تحية طيبة عطرة
اشكركم على ما تفضلتم به من اطلالات واحب ان اضيف شيء له اقتران يتلائم مع عنوان الموضوع (روائع الأبيات الشعريه و بدائع الأراء النقدية) فانتهز الفرصة لاسلط الضوء على علم من الاعلام جهبذاً من عباقرة الشعر الذي انفردو عن غيرهم باسلوبهم الشعري العريق والراقي هو الرجل الذي تلاطم في حيزومه بحر العلم والأدب، فهو الأديب الذي لا يشق له غبار الشاعر الذيتدفقت شاعريته وانبجس تيارها العرم صاعدا بقوة إلى الطبقات العليا والسماوات البعيدة لا يحده حد ولا يحجزه حاجز ففرض نفسه بقوة على عمان كلها مع كثرة شعرائها وبلغائها في عصره وفاضت منه فيوض نحو اليمن والخليج وبعض بلاد العرب الأخرى وكل من صادف شعره اندهش واهتزت نفسه من الأعماق لهذا الشعر السابح في الفضاءات البعيدة الرحبة على أجنحة محلقة متينة لا يكبح انطلاقتها كابح لغة رفيعة وخيال واسع وجملة رصينة وصور باهرة هو شاعر العلماء وعالم الشعراء شاعر زمانه وفريد أوانه هو ناصر بن سالم بن عديم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد البهلاني الرواحي العماني المكنّى "أبو مسلم"
الذي
قال عنه أحمد شوقي (لو كان في زماني ما كنت أمير الشعراء)
عالم الشعراء وشاعر العلماء
من رائع شعره في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
أنوارُ حُبِّكَ في قَلْبِي قَدِ انْطَبَعَتْ | جِبِلَّةً كانْطِباعِ الشَّمْسِ في القَمَرِ
ما زَالَ حُبُّكَ في رُوحِي يُخَامِرُها | حتى تَجَرَّدْتُ عَنْ عَيْنِي وَعَنْ أَثرِي
ما للمَحَبَّةِ مِقْدَارٌ إذا اقْتَصَرَتْ | الحَقُّ حُبُّكَ حُبٌ غَيرُ مُقْتَصِرِ
تَجَرُّداً مِنْ هِناتٍ كُلُّها حُجُبٌ | لا وَصْلَ، وَالحُبُّ مَحْجُوبٌ بذي السُّتُرِ
أدْعُوكَ خَلْفَ حِجَابِ الكَوْنِ مُنْبَسِطاً | في بَسْطِ حُبِّكَ لم أَخْلُصْ مِنَ الأثرِ
ذُهِلْتُ عَنْ كُلِّ شَيءٍ مُذْ عَلِقتُ بهِ | فلا أفرِّقُ بَينَ الصَّفْوِ وَالكَدَرِ
لا أحْسَبُ الرُّوحَ إلاّ أنها خُلِقتْ | مِنَ الهَوَى فَاخْتَفتْ عَنْ عَالَم الصُّوَرِ
فلا عِلاجَ لها مِنْ أَصْلِ فِطْرَتها | إذا أُصِيبَتْ بِسَهْمِ الحُبِّ عَنْ قَدَرِ
وَجَدْتُ رُوحِي صَرِيعاً في مَصَارِعِهِ | يا حُبُّ لا تُبْقِ مِنْ رُوحِي وَلا تَذَرِ
نارُ المَحَبَّةِ نارٌ لا يُقامُ لها | لوَّاحَةٌ، قَسَماً بالحُبِّ، للبَشرِ
طَارَحْتُ أَهْلَ الهَوَى حَتَّى بُلِيتُ بِهِ | فَفُقْتُهُم وَمَشَوا خَلْفِي عَلَى أَثَرِي
لا يُصْدِق الحُبَّ إلاّ مَنْ يَمُوتُ بِهِ | ما للهَوَى دُونَ حَسْوِ المَوْتِ مِنْ قَدَرِ
وَلَيْتَها مَوْتةٌ فِي الحُبِّ مُوصَلَةٌ | بوَصْلَةٍ مِنْ حَبِيبِ اللهِ في العُمُرِ
وَلَسْتُ في الحُبِّ مِنْ نَفسِي على ثِقةٍ | مِنْ نَصْبِها للهَوَى طَوْراً عَلَى وَطَرِ
إنْ كَانَ حُبِّيَ مَعْلُولاً فأنتَ لها | أدْرِكْ عَلِيلَكَ قَبْلَ الأَخْذِ في الخَطَرِ
بقُدْسِ نُورِكَ أسْتشْفِي وَقد ضَنِيتْ | نَفسِي بآفاتِ هَذا العَالَمِ القَذِرِ
وَأنتَ طِبٌّ بَصِيرٌ قد بُعِثتَ بما | يَشفِي العُضَالَ؛ فأنْقِذْنِي مِنَ الضَّرَرِ
فِداً لكَ الكَوْنُ لا أَسْلُو بزَهْرَتِهِ | عَنْ فَرْطِ حُبِّكَ يا مَنْ حُبُّهُ وَزَرِي
ومن راوئع شعره قصيدة في حب الشاهي اي الشاي يقول:
فدا نفسي لبهكنة لعوب .... لهوت بها على لثم الشقيق
أنا ولها من الشاهي كؤوسا ... فقالت هكذا طعم الرحيق
تقول وملؤها لعب وضحك ... أتعدل شرب شاهيكم بريقي
فقلت لها منى نفسي أفيقي .... بريقك ينطفي لهب الحريق
فأدنت ثغرها مني وقالت .... تمتع بي إلى وقت الشروق
فبت أمص وردة وجنتيها .... وأرشف خمر مبسمها الشريق
----------------
ياحبذا لو يسلط الضوء على هذا الشاعر الهمام من الناحية النقيدية لاشعاره والتمحيص النقدي البناء على نتاجه الفكري الزاخر
ولكم مني التحية واحتراماتي