عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 23/01/2007, 01h12
الصورة الرمزية ملاك
ملاك ملاك غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:9498
 
تاريخ التسجيل: December 2006
الجنسية: حورية البحر
الإقامة: جزيرة الأحلام
المشاركات: 27
افتراضي

أصدقائي رواد منتديات الطرب الأصيل
تحياتي الأخوية لكم جميعا
و اسمحو لي ان أدلو بدلوي في الموضوع الذي أعتبره على قدر من الأهمية في واقع معاشنا كعرب و مسلمين
كل الشكر لكاتب الموضوع الذي تناول جزئية غاية في الأهمية تشكل حدثا صارخا من أحداث المشهد السمعي البصري في أيامنا هذه
و كل الشكر ايضا لصديقنا العزيز الذي تكلف بنقل الموضوع و طرحه هنا للنقاش و فتح باب الحوار الذي أظنه أصبح مؤسسة مهمشة في حياتنا اليومية
و لعل هذا أس الإشكال
ففي نظري المتواضع أجزم أو أكاد أن غياب مؤسسة الحوار في خلية الأسرة الصغيرة و منها إلى أوسع الدوائر الإجتماعية هو الذي خلق هذا الفراغ التواصلي بين الأفراد و الجماعات فكانت بؤرة التأثر للأسف هي الأسرة الصغيرة
و اصبح المشهد ذاته يتكرر داخل كل أسرة عربية حيث تجد الكل مشدوها متسمرا بل و الأدهى مغيبا أمام شاشات التلفاز و ما يقدمه هذا الصندوق العجيب على مدار 24 ساعة من صور متنوعة ألغت التذوق السمعي بشكل أو بآخر
و لعل أهم ما اصبح يلفت الانتباه و يشد اليه اكبر قدر من المتابعين هي المحطات الغنائية التي صارت تنبث مثل الفطر في الغابات بمعدلات مهولة لكن بمحتوى محدد لا يكاد يتغير و هو الاغاني المصورة او البكيني كليب او العري كليب او قلة الأدب كليب او البورنو كليب................ و كل انواع التسميات التي ان دلت على شيء فإنما تدل على تفاهة ما نعايشه في مجتمعاتنا العربية و الاسلامية
و انا اتحدث ربما ياتي من يذكرني اننا نعيش عصر حرية الراي و التعبير و الديمقراطية و الانفتاح على الآخر و ما يليها من مسميات تصب كلها في بوتقة القولبة او الامركة او العولمة
لكن السؤال الذي يطرح نفسه و الذي اشار اليه المقال يبقى بنظري مجهول الرد محجوب الاجابة
فحتى لو فرضنا جدلا ان كل اسرة ستعارض و تمانع و تقاطع هذه النوعية من المحطات و ما تقدمه من إسفاف لا يمث للفن بصلة سنجد خارج هذه النواة الصغيرة من يحبب و يمجد و يعظم هذه السلع الاستهلاكية البائرة و اكبر مثال على ذلك المقاهي العامة و اللتي أصبحت تتنافس على تبني ما تعرضه هذه القناة او تلك
ناهيك عما تقدمه الشبكة العنكبوتية من تسهيلات للوصول الى استهلاك هذه المشاهد او الكليبات لدرجة ابتدعت معها ما اصبح يطلق عليه البث المباشر عبر الانترنيت لمختلف هذه القنوات
فاصبحنا و المشهد على ما هو عليه كأنننا نحارب ذلك الكائن الاسطوري الذي ان قطعت له راس نبتت له 100 رأس عوضا عنها
و هكذا يبقى الحال على ما هو عليه و اكبر متضرر هم الجيل الجديد الذي اله في دهاليز فن من نوع خاص
فن مبتدع الفن الاصيل منه براء
و المصيبة انه بات يدرس في أكاديميات أخذت على عاتقها مسؤولية تخريب العقول و افساد الذوق العام و تحبيب الانحدار و البشاعة تحت مسميات النجومية
بس بشكل أكاديمي... يا سلام
متاهات فرضت علينا بمنطق اللامنطق... ارتضيناها كشعوب استهلاكية بالدرجة الاولى و تهنا في مسارتها ... وفي القلب ألف سؤال ينتظر الرد و الف لسان يحاول فك القد...
و هنا استحضر من رباعيات عمنا الكبير صلاح جاهين كلمات جميلة يختصر فيها جزءا من الاشكالية عندما يقول

و الكون ده كيف موجود من غير حدود
و فيه عقارب ليه و ثعابين و دود
عالم مجرب.. فات و قال سلامات
ده ياما فيه سؤالات من غير ردود
و عجبي !!!!!!!!!!!!!!

و أختم بمنطقه الحكيم.. منطق المجرب في الحياة عندما يقول

لا تجبر الانسان و لا تخيرو
يكفيه ما فيه من عقل بيحيرو
اللي النهارده بيطلبو و يشتهيه
هو اللي بكرا يشتهي يغيرو
و عجبي !!!!!!!!!!

الفكرة كما طرحها صلاح جاهين لها منطق ايجابي و تحتمل من الصواب ما يعطينا الامل بتغيير قريب لهذه الاوضاع المختلة لانه و في الاخير و كمحصلة لا يصح الا الصحيح و لعل في اتجاه بعض الفنانين الشباب و إن كانوا قلة قليلة الى اتخاذ الحيطة و الحذر في الظهور من خلال فيديو كليب مثير او متضمن لمشاهد مستفزة ما يدعو للتفاؤل خاصة عندما نسمع وجهة نظرهم متمثلة في ان الفيديو كليب اصبح جواز المرور الى قلوب الجمهور و بالتالي فدخوله لكل بيت يقتضي الالتزام باحترام الآداب العامة و الظهور بصورة مشرفة و غير منفرة تجعل اول تصرف لولاة الامور تغيير القناة كلما ظهر اي عمل و هذا ما يعني بالمقابل فشل ذريع من خلال الانطباع الاول
و هو ما يؤكد ان هناك من الفنانين من تربى على الذوق الرفيع و الاخلاق الحميدة التي لم تفارق مسار حياته حتى بعد احتراف الفن
نطقة ثانية و و اعتبرها على قدر من الاهمية بما كان و هي فكرة اتجاه بعض الاصوات الشابة الى النهل من منابع الفن الاصيل و معاودة احياء هذا التراث العريق من خلال تقديم حفلات طربية خاصة بدار الاوبرا و من خلال مهرجان و مؤتمر الموسيقى العربية على سبيل المثال لا الحصر
و هي سنة حميدة في نظري و تقليد طيب يساهم بشكل او بآخر في نفض التراب عن هذه الكنوز الاصيلة و اعادة التعريف بها لجيل يكاد لا يعرف شيئا عن عبدو الحامولي و سيد درويش و لا يفقه شيئا في التمييز بين الطقطوقة و الادوار و غيرها من التصنيفات الفنية
فتكون تلك اذن فرصة لاستعادة ملكة التذوق و تطهير السمع من كل العوالق و الطفيليات المشوشة للحس الفني
مرة اخرى اشكر لكم فتح باب النقاش في الموضوع و لكم مني كل التقدير
و آسفة للإطالة
تحياتي
رد مع اقتباس