عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 16/12/2010, 18h33
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: إلى شعراء " سماعي " ـ أبو فجر

أستاذي الجليل
الدكتور عبد الحميد سليمان

يلفني الفرح برضاكم عن مستوى فهمي قصيدتك البديعة
،

كما أضحكني ما وضعتموه بين القوسين
(تذكراً لما كان بكفر سليمان البحري ، من الحداثيين)

حيث أخذني إلى جلسات متفرقات مع بعض الـَّذين كانوا قد ركبوا الموجة بغير مؤونةٍ ولا شراع (!!)

فأحدثوا ما أسماه "ميشيل فوكو" : "القطيعة المعرفيّة" !

حيث ظنوا أن الحداثة هي "هدم الموروث" ، بزعم "الخروج عن السائد" !

فغرقوا في سيرياليّة الصورة و عتمة المضمون ،

كُنـَّا نسمّيهم : جماعة طارَ الثعبان و زحفت الفراشة !

بينما كان الحداثيون المجددون - بحق - يقفون على أرضهم الصلبة في العراق و مصر ، و غيرهما ....

متكئين على الموروث الشعري الكلاسيكي من جهة ، و من أخرى متسلحين برصيدهم الإبداعي قبل التحوّل ،

إضافة إلى فهمهم حرفة تلافي الإصطدام بالموانع الذوقيّة عند المتلقي العربي ،

تلك الموانع التي أبسطها "التوجس من الجديد"
و أعمقها عَقـَبات " الأعراف التراثيّة" و "المعايير الأخلاقيّة"


ولا أضيف لعلمكم أن بدر شاكر السيّاب و نازك الملائكة و صلاح عبد الصبور و احمد عبد المعطي حجازي و أدونيس ،

مع اختلاف أدوارهم في "إعمال الحداثة" لم يهبطوا على ثقافتنا بمظلات الحداثة (!)

ليكون مصطلح "الحداثة" إستحقاقاً لهم

أمّا أولائك الـّذين قـُدَّر لهم أن يظلوا بين قوسين (!!)
فقد أبحروا بغير سباحة ، حين فهموا أن "قصيدة التفعيلة" مطيّة طائعة لمبتغي الوصول ،
فلما حاولوها كانت مُرسَلة بغير تفعيلة !
كأنها تعبّر عن خواءٍ و حيرة
فلا هي من النثر في نصوعِهِ ، ولا هي من الشِّعر في اتزانِه

،

و كما تعلم سيّدي - على الإطلاق - أن "المحافظين" بأي مجال ٍ أو مجتمع (و إن بدوا ثقلاء دم ! ) للمجددين ،

فإن درس التاريخ يضعهم موضع "المُرَشِّح - الفلتر" الذي يميّز الخبيث من الطيّب ،
و لولاهم لكان الحبلُ على الغارب ، فتسيب الهوامل و تعِزُّ الشوامل
،

مُجدداً ، سيّدي ، دونك عظيم امتناني ، أضعه بين يديك الكريمتين ، لحسن ظنك بي و بقراء سماعي الكرام

و دعاء من قلب مُحبٍ أن يمتعك الله بدوام الصحة و السعادة
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس