث في الأكوان لوعة شاك
أنات مجروح يعالج سهمـــــه وزفير مأسور بغير فكا ك
يقضى سواد الليل غير موسد عين مسهد وقلب ذاكي
حتى إذا ما الصبح جرد نصله ألفيته جسما بغير حراك
إنا نكاد أسى عليه ورحمـــــة لشبابه نهوى من الأفلاك
من عهد قابيل وليس أمامنــا في الأرض غير تشاكس وعراك
مابين فاتكة تصول بقدهـــــا وفتى يصول برمحه الفتاك
يا أرض ويحك قد رويت فارعوى وكفاك من تلك الدماء كفا ك
في كل ربع من ربوعك ما تــم وثواكل ونوادب وبواكى
قد قام أهل العلم فيك ودبروا برئت يدي من إثمهم ويداك
كاشفتهم سر العناصر فانبروا يتخيرون أمضها لرداك
نثروا كنانتهم وكل سهامهـــا للفتك والتدمير والإهلاك
دخلوا على العقبان في أوكارها وتسربوا لمسابح الأسماك
فتأملي هل في تخومك مأمــــن أم هل هناك معقل بذراك
ظهر الليوث وذلك أصعب مركب أوفى وأكرم من أديم ثراك
ليت البحار طغت عليك وسجرت أو أن من يطوى السماء طواك
لم يبق في الإنسان غير ذمائه فدراك يا رب السماء دراك
وإذا النفوس تفرقت نزعاتها قامت إذا قامت بغير مساك
والسيف أظلم ما فزعت لحكمه والحزم غير شمائل الأملاك
ومن الدماء طهرة وعدالة ومن الدماء جناية السفا ك
والعلم ميزان الحياة فإن هوى هوت الحياة لأسفل الأدراك