في
ذكرى رحيل ناصر حكيم
أغنيات خالدة
في ذاكرة الزمن الجميل
الاخ الاستاذ قصي الفرضي
الاحبة جميعا ....
تحية عطرة
في مثل هذه الايام من شهر نيسان 1991 رحل عنا أحد الفنانين الرواد من أعمدة الغناء الريفي الذي أسهم في وضع أصول وقواعد هذا اللون الغنائي في العراق .
انه الفنان ناصر حكيم صاحب الاداء الجميل والصوت العذب , وبموهبته وقدرته استطاع ان يرتقي بفنه الى مصاف من سبقوه من المطربين انذاك منهم الملا جادر والملا شنين وأخرين واتخذ لنفسه اسلوبا غنائيا تفرد به على معاصريه وترك لنا بعد مسيرة طويلة امتدت لاكثر من نصف قرن ارثا غنائيا رائعا من الالحان والاغنيات القديمة التي تميزت باصالتها وصدق كلماتها ومعانيها وبقيت خالدة في ذاكرة الزمن الجميل .
واستطاعت ان تستقطب العديد من فنانينا الشباب لتجديد هذه الاغنيات ثم تكون سببا وراء خطواتهم الاولى للنجاح والشهرة .
تاريخ الفنان بكل جوانبه كتبه لنا مشكورا الاخ الاستاذ قصي الفرضي , ولم يبقي شاردة ولا واردة الا وتناولها . فقط لدي ملاحظة حول الاجر الذي تقاضاه عام 1936 كان ثمانية دنانير وهو من اوائل المنتسبين لدار الاذاعة العراقية لتقديم الحفلات الغنائية والتي تذاع بالبث المباشر . تم تعينه كبداية بدينارين عن كل حفلة ثم زيدت الى خمسة دنانير حسبما اذكر , لان مبلغ ثمانية دنانير وفي ذلك الوقت يعتبر عاليا جدا ولم تكن الحكومة كريمة لهذا الحد – مجرد رأي و وجهة نظر- قابلة للنقاش .
واليوم بعد مضي عشرين عام على وفاته لازال صدى اغنياته والحانه الشجية تتردد على مسامعنا وكأننا نسمعها لاول مرة ( فرد عود يالشاتل العودين و على الله ويازماني وبويه عيوني وبراض وبهيّه وغيرها من الاغنيات التي صدحت بها حناجر المطربين ( حسين نعمة , فاضل عواد,
سعدون جابر وصباح غازي وغيرهم .
وفي ذكرى رحيل هذا الفنان المبدع يحدونا الامل أن يكون هناك تعاون بين دائرة الفنون الموسيقية ونقابة الفنانين العراقيين مع وزارة الثقافة على اصدار مطبوع خاص باقراص مدمجة يتضمن المسيرة الابداعية له ولجميع الرواد ومن تلاهم وما حققوه من منجزات فنية خلال مسيرتهم والتي هي جزء من مسيرة الخلق والابداع الفني العراقي .
"من يحب الاشجار يحب أغصانها" – حكمة اسبانية
تحياتي وشكري
لجميع
اخوتنا الاعزاء
الذين ساهموا بالكتابة أو برفع الأغاني
نهاد عسكر