[odrado]

المطربة الفنانة هَيام يونس.
ُتعتبر قصيدة سلوا قلبي لأم كلثوم بلحنها الخالد الفريد من أهم النواحي التي أفرزت جيلاً لا بأس به من مطربينا ومطرباتنا في الوطن العربي بأكمله وكانت سبباً مباشراً في إنطلاقتهم إلى عالم المجد والشهرة , فبالإضافة إلى أن القصيدة المذكورة تعد واحدة من روائع العمالقة الثلاثة شوقي والسنباطي وأم كلثوم رحمهم الله جميعاً فهي زاخرة بالمعاني النبيلة السامية الحكيمة الهادفة والكلمات البليغة المؤثرة التي طالت الجفوة بينها وبين الزجل والقريض المغنى براهن الوقت لدرجة القطيعة غير المسماة الأجل , ما علينا فهذا شأن الشعراء والزجالين كل بحسب ميوله أو تفاعله ونحن لنا أن نتقبل فنطرب ونستفيد أو نلفظ كل ما تلقيناه فنأسف ونندم على أويقات أضعناها سدى ..
● عندما غنت مطربتنا الكبيرة الفنانة هيام يونس لأول مرة كانت لما تزل في عمر الزهور ففي حفل عام وبعد أداء إحدى المطربات المخضرمات لوصلتها الغنائية أعلنت مذيعة الحفل أن الفقرة التالية ستكون لطفلة لم يتجاوز عمرها الخمسة أعوم , إعتقد الحاضرون أن الطفلة سوف تقدم إستعراضاً هامشياً صغيراً ثم تنصرف وعلت الهمهمات وسيطر الهرج والمرج اللذين تعودناهما حينما يتصدى البعض للمواهب الحقيقية الجادة الواعدة لكن الدهشة والإستغراب خيما على كل الموجودين بالحفل ليتحول بذلك الإستياء إلى إرتياح وإنسجام , غنت الطفلة هيام يونس بثقة تامة قصيدة (( سلوا قلبي )) وتفاعلت معها فأبدعت في أدائها وكأنها مطربة محترفة مضى على ظهورها عقدان كاملان من الزمن على أقل تقدير , وشاع إسم الطفلة المعجزة في قريتها وكبرت هيام يونس حتى أطل أخيراً فجر الستينيات ليعلن عن بداية تألق نجمة غنائية جديدة طموحة ستتخطى الحدود الإقليمية لموطنها الأصلي لبنان الحب بكل جراءة وذلك بفضل ما تميزت به من غناء رفيع وصوت شجي عذب قلما تمتلكنه مطربات هذا الزمان ..
● شدت هيام يونس أول ما شدت في رحلة التفوق وعلى الصعيد العربي باللون الحجازي فكان لقاؤها بالفنانين القديرين الأستاذ جميل محمود والموسيقار العميد طارق عبد الحكيم , لحن لها جميل محمود قصيدة ((سمراء)) للشاعر الكبير الأستاذ يحي توفيق ولحن لها طارق عبد الحكيم قصيدة (( تعلق قلبي )) لأمرؤ القيس ثم أخذت الألحان بعد ذلك تتوالى على صوتها الرخيم فزادت شهرتها وذاع صيتها وعرفتها الجماهير العربية من خلال اللون الحجازي الأصيل في أغنيات ـ (( آه في أبحر ـ أسمر عبر ـ أنا أستاهل الرعوة ـ جيب القوِن على الرايق ـ وهى أغنية عن كرة القدم وأسرع من البوينج إلى غير ذلك من غنائيات إقليم الحجاز بالمملكة العربية السعودية .. ولدت هيام يونس بسنة 1945 في قرية تنورين بشمال لبنان , شقيقتها الراحلة نُزهة يونس إحترفت أيضاً فن الغناء وشاركت في أداء اللون الحجازي مع المطربين الكبيرين الأستاذ طلال المداح والأستاذ الفنان عبد الله محمد رحمهما الله ..
● ومن أهم وأشهر وأجمل غنائيات هيام يونس قصيدتا (( ما باله لا يرحم )) و (( لا تسل قلبي )) شعر سلام فاخوري ألحان شفيق أبو شقرا ـ أغنية (( يا مين يسلم لي على الغالي )) كلمات بدر الجاسر لحن الموسيقار عبد الحميد السيد ـ ((شُوفني ساعة وإنساني )) كلمات غادة الصحراء لحن طارق عبد الحكيم ـ أغنية (( رفرف يا طير الحمام )) كلمات أسعد سعيد ولحن الفنان عبده موسى .. ولها أعمال فنية أخرى منها ماهو سينمائي ومسرحي ومنها ماهو إذاعي وتلفزيوني .. ولنا لقاء آخر .