واذا كنت اشرت آنفا الى تلك الليلة الليلاء التي تعد ليلة من ألف ليلة وليلة فقد زانتها أم كلثوم ذلك الكوكب الدري بادائها الساحر لرائعة« الاطلال» التي ابدع في صياغتها اللحنية عملاق الطرب عند العرب رياض السنباطي.
وبقدر ما ترتفع نشوة الطرب عند سيدة الغناء العربي بقدر ما تزداد حرارة الجماهير التونسية والعربية القادمة 㺷ت المعيارية التي دونت بماء العين السيرة الذاتية العطرة والمسيرة الابداعية المظفرة لسيدة الغناء العربي الذي وفقت في توحيد الشعوب العربية ليلة الخميس الأول من كل شهر للاستماع والاستمتاع بالروائع الخالدات لفطاحلة الشعراء والادب واساطين التلحين والطرب وقد أكد ذلك أعلام الاعلام في الغرب قبل العرب لذلك ساقص هذا الركن على مجريات الاحداث التي حفت بزيارتها الميمونة لبعض المعالم الحضارية لبلادنا تونس الأنس بلدي الآمن الأمين.
وكانت الزيارة الأولى الى جامع الزيتونة المعمور حيث صلت صلاة الجمعة بامامة سماحة الشيخ مصطفى محسن خطيب الجامع وامام الخمس.
وكانت الجماهير الغفيرة في استقبالها استقبالا حارا يليق بالزعماء والرؤساء وهي زعيمة الغناء ورئيسة الطرب العربي الاصيل.
كما اغتنمت ام كلثوم زيارتها القصيرة الى بلادنا لتتطلع على مخبر شركة النغم التي كان يديرها الزميل الاعلامي الراحل الهادي السقاري بضاحية رادس حيث اصطفت الجموع الكبيرة لتحيتها ورؤيتها عن قرب.
ومن أطرف ما لاحظته اعجابها بصوتين لا ثالث لهما صوت المطربة صليحة (1958 ـ 1914) صوت تونس الأعماق وصوت القارئ الشيخ علي البراق في تلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم.
وقد علقت أم كلثوم بقولها إنه احسن من يجود القرآن الكريم برواية قالون المغاربية التي تختلف عن الحلية المشرقية ومخارج حروف (قطب جدن) في علم الاصوات والقراءات السبغ.
ولما قفلت راجعة الى العاصمة أبت إلا أن تدشن النهج الذي خصصته بلدية تونس لأم كلثوم ليحمل اسمها الكريم فكانت في قمة النشوة وهي تزيح الستار على تلك اللوحة البلدية التي كتب عليها شارع ام كلثوم الذي ما زال قائم الاركان على مرمى حجر من قصر البلدية السابق بشارع قرطاج.