نبت جسمه في رياض كشمير، وانبثقت روحه من ضياء مكة، وتألف غناؤه من ألحان شيراز: إنسان لدين الله في العجم، يفسر القرآن بالحكمة، ويصور الإيمان بالشعر، ويدعو إلى حضارة شرقية قوامها الله والروح، وينفّر من حضارة غربية تقدس الإنسان والمادة”.
بهذه الكلمات وصف الأديب والمؤرخ والناقد أحمد حسن الزيات الشاعر والأديب والفيلسوف المسلم محمد إقبال الذي لقب بشاعر الإسلام العظيم.
ولد محمد إقبال في “سيالكوت” سنة 1877 ونشأ في بيت اشتهر بالورع، وتعلم في مدرسة إنجليزية، واجتاز امتحانها بامتياز، ثم تعرف إلى أستاذ يتقن الفارسية فغرس في نفسه حب الثقافة والإسلام إلى جانب إلمامه بثقافة العصر، وسافر إلى لاهور فالتحق بكليتها ليتقن الانجليزية والعربية وينال وسامين علميين، واتصل بذوي الفضل من رجال التعليم فأفاد منهم كثيرا، وأخذ ينظم الشعر بالفارسية فلفت الأنظار إليه، وأصبح أديبا شهيرا ثم نال درجة الماجستير في الفلسفة، وتعين أستاذا بكلية لاهور ثم بكلية الحكومة.
وقد قيض الله بعض الشعراء النابهين في لغتنا العربية ومنهم الدكتور عبدالوهاب عزام والشيخ الصاوي شعلان، ومحمد حسن الأعظمي، ومحمد عبدالمنعم إبراهيم، فقاموا بترجمة الكثير من روائعه إلى العربية شعرا بما يشهد بعظمة شعر إقبال ومن ذلك أبيات نشيده التي يقول فيها:
الصين لنا والعرب لنا
والهند لنا.. والكل لنا
أضحى الإسلام لنا دينا
وجميع الكون لنا وطنا
“توحيد الله” لنا نور
أعددنا الروح له سكنا
الكون يزول ولا تمحى
في الدهر صحائف سؤددنا
بنيت في الأرض معابدها
و”البيت الأول”.. كعبتنا
هو أول بيت نحفظه
بحياة الروح.. ويحفظنا
إلى أن يقول مخاطبا أرض “الفردوس الإسلامي المفقود”:
يا ظل حدائق أندلس
أنسيت مغاني نشأتنا
وعلى أغصانك أوكار
عمرت بطلائع نشأتنا
يا دجلة هل سجلت على
شطيك مآثر عزتنا
أمواجك تروي للدنيا
وتعيد جواهر سيرتنا
ثم يتجه إلى “أرض الحرمين الشريفين” المقدسة، بقوله:
يا أرض النور من الحرمين
ويا ميلاد شريعتنا
روض الإسلام ودوحته
في أرضك رواها دمنا
ثم يخاطب أمة الإسلام، بقوله:
أمة الصحراء يا شعب الخلود
من سواكم.. حل أغلال الورى
أي داع قبلكم في ذا الوجود
صاح لا “كسرى” هنا أو قيصرا
من سواكم.. في حديث أو قديم
أطلع القرآن.. صبحا للرشاد
هاتفا مع مسمع الكون العظيم
ليس غير الله ربا للعباد
وما أصدق وأدق الدكتور طه حسين، حينما قال عن إقبال إنه: “رفع مجد الآداب الإسلامية إلى الذروة، وفرض هذا المجد الأدبي الإسلامي على الزمان”.
استاذي الفاضل الباش مهندس محمد علي شكرا لك على تذكيرنا بالعالم والفيلسوف والزعيم محمد إقبال رحمه الله تعالى
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
|