بسم الله الرحمن الرحيم
أخى الحبيب الشاعر الأديب الأريب00سيد أبو زهده, الأخوة الفضلاء أهل هذا المنتدى الرفيع ورواد هذا الصفحات الثرية الرائعة0000 سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته00
وبعد
000يالله من روعة التفاعل ونبل القصد وأريحية الرد00لقد سرنى ذلك وأدهشنى عمق الفهم وأنا من خال أنه يكتب لنفسه ولشحيح متلقيه ,وحقيقة الأمر أننى غادرت ساحة الأدب كتابة وابداعا منذ عقود خلت حيث صرفنى عن ذلك عمق احساسى بالمسئولية وليدة الفهم التاريخى العميق ومولدة الوعى ورهق المسئولية وحتمية الدور والدرس الأكاديمى,الى أن أهدانى المولى القدير هدية الولوج الى طريق معرفته والسياحة فى آفاق رحمته وذكرنى وكشف لى ما كان غائبا عنى حين استعادنى اليه بعافية النفس بعد بلية المرض0
عندها أخى الكريم لم استسلم للنهايات ىالمحتومة وإنما لذت الى وعده تبارك وتعالى أنه لن تموت نفس حتى تستوفى رزقها وأجلها وأنه لن يؤخر نفسا إذا جاء أجلها وقاومت بالتأمل والأوبة الى الأدب والكتابة ,وشرعت فى نهج طريقى الأساس الذى حدت عنه لا قاليا وطائعا ولامختارا والحمد لله على ما وفقنى لكتابته فى هذا المنتدى 000على أننى ممن يؤمنون بدور الأدب وخطورته كأساس تقويم وإصلاح وتشخيص واستشراف آفاق المستقبل وتحذير من المغبات ,وليس انكفاء الى الذات وتفحص النزعات والاستغراق فى الفردية وهذا ما ابتلى به الأدب عموما وخاصة الشعر الذى عجت ساحاته بأولئك المتهومين الذين يقولون ما لايعلمون ويماريهم الكثيرون اتقاء صولة المرحلة أو تملق شهوة الذيوع والانتشار والرواج 000أخى الكريم لقد غدت قضية أفول المتلقين وانزوائهم ويأسهم حتى لايكاد المتشاعرون يتخاطبون الا مع نظرائهم وأضرابهم,غدا ذلك كارثة كبرى انزوى بها الشعر فن العربية الأول خلف الرواية والقصة القصيرة وهى فنون أدبية اضطلعت بما غادره المتشاعرون من قضايا ودور ومسئوليات ,وأحيلك أخى الكريم الى الحال الآن حيث لا مأساة كمأساة الحلاج ولا أحلاما للفارس القديم ولم يعد الملوك يموتون حسبما توهم صلاح عبد الصبور وغابت وأخزيت وقلمت أظافر رفض الظلم والتسلط بفعل فاعلين وغواية غاويين واغتربت مسرحيتا الحسين ثائرا و الحسين شهيدا لعبد الرحمن الشرقاوى وانزوى استحضار العوالم والرموز الموغلة في الدور والمسئولية والتاريخ القدرة على رؤية العالم والأشياء وظهرت لغة غير ما عرف العرب وتداول التراث لغة جديدة لاتنفك عن هزال المرحلة ونتاجها وأجوائها. وكساهام ا يعرف باسم ظاهرة الغموض التى شَكّلت حاجزاً دون ناء به شعرنا العربي الحديث تأثرا بمؤسسات وتوجهات أدبية غربية وطريقة بناء نصوص ودرس لها و وابتلينا بها مرضا موغلا وجرحا ثخينا . وقد راد تلك الوجهة حيث الغموض والترويج له فى الشعر العربى أدونيس الذىأجمل قوله فى ذلك جاعلا المسالة حياة أو موت (غموض حيث الغموض أن تحيا ووضوح حيث الوضوح أن تموت) وآل ذلك الى تنافر وافتراق عميق بين الشاعر والقارئ حتى اعتبر ذلك من المعتاد المألوف فى ساحات الشعر الحديث, ولم تقف الحال عند موسيقى الشعر أو إيقاعاته بل تجاوزت ذلك على أهميته وخطورته إلى اللغة حيث تداولت معجماً يسيراً من الغطاء اللغويّ الذي لا يخرج عما يسود في الصحف وما تلوكه الألسن فى الحارات والدروب ووسائل المواصلات. ولعله أحياناً قد قرب من العامية بل صالحها وتحالف معها على تبادل المنفعة والخبرات والكلمات، ثمَّ وصل هذا الحشد اللغويّ موزوناً حيناً في بعض أجزائه و آبقا هارباً من الوزن عن عمد وعن عجز وليس عن ابداع في أحيان كثيرة إلى لون آخر من منثور الكلام سمى قصيدة النثر , وانتكاصا كبيرا بات اقتفاء النقاد أثر ذلك حين ركنوا الى أن يضعوا أفكارهم في سياق مشوش يفتقد الرؤية والتركيز وباتت تلك النظرية تقرن الغموض بالشعر وكأنه لازمة من لوازم ظهوره دون أن تحسب لهذا التجديد رؤية قد لا تجد في الغموض إلاّ ملاذا يلجأ إليه الشاعر هرباً من القارئ أو الجمهور وعلى كل حال بات الغموض مرحلة عَبَّرت عن غياب الرؤية الواضحة لمكونات هذا البديل كونه ضعيفاً لا يقوى على المجاهدة فشكّلت هذه الظاهرة عائقاً لفهم النصّ الشعري من قبل متلقيه ولم يختلف القارئ العادي عن الدارس في هذا الأمر وإن حاول الدارسون إعطاء بعض المبررات مما حاد واشتط من المتشاعرين عن الفهم وقد أدى الأمر الى إساءات في تفسير النص الشعري اختلفت منطلقاتها حسب قناعة الناقد مما زاد سوء الفهم عند المتلقي العادي الذي حاول أن يسعى بنفسه كي يتذوق الشعر الحديث ويفهم النص الشعري ويكتشف جماليته بعيدا عن النقاد والأمر على ذلك كان معضلة لسواد المتلقين الذين لا يمتلكون أدوات التحليل أم تتضارب لديهم و يتفاوت فهمها وتلتاث نتائجها وباتت قصيدة النثر فقيرة الى المتلقين وبات شعراؤها لايسمعهم الا مجامليهم وسالكو دروبهم(دعوت يوما من الأيام مجموعة من الشعراء الحداثيين الذين جاءوا الى مدينة دمياط على هاشم مؤتمر أدباء الأقاليم الى قريتى كفر سليمان البحرى وحشدت الناس لهذه المناسبة حشدا فلما سمعوا استغربوا واستنكروا وولوا مدبرين فتنبه الناقد والزميل الدكتور سيد البحراوى الى أنه لم يعد ثمة جمهور ورأى الا مبرر للاستمرار فالكل يعرف بضاعة غيرواعتادتها أذنه وكثيرا ما سامها كتابة وحديثا حتى ملها وحينما لمت مثقفى قريتى وأهلها على تركهم القاعة دونما تعلل أو مواربة استغربوا وسألونى واستحلفونى لى بأمانة الله هل فهمت شيئا مما يقال ؟ فانبريت نافيا مؤكدا فلامونى على استضافة أمثال هؤلاء).
أخى الكريم 000من هنا آليت على نفسى أن اسعى ما أمكننى الأمر عبر كتاباتى المتواضعة نثرا وشعرا أن أرتع فى ساحات العربية الوسيعة الفصيحة وأن أغرى أو أغوى من يقرأ لى بولوج تلك الدروب فى غير استعراض ولا استطالة ولا استيحاش بالغريب الحوشى من اللغة مع تقديى لعبقرية وإبداع رؤبة والحجاج ابن رؤبة وغيرهم من سادة الأراجيز النادرة فى تراثنا العربى الأدبى 0
أخى الحبيب000 قصيدتى هذه ليست سوى كليمات هزيلات و نص قديم كتبته منذ نيف وثلاثين عاما وأنا فى ميعة الصبا أتحسب لمقبلات أيامى ومخبوءات أقداري الى أن شاء الله أن يعود الى الحياة مرة أخرى حين استنهض مستوى محاوراتكم بالغة الروعة والسمووالعمق والوعى والثقافة والأصالة ونبل القصد نفسى الحائرة اللوامة هجرى الكتابة الشعرية اعتراضا على نزق النازقين وغلظة الوجوه وغيبة الفهم الذى أجهدنى طلبه دونما جدوى حتى خلتنى سيد الأغبياء الغفلة أدعياء الوعى والثقافة0
أخى الكريم هاك بعض ما جادت به المعاجم العربية لتفسير ما استعجكم من كلمات وردت فى نصى هذا فارجو أن تفيد إن أعوزت الحاجة اليها
++++++++++++++++++++++
1- الأروع من الروع والروع الفزع والخوف وارْتاعَ منه وله ورَوَّعه فتَرَوَّعَ أَي تَفَزَّعَ.والمَهْمَهُ المفازةُ البعيدة أوالفَلاةُ حيث لا ماءَ بها ولا أَنيسَ ويقال المَهْمَهُ هوالبَلْدةُ المُقْفِرَةُ أوالمفازةُ أوالبَرِّيَّة القَفْر وجمعها مَهامِهُ ,أما المَهْيع فهو الطريق الواسع المنبسط0
2- حَدَبَ عليه وتحدَّب عليه أي تعطَّف عليه0
3-الهَطْلُ تتابع المطر والدمع وسيلانُهُ ويقال سحابٌ هَطِلٌ ومطرٌ هَطِلٌ كثيرُ الهَطَلانِ وسحائبُ هُطْلٌ جمع هاطِلٍ وديمةٌ هَطْلاءُ. قال امرؤ القيس:
طَبَقُ الأرضِ تحرَّى وتَدُرّ ديمةٌ هَطْلاءُ فيها وطـفٌ
4- الخدع جمع خادع والخداع القول الزائف والتعبير الكاذب والمقصود أن دموع السحاب كانت عند استغاثتى كدموع التماسيح التى تسكبها بعد التهامها ضحاياها حسبما أسلفت وقال ابنُ سيرين: إِني لَسْت بِخِـَبٍّ، ولكِنِ الخِـَبُّ لا يَخْدَعُني.وقال ابن ابي الدنيا في كتابه .أدب الدنيا والدين(وقد ذكر المغيرة بن شعبة عمر بن الخطاب فقال :كان والله أفضل من أن يخدع ، وأعقل من أن يخدع .وقال عمر: لست بالخب ولا الخب يخدعني) .
5- الصبح الندى الذى تلفح بالندى الرطيب والنَّدَى المَطر والبَلَل ونَدِيَ الشيء ابتلَّ فهو نَدٍىقال نَدِيَ الشيءُ فهو نَدٍ، وأَرضٌ نَدِيةٌ وفيها نَداوةٌ. وينصرف معناه إلى وجوه عديدة كنَدَى الماءِ، ونَدى الخَيرِ، ونَدى الشَّرِّ ، ونَدَى الصَّوْتِ، ونَدَى الحُضْر، ونَدَى الدُّخْنةِ ، فأَمَّا نَدَى الماء فمنه المطر ؛ يقال أَصابه نَدًى من طَلٍّ ، ويومٌ نَدِيٌّ وليلة نَدِيَّةٌ.والنَّدَى ما أَصابَك من البَلَلِ ونَدَى الخَيْر هو المعرُوف ويقال أَنْدَى فلان علينا نَدًى كثيراً ، وإنَّ يده لَنَدِيَّةٌ بالمعروف0
6-القَبِيل: جماعةٌ من قبائلَ شتَّى، والقبيلة: بنو أبٍ واحد.
7-صواب القول بعد تدارك الخطأ الإملائي هو:
هل من سبيل يتقى صولاتها00 وزوال أحلام لأمس ساطع
8-الشَّاسِعُ المكان البعيد وهو اسم فاعل واسم التفضيل منه أشسع على وزن أفعل0وهومشتق مصوغ على وزن (أفعل) للدلالة على أن شيئيين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر فيها و يصاغ من الفعل الثلاثي على وزن (أفعل) فإذا كان الفعل زائداً على ثلاثة أحرف كان الوصف منه على وزن فعلاء
9-السَّعْد هواليُمْن، وهو نقيض النَّحْس، والسُّعودة خلاف النحوسة، والسعادة: خلاف الشقاوة. يقال: يوم سَعْد ويوم نحس وسعيد نقيض شَقى مثل سَلمِ فهو سَليم، وسُعْد، بالضم، فهو مسعود، والجمع سُعداء والأُنثى بالهاء سعده والسُّعود، سعود النجوم، وهي الكواكب التي يقال لها لكل واحد منها سَعْدِ كذا، وهي عشرة أَنجم كل واحد منها سعد, أَربعة منها منازلُ ينزل بها القمر، وهي: سعدُ الذابِح وسعدُ بُلَع وسعد السُّعود وسعدُ الأَخْبِيَة، وهي في برجي الجدي والدلو، وستة لا ينزل بها القمر، وهي: سعد ناشِرَة وسعد المَلِك وسعْدُ البِهامِ وسعدُ الهُمامِ وسعد البارِع وسعد مَطَر، وكل سعد منها كوكبان بين كل كوبين في رأْي العين قدر ذراع وهي متناسقة؛ قال ابن كناسة: سعد الذابح كوكبان متقاربان سمي أَحدهما ذابحاً لأَن معه كوكباً صغيراً غامضاً، يكاد يَلْزَقُ به فكأَنه مُكِبٌّ عليه يذبحه، والذابح أَنور منه قليلاً؛ قال: وسعدُ بُلَع نجمان معترِضان خفيان. قال أَبو يحيى: وزعمت العرب أَنه طلع حين قال الله: يا أَرض ابلعي ماءك ويا سماء أَقلعي؛ ويقال إِنما سمي بُلَعاً لأَنه كان لقرب صاحبه منه يكاد أَن يَبْلَعَه؛ قال: وسعد السعود كوكبان، وهو أَحمد السعود ولذلك أُضيف إِليها، وهو يشبه سعد الذابح في مَطْلَعِه؛ وقال الجوهري: هو كوكب نَيِّرٌ منفرد.وسعد الأَخبية ثلاثة كواكب على غير طريق السعود مائلة عنها وفيها اختلاف، وليست بخفية غامضة ولا مضيئة منيرة، سميت سعد الأَخبية لأَنها إِذا طلع0000
أخى الحبيب تلك كانت تفسيرات جادت بها معاجم العربية الأصيلة وأشكر لكم ختاما ولكل من يقرا لى اهتمامه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أ /د عبد الحميد سليمان