رد: مجموعة جيل جيلالة
في سياق بداية الاحتكاك بالخشبة، يقول مولاي الطاهر الأصبهاني، كان التباري
في الإقصائيات بين فرقتي «شبيبة الحمراء» و«نادي كوميديا».. كان هذا الأخير يضم أساتذة على علاقة وطيدة بـ «أب الفنون»، يقود الفرقة مخرج مبدع هو «عبد العزيز الزيادي» ، وتضم ممثلين معروفين بينهم المختار الملالي، محمد الغواث ، أحمد الجواي والمرحوم أحمد بنعطية.. كانت فرقة قوية ومنافسة يضرب لها ألف حساب على الصعيد الوطني ، وقد تمكن عملنا من الفوز على عمل «نادي كوميديا » لنلتحق بالتباري في نهائيات المهرجان الوطني، حيث استطعنا الحصول على الجائزة الثانية ، في الوقت الذي تم حجب الجائزة الأولى ولم تمنح لأية فرقة.
نظرا للمستوى الذي بلغته فرقتنا ، قررنا خلق محترف للتأليف كي نتمكن من وضع نصوص في المستوى، هذا المحترف كان يتشكل من محمد شهرمان ومحمد بنمشيش
وعبد العزيز الطاهري، وقد أفلح هذا الفريق في أن يؤلف لنا مسرحية حملت عنوان «التكعكيعة»، حصلت على الجائزة الثالثة في المهرجان الوطني لمسرح الهواة سنة 1970.. لاحظنا بعد هذا التألق بأن إدارة الجمعية تتجه في طريق مخالف لتوجهات الفرقة، فكل ما كنا نحصل عليه من جوائز مالية، كان يوظف في غير المسطر له، فقررنا نحن مجموعة من الممثلين، الانسحاب من هذه الجمعية، وقتها كان الكاتب محمد شهرمان قد هيأ الخطوط العريضة لنص مسرحي جديد، كنت وإياه نقوم بحصص يومية لإعداد العمل الجديد.. كتب شهرمان العمل بطريقة شعرية تتخلله حوارات ، وهو ما كنت أعده معه.. بعد اكتمال العمل، قررنا الانضمام الى نادي كوميديا، توجهنا إلى مقرهم، فوجئوا بقدومنا، جلسنا بالقرب من المخرج عبد العزيز الزيادي ، شفاه الله، عرضنا عليه النص
وأخبرناه بقرار التحاقنا بفرقته.. طلب منا أن نمهله يومين ، ليتمكن من قراءة النص، ثم يخبرنا بقراره النهائي..
بعد يومين التقينا وأبدى إعجابه بالنص، وطلب مني أن أقوم بتوزيع الأدوار.. اخترت لنفسي «أضعف» دور في المسرحية، لأن هدفي كان هو إنجاح العمل ، وبالتالي من غير اللائق أن أستحوذ على الادوار الأساسية داخل فرقة لم نلتحق بصفوفها إلا قبل أيام ..
دور البطولة منحته لأحد الممثلين من مدينة الجديدة اسمه «الدميكيلا»، وكان متألقا جدا.. شاركنا في التمثيل مولاي ادريس معروف وعبد الله المصابحي والمختار الملالي ومحمد باحسين وعبد اللطيف شكرا .. تمكن هذا العمل من الوصول الى نهائيات المهرجان الوطني الذي كان يرأس لجنة تحكيمه الأستاذ الطيب الصديقي، وكان من منشطي المهرجان محمد تيمور الذي يهتم بـ «المسرح اللامعقول»، وقد حصلنا على الجائزة الاولى، من هناك ستبدأ علاقتي بالطيب الصديقي الذي سيشرف على «تكوين» في سنة 1971 بالرباط، وبمجرد ما رآني قال لي «آش كادير انت في هاديك الفلاحة ، آجي عندي للمسرح البلدي»، كنت إذاك موظفا بوزارة الفلاحة، ومن ثم التحقت به ليتغير مسار حياتي بشكل جذري!
أود في ختام هذه السيرة ، أن أتوجه بتحية وفاء الى رجلين توفاهما الله إلى رحمته ، هذان الرجلان اللذان قدما لنا كل المساعدة في الدار البيضاء ، سواء المادية او المعنوية، فالأول كان يفتح باب منزله في وجه كل الفنانين ويمدهم بالنصح ويوفر لهم ما يحتاجونه، وقد ساعدني سواء في المسرح أو عندما تأسست جيل جيلالة ، على غرار فنانين آخرين ، منهم المرحوم بوجميع وغيره..
|