ولا فيش أجمل من جمالك يا سي عمرو باشا
يا اللي جاي و معاك أغلى الغوالي
صلاح علام
نعم يا أستاذ
"بيت علام"
أحد كبار البيوتات بالبداري.
هل أحدثك عن البداري يا عمرو باشا ؟
فالعابر "خزان أسيوط" من "الوليدية" غرباً ، إلى "أبنوب الحمام" شرقاً . يجدها بآخر طريق يبدأ موازياً للنيل ثم يتباعد بميل. بعكس أخيه الواصل إلى "ساحل سليم"
و الضيف يشعر ، من كبرياء شجر الطريق ، أنه يسير في أنبوب عملاق يتسع للخضرة. إذ أن الشجر من مهابته يتعانق بالأعلى فوق أسفلت الطريق. مُنحنياً كسيفٍ عربي يظلل الضيف.
ولا يمكن بالجملة السابقة ، أن يكون التشبيه أقل من حدة السيف . فالبداري ينير تاريخها ، أنها حاربت قوماً صفعوا خادمهم. فبيوت البداري لا يُضام خادمها.
و صلاح علام ، إبن الأكابر ، متعهد إقامة الأفراح في قلوب أصحابه، من "آل علام" الكرام ، اللذين أرسلوا فتيانهم لحفظ الأمن في "الكشح" ، يوم عوى الشيطان هناك.
وكنت قد زرت البداري أكثر من مرة في أول الثمانينات ، بدأت بدعوة كريمة من "القرشي" بمناسبة فوزه برئاسة اتحاد طلاب الجامعة ، على منافسه "قريب المحافظ" محمد عثمان (الملقب برئيس دولة أسيوط) وقتها.
و في المرة التالية كنت بضيافة الصديق "ناصر الزناتي" ، خال الكابتن طاهر أبو زيد ، إبن شارع "الورشة" بشبرا. وما دمت تعرف البداري فأنت تعرف "بيت الزناتية" الكرام.
و المرة الأخيرة ، قبل ترك أسيوط ، كنت ببيت "علام" ضيفاً على الصديق الأستاذ "صلاح علي يوسف" . ولم أكن قد تشرفت بلقاء سيادة الرئيس ، بعد.
و صلاح علام ، هو إبن الدكتور جلال الدين محمد علام ، المُجاز طبيباً جراحاً عام 1923. والذي ترك لصلاح ضمن خزانته: حكم محكمة لصالحه غيَّر به إسم مسرحية "حلمك ياشيخ علام" إلى "حلمك ياسي علام" التي كتبها أنيس منصور و مثلها الجميل الراحل "أمين الهنيدي" مع الجميلة الراحلة "عقيلة راتب".
وكان قد استنفذ الطرق الودية إلى ذلك دون فائدة . خشية أن يتندر بها السوقة ، على ذكر أبيه العلامة ، سيدنا الشيخ "علام سلامة" الذي كان شيخ عامود بالأزهر الشريف ، وله أسفار معتبرة في فقه اللغة العربية.

الله يسامحك يا عمرو باشا هتزعل صلاح مني كده