نص اجبرنى على الرد
حنكة الشاعر ان يقول عبارة ويقصد بها شيئا اخرا ، ودائما اقول ان الشعر اجمال فى نظمه تفصيل واسترسال فى معناه ؛ ومن المعلوم ايضا ان للشعر لغته والفاظه وانك قد حرمتى نظمك من بعض الثراء اللغوى الذى كان متاحا لتجسيد تلك المعانى والصور التى اشرتى اليها . قد مضيت تصورين لوعة الفراق الذى اظن انه محتوم من جانب المحبوب ، والذى اعجبنى انك فى الابيات الاولى تنددين بموبقات الفراق قبل وقوعه ، وكأن الشاعر قد صاغ قصيده ليجهر بذلك الجانب ويكون له نصيب الاسد من المعنى والتعبير ولكن دعينى اقول انك لم تتريثى بما فى الكفاية حتى تختارين لها لباسا جزلا رصينا من المفردات ، تمضين هكذا حتى تبلغى قمة التعبير فى عتاب المحبوب ورجاء حين تقولى :
يامن تنادي بهجرٍ ليس تذكرُني حتّامَ تبقَى بأحلامي وتنساني
إني وربِّكَ بي شوقٌ الى قـُبَل يحيا بهنّ فؤادي بعدَ حرماني ِ
فهنا فى هذين البيتين صورتى فاجدتى التصوير وعبرتى فاحسنتى التعبير ، ثم اتت بعد ذلك معانى مكررة لم تضف اية جمال او بديع ولم تنطوى على جديد ، وربما لم تحسنى التعبير فى بعض ابياتك ففى البيت قبل الاخير : ببعدك اليوم الامى تسير معى . كان من الافضل ان تستلى من عمق شعريتك تعبيرا اخر اكثر عمقا وتغلغلا من هذه الضحالة ثم ان " تسير معى " هذه تعبير فيه ركة واضحة كل وضوح كان من الممكن ان تقوقولو : ببعدك اليوم الامى تخايلنى ، واظنها كان ستبلغ المعنى تاما كاملا دون انتقاص عير انها لام تكن ستمس الوزن بسوء قط .
اما فى اخر القصيد تعمدين الى حالة من الملق اى تضاعفين من حالات ال
اناة والتشكى الذى يبدو انه لا يجدى " ولا جدوى ممن ليس فيه جدوى " غير ان لفظ ارهقنى لم يكن جدير بالتعبير عما كمن فى نفسك واختلج بها . هذا ما استطعت ان الحظه واضيفه عندما قرأت قصيدتك . .. اشكرك على هذا النص الذى غصبنى على اشمله برؤيتى النقدية . أحمد رشيدى
|