اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالقادرمكي
تحية حارة لكل الاصدقاء الاعزاء والاستاذ الدكتور الياس من تونس الخضراء
استوقفني في هذه المقابلة الهاتفية مع الاستاذ صباح فخري قوله ان الدكتور الوزير سعد الله اغا القلعة هو الذي ترجى الاستاذ صباح لمقابلة هذا الباحث ومن شانه فقط وان الاستاذ صباح فخري لم يكن لينظر اليه او ان يعبره لولا تدخل هذا الصديق الوزير
اي ان مقابلة وزير السياحةوالتعرف او الوصول اليه اسهل الف مرة من الوصول الى صباح فخري
في الحقيقة ان يعمد احد الباحثين العرب في اعداد رسالة دكتوراه عن صوت او فن الاستاذ صباح فخري هي سابقة فريدة لم يكن يحلم بها الاستاذ صباح شخصيا وهذا ليس تقليلا من قيمة الاستاذ صباح الفنية ابدا فهو يعتبر احد اهم الاصوات في دنيا الغناء العربي ولكن تخصيص رسالة دكتوراه عن صوته ومسيرته الفنية هي سابقة لم ولن تحدث ولو عاش الاستاذ مائة سنة اخرى (امد الله في عمره )لانه في الواقع ان محبي هذا الاستاذ او الذين يسمعون هذا اللون من الغناء باتوا يعتبرون من القلة القليلة بل النادرة في الوطن العربي وربما ينحصر السميعة في حلب الشهباء وفي دول المغرب العرب وخصوصا في تونس الخضراء مع قلة من هنا وهناك وان شعبيه هذا الفن الراقي تكاد تنحسر شيئا فشيئا مع امتداد وطغيان غناء الشبشب وغرف النوم وهذا في الحقيقة واقع نعيشه ولانستطيع ان ننكره ابدا
وعلى هذا فالواجب على الاستاذ صباح ان يقدر ويحترم ماتبقى من جمهور يهوى السلطنة والطرب الاصيل بل ويشجع ويمد يد العون لكل باحث او مهتم بتوثيق هذا الفن العظيم بدون اي تردد او تعال وتكبر
وقد اقام الاستاذ مؤخرا حفلا كبيرا في تونس حضره اكثرمن عشرين الف نسمة يحبون ويقدرون الاصالة ولكن هذا الحفل وصف بالنسيان لتعب الاستاذ وتقدمه الواضح في العمر (اطال الله في عمره ) مما افقده الكثير من التألق والعذوبة وقد سمعنا انه اصيب بعد هذا الحفل بوعكة صحية فنتمنى له الشفاء والعافية
|
تحـية أرَقُّ من الـنـدى لأعـضاء هـذا الـمـنتـدى
يجـدر القول أنّه لم يخطر لي قبل ألآن أنّي سأكتب غير عبارات الشكر و الامتنان لكل من شـارك في هذا الإحسان، و أمدّنا بهذه الروائع لصاحب عرش الغناء بلا مُنازع، الممسك بمقاليد الطرب و شـهد له العجم قبل العرب، حامي حمى الفن الأصيل من الزمن الجميل، صاحب الأداء الفريد في الموّال و القصيد، سلطان الموشحات و القدود الذي أوتي مزماراً من مزامير داؤود، شادي الألحان و صَنَاجـة هذا الزمان عظيم القدْرِ صـباح فخـري.
فجزيل الشكر لأصحاب البادرة على هذه التحفة النادرة، و جزاهم اللـه كل خير إذ يسعون لإسعاد الغير، هم و أعضاء الإدارة الذين يعملون بكل جدارة، ثم الشكر مشفوعاً بالتحيات للذين قدّموا المشاركات لإثراء هذا المنتدى الفخم و أسهموا فيه و لو بسهم.
إخوتي الكرام، قال الغلام القتيل :
و ظُلْمُ ذوي القُـرْبى أَشَـدُّ مَضَاضَـةً ××× على المَرْءِ من وقْعِ الـحُسَامِ الـمُهنَّـدِ
خطر لي هذا البيت من معلّقة طرفة بن العبد و أنا أرى الإساءة عن عمد في مشاركة أحد الأعضاء الكرام من بلاد الشام، التي لم تخلو من التجريح و التهكم الصريح بأحد أعلام الطرب الذي أحبه جميع العرب، و هو تطاول فاضح دون سبب واضح لا يبعث على السرور و كأن كاتب تلك السطور ليس إلاّ شخص موتور.
فبالرجوع إلى الأحاديث الإذاعية حول الرسالة الموسيقية التي أعدها الدكتور إلياس الذي هو صاحب الشأن في الأساس، لم أجد فيها ما يدل من بعيد أو قريب على أنه قد بدر ما يعيب من أستاذنا العظيم كما يدّعي العضو الكريم، بل كانت المكالمة الهاتفية التي هي محور القضية نموذجاً لتواضع الكبار و تشجيعهم الدائم للصغار.
و لا أدري ما وجه الغرابة في أن يجد المرء في مقابلته صعوبة، فأنصاف النجوم تصعب محادثتهم و من المستحيل مقابلتهم، و هو لا يستطيع بأي حال أن يفتح لذلك المجال، و إلاّ اقتحم المعجبون ساحته وأقلقوا راحته، و أستاذنا القدير بالفعل أهم من أي وزير حتى لو كان حسن السمعة كالدكتور أغا القلعة، فأنا أعرفه كفنان و عازف موهوب من خلال برنامجه المحبوب منذ أمد ليس بالقصير وحُرمنا منه بعد أن تولى منصب الوزير، إلاّ أنّي أعرف الأستاذ من قبل أن أرى التلفاز، و قبل نهاد قلعي و دريد لحام الذين كانوا و إيّاه نافذتنا الوحيدة على الشام إبان تلك الفترة قبل حدوث الطفرة و تحسُّن وسائل المواصلات التي قرّبت المسافات، فمن تراه أهم لدى جمهور الغناء؟ صباح فخري أم أحد الوزراء؟
و أمّا قمة التطاول و عدم الكياسة هو التشكيك في استحقاقه لتلك الدراسة، وتجنباً للإطالة لنقرأ ما جاء على لسان صاحب الرسالة؛
( واستخلاصا لكلّ ما سبق فإنّ تجربة الفنّان صباح فخري تعتبر رائدة لما أظهره من عزيمة ومثابرة للوصول إلى أرقى المراتب. وقد كان لعطاءاته الموسيقيّة المتميّزة الّتي وضعها في خدمة الحركة الموسيقيّة العربيّة، ولإسهاماته الفنّيّة خلال نصف قرن من الزّمن ولجهوده في المحافظة على التّراث الغنائي العربي، ولما حباه الله به من موهبة وإبداع كلّ ذلك قد جعل منه علما من أعلام الموسيقى السّوريّة وقطبا من أقطاب الموسيقى العربيّة الّذين طبعوا بأعمالهم الحركة الفنّيّة خلال النصف الثّاني من القرن العشرين. وبحقّ يمكننا القول أنّ المطرب صباح فخري ساهم مساهمة فعليّة في مسيرة الحركة الفنّيّة في الوطن العربي وفي إنماء ذوق فنّي رفيع المستوى لدى المستمع العربي من المحيط إلى الخليج من خلال ما قدّمه من قوالب غنائيّة تراثيّة حرص على حفظها وتوثيقها للأجيال القادمة لتبقى صورة لعصر ونموذجا يساعد الدّارس لتقييم إنتاجات هذا الزّمن )، و اترك الحكم لكم فيمن يستحق و من هو على الحق.
و إذا كان سماع الطرب أصبح مقصوراً على أهل حلب، فأنا أتقدم إليهم بالتهنئة لعدم انضمامهم إلى تلك الفئة ممن فقدوا الذوق الرفيع في زمن الفن الوضيع، و أعزي البقية من أهل سورية في فقيدهم حسن الاستماع الذي أصابه الضياع، و عزوف باقي الأشقاء عن هذا اللون من الغناء هو محض افتراء ولو صح هذا الادعاء فهو شر البلاء، إلاّ أنّ العيب ليس في طبيب القلوب والأسماع و منعش الخواطر و الطباع، وهو شامخ لا تهزه الرياح و لا يطاله الأقزام، و نهجه راسخ لا يضاهيه الصياح و لا تزعزعه الأيام كما قال أبو الطيِّب؛
و لقَدْ عَلَوْتَ فما تُبالي بَعْدَ ما ××× عَرَفوا أيَحْمَدُ أمْ يَذُمُّ القائِلُ
و الطريف أن يوجه النُصْح إلى من أمضى في هذا المجال ما يفوق عُمْرَه بعشرة سنين بالتمام و الكمال، واصماً إياه بالكِبْر و التعالي على الناس و هو ما ينفيه الدكتور إلياس إذ يقول؛
( وذهبت إلى منزليه بدمشق وحلب ورحّب بي ترحابا جيّدا مدّة أسبوعين وذلك في مارس آذار 2004 وقد أعطاني جميع المعلومات المطلوبة من كتب ومراجع وأغاني لهذا البحث، كما زارني ببيتنا بتونس في ماي 2004 وأكتوبر 2005 وجوان 2009 )، فأين الكبْر والتعالي يا صاحب المعالي؟
و أخيراً أرجو أن لا يكون العضو الكريم و هو يتحدث عن مرض الأستاذ ( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه) من الشامتين و هو على مشارف الثمانين، فقد سعدنا بسماعه و قد جاوز السبعين يصدح بأسلوب يعجز عنه الأساطين، و حَريٌّ بكل سوري أن يفخر بابن الشهباء ومفخرة الغناء الأستاذ الكبير صباح فخري.