حين اجريت الانتخابات كانت وما زالت عيون العراقيين تشخص الى التغيير الذي سيحصل خلال الفترة القادمة .... والتغيير نحو الافضل لا الأسوأ وذلك من خلال اعادة الثقة للشعب العراقي وطمأنته بالتحولات الجديدة .. واذا بنا نفاجأ فعلا بتحولات لكنها لم تكن نحو التقدم بل التراجع ... وإن دلت هذه القرارات وفي هذا الوقت بالذات على حالتين ...
الاولى – ان القرارات بالضد من سياسة الدولة لتؤكد للشعب العراقي أن هذه الحكومة ليست قادرة اتخاذ القرارات الصائبة وانما جاءت لتدمير الواقع العراقي ويراد بذلك زجها في متاهات تؤدي بالنتيجة الى وسخط الجماهير وبالتالي فشلها
الثانيه – أن كل الاجراءات التي اتخذت على مسمع ومرأى من الحكومة وبأمرها والهدف من تلك القرارات إما جس نبض الشارع العراقي او أن تكون وسيلة للتخلص من تلك العناصر وهذا ما استبعده ... فالهدف هو العوده بالعراق الى العصر الحجري حيث لا ثقافة ولا فنون وافراغ الحضارة العراقية من محتواها وبذلك لا مكان للمثقفين والفنانين في هذا البلد وما عليهم سوى مغادرته وهذا يعني ( طردهم من بلدهم بشكل غير مباشر) وإن كان المقصود ذلك بالفعل ... فالاجدى اعلان هذا القرار صراحة كي يدرك كل ذي حق حقه ...
حين جرت الانتخابات الاخيره كان العراقي يستذكر منلوج عزيز علي حين يقول:
هذي السنه سنه
مو مثل كل سنه
الماجان راضي عن العام الماضي
راح يشوف السنه
بسم الله محصنه
******
بالاهات والونات كضيناه للعام الفات
والسنين الماضيات كلهن هم جانن خوات
ظل الامل بالجايات
والامل سر الحياة
لكن د تمر السنوات
وكل ما تمر سنه
عمرنه ينكص سنه
نعم ... كان وما زال الامل وان كان تواجهه عقبات كثيره كالتي جئنا على ذكرها كونها لا تبشر بخير وهذا امر لا يخفى على الشعب العراقي فقد اصبح ملما بكافة التفاصيل بل اصبح محللا سياسيا من خلال تماسه مع الواقع المحيط به والذي عانى الويلات على مر السنين
فإن كان البعض يعتقد أن هذا الشعب ما عاد يعير اعتبارا للامور كونه غارق في شئونه الحياتيه ما بين ازمات الماء والكهرباء والخدمات الاجتماعية الاخرى.
الا ان الامعان في تجاهل بل التعمد في عدم حلها بالطرق السريعه ستكون نتائج مستقبليه وخيمة جدا
جنه زغار صرنه كبار
وعرفنه النافع والضار
دعك عن نظم الاشعار
هالسنه سنة الاقمار
هاليوم تنورت الافكار
والعبيد صاروا احرار
وبعد الحبل عالجرار
ولو عشنه هالسنه
نلبس ثوب الهنه
حين حدث التغيير كان الامل يحدوا العراقيين حصول تغيير نحو الافضل ... وهذا ما وعدت به تلك الفئات التي وضعت يدها على مقاليد السلطة الا أن ما حصل هو العكس تماما فقد انتشر الفساد المالي والاداري بشكل فاحش ... حكومات لن تستطيع ضبط البلاد وتوفير الامن حتى غدا البعث والقاعده هما الشماعة التي تعلق عليها كافة الاخطاء التي حدثت وتحدث من جراء سوء استخدام السلطة وتسليم مسئولياتها لعناصر غير كفوءة همها الاول والاخير الكسب الغير مشروع وبشتى الاساليب والطرق وزيادة الارصده والحصول على الرواتب والمخصصات لم يكن احدهم يحلم بها يوما ما...لنتفق جدلا أن اية حكومة في العالم لابد وان تحدث فيها سرقات ... إلا اننا تفوقنا بل تفننا في السرقة ... لو انك تقدم فعلا خدميا للشعب بما
يوازي سرقتك لكان قد هان الامر بعض الشيء وغطى على سوء افعالك ... إما أنك تأكل ولا تشبع وتثري من استحقاقت ابناء هذا الشعب ... فتلك كارثة الكوارث
هذي سنين متأملين نعيش بخير ومترفهين
لو ما الامل يمعودين
من زمان احنه ميتين
بلكت رب العالمين
يفرجها علينه بهالحين
ويرحمنه ونطلع زينين
وتغدي هذي السنه
احسن من كل سنه
الامل ... يبقى هو حلم العراقيين أن يعود العراق الى سابق عهده ... ويكون الفرد العراقي يتمتع بحياة يعيش آمنة مطمئنة تحفظ له كرامته وتصونها ... حياة لا اغتيالات فيها أو تفجيرات ... لا تعنت طائفي ومذهبي وأن يعود العراق بلدا واحدا من شماله الى جنوبه كتلة متراصة إسوة بالدول المتقدمه لا انفصال فيه ولا تجزئه فالعراق عراق الجميع دون تمايز
بين عربي او كردي مسيحي او تركماني او يزيدي ... شيعي او سني .. أسرة واحدة متكاتفة
متألفة متراصة الصفوف ...
بلكن عاد منا وغاد اولادنا والاحفاد
باجر يعيشون اسياد
لا فساد ولا افساد
وتصبح لنه بغداد
عاصمة هذي البلاد
ماشية بدرب الرشاد
ونعيش برهدنه
ولا نشكي من ضنه
الى لقاء
مقال منشور في موقع كتابات بتاريخ 14 كانون الاول 2010
(المقال وكل ما ورد فيه يعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط وليس رأي المنتدى او لجنة الاحتفالية)
_______________________________________________
وردت في المفال تعقيبات وملاحظات سياسية لا تعنينا ولا نهدف الى ترويجها , لكن ما يعنينا فقط فيه هو الجوانب التي تتعلق بالفنان عزيز علي . كما اننا لا نريد منها ان تكون مناسبة للخوض في مواضيع سياسية لا تخص المنتدى , راجين الانتباه الى هذه النقطة لطفا .
وسام