السيده الفاضله كريمه عطار والاستاذ وسام الشالجي حياكم الله
اعتقد ان حال الفنان اليهودي الشرقي الذي هجر بلده طوعا قد آل الى ما صنعت يديه وهذا ما ينطبق على كل الفنانين
اليهود الذين قدموا الى "ارض الميعاد او "الوطن الام" وهي مغتصبة فلسطين.هنا لا اتكلم بالسياسه ولا عن اخلاق
الغزاه بقدر ما اعني ان الوردة هي من اختارت ان تغادر الارض الخصبه الى مزارع المستوطنات والخدمه العسكريه
في صفوف الجيش الاسرائيلي والتجنيد الاجباري...فكيف لعود ابراهام داوود وناي البير الياس وقانون ابراهام سلمان وكمان داوود اكرم من العراق ان تنتج فنا في مجتمع لا توحده هويه الا انه يدين بدين سيدنا موسى عليه السلام؟؟؟
بعد ان كان صالح الكويتي رحمه الله يتربع في مملكته وفنه العراقي بين ابناء جلدته من العراقيين اصبح مجبورا ان يلحن لمن حتى لا يجيدون العربيه من المهاجرين الجدد وحتى وصل به الحال ان غنى في اخر ايامه باللغه العبريه
اغان مخزيه فقط من اجل لقمة العيش؟
من خلال بحثي لسنوات طويله عن مفقودات الموسيقى والموسيقيين الفلسطينيين ما قبل النكبه وبعدها اقتربت كثيرا
من معظم هؤلاء الفنانين اليهود العراقيين والمصريين والسوريين محاولا ان اجد شيئا في مذكراتهم الشخصيه له علاقه باهل الارض التي قدموا اليها من الناحيه الفنيه فكانت الصوره كما يلي
لم يعرف احد منهم فنانا فلسطينيا واحدا يذكره لي على اعتبار ان هذه الارض البور لم تنتج فنا الا بعد قدومهم اليها؟
من كان منهم من اصل سوري بقي يغني قدودا حلبيه ويحيي حفلات خاصه للجاليه اليهوديه السوريه حتى وفاته واشهر الاسماء هنا موشي الياهو الحبي الاصل.
ومن كان منهم من اصل مصري لحن وغنى الادوار والموشحات التي تعلمها قبل هجرته وبقي يبكي على حاله تارة مع فرقة دار الاذاعه او في النوادي الليليه حتى وافته المنيه فقير الحال واكتفوا بنعيه من خلال الاذاعه ومنهم المرحوم يعقوب مراد وزكي سرور الذي لو ظل في مصر لكان ذا شان عظيم بين ملحني القرن العشرين.
واما العراقيون فكانوا الاكثر احترافا وابداعا في تقديمهم للفن لحنا وغناء على مر عقدين او اكثر بقليل من خلال فرقة دار الاذاعه ولكن ما قدموه لم يكن يهوديا ولا جديدا على الموسيقى الشرقيه عموما والعراقيه على وجه الخصوص.فقدم سليم شبث المقام العراقي كما كان يقدمه في العراق واعاد صالح الكويتي صياغة بعض الحانه لمطربين جدد برغم ندرتهم وهكذا ولكن الاهم والذي لا يعرفه الكثيرون ان كل هذا الجيل لم يتمكن من توريث هويته الفنيه لاي من ابنائه او من تلاميذه الا انهم خلفوا وراءهم رجال دوله وعسكريين لا يمتون الى الفن الشرقي بشيء ومنهم شلومو ابن صالح الكويتي ومنهم من مات ولا يملك حتى ثمن علبة السجاير مثل ابراهام داوود وانكر حتى ابنه
الغير شرعي ...واما عزوري افندي الذي قاد وفد العراق الى مؤتمر الموسيقى عام 1932 فقد حرف ما لذ له وطاب في التلحين والغناء والتاريخ الفني للعراق حتى حرمت زوجته الثانيه الجميع من ارثه المادي والفني واقفلت الباب في وجه من يبحث عن فن زوجها الراحل ومؤسس فرقة دار الاذاعه...اذكر انني عندما طلبت اللقاء بها قالت لي ان كل شيء عندها يمر عبر المحامي فيما يخص عزوري.
ربما كنت محظوظا يوما ما وقبل عدة سنوات عندما قدم لي صديق حميم بدون ذكر اسمه الارشيف الكامل لفرقة دار الاذاعه "1955-1991 "وهذا ما قاله لي بالحرف "خذها يا ابو ابراهيم قبل ان يرموها من الطابق الرابع الى هناك مشيرا باصبعه الى حاوية النفايات في اسفل الشارع".
واما النقطه الاهم استاذ وسام هي نكبة العراق في فنانيه ومبدعيه فقد بدات منذ العدوان الامريكي ولم تكن على الاطلاق بهجرة الفنانين اليهود في منتصف القرن الماضي صحيح انهم تركوا فراغا لفتره محدوده ولكن اعقبها نهضه
كبيره على صعيد الموسيقى الاليه من الدرجه الاولى ومعهد الفنون الجميله وخريجيه خير مثال على ذلك الذين لمعوا في سماء الموسيقى الشرقيه عزفا وغناء وابداعا لم يتكرر الى الان.والاهم والاميز في فن اهل العراق هو تمازج اعراق شرقيه متعدده من كلدان واشور وتركمان واكراد ومسلمون.
وختاما اقول في حق الفنانين اليهود الذين هجروا بلدهم طوعا وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون.
__________________
لوكانت غزه تخشى موج البحر
.......ما سكنت عنده