تحية حب وتقدير لكل الاعزاء الاصدقاء وتحية خاصة للاخ الفنان محمد بحري
ان فن الموشحات هو من ارق واعذب وارقى انواع القوالب الغنائية التراثية لما للموشح من وقع خاص في النفس تسمو به وتحلق الى عالم الوجدان والطرب وكما عودتنا حلب الشهباء ان تكون موطن هذا الفن والينبوع الصافي الذي لابنضب ابدا مع تقدم السنون والاحوال
هاهو واحد من ابنائها يقدم لنل عملا جديدا من جملة اعماله المميزة في هذا الفن والذي يسعدني ان ابدي بعض المداخلات التي امل ان يتسع لها صدر صديقنا الفنان بحري كما عودنا دائما
ان هذا الموشح وعلى خلاف عادة الاستاذ محمد بحري في تلاحينه السابقة للموشحات يقدم لنا عملا ينقلنا من عالم التطريب الى عالم التأثر والتفكير في المعاني الشعرية وهو قد بدأتقديمه للموشح على شد الانتباه للنظم والمعاني اللفظية التي تحكي اللوعة والاشتياق والحب الدفين الذي يعانيه المحبوب هذا العاشق الولهان الذي اكتوى بنا رالهجر والحرمان يصور لنا حاله ببساطة تامة لذلك فهو ليس بحاجة للتكلف اللحني والتطريبي ا واستعارة متكآت طربية معتادة وقد اتى هذا العمل على غير عادة الاستاذ في تلاحينه السابقة للموشح في ا عتماده الرئيسي على مكونات الطرب والتطريب كما في موشحات (ماس غصن البان - بروحي غزال وغيرها ) لذا فقد اتى على موشح فقير في الصنعة اللحنية ومن غير خانة وغزير في العاطفة الشعرية الجياشة وباعتقادي ان من حق الاستاذ بحري ان ينوع من اعماله المتعددة فمنها الطربي القديم وايضاالسهل البسيط والمخزون الترثي بحاجة الى هذا وذاك وقد استطاع فعلا بادائه على العود (على خلاف العادة) وبصوته الدافئ والمعبر ان يوقظ فينا نبضات عاطفبة مؤثرة وبما انها معاني تعبيرية كنت اتمنى لولحنها الاستاذ من نغمة النهوند ولكن يبقى للاستاذ حسه الموسيقي وذوقه الخاص
ولكن وبراي الشخصي الذي ربما يوافقني عليه الاستاذ محمد بحري ان الموشحات الاندلسية سر بقائها واستمرارها هي صنعتها اللحنية والطربية المميزة فعندما نستمع مثلا لموشحات ( يمر عجبا – املالي الاقداح ) لانفكر ابدا ولايمكن ان تشدنا تللك الكلمات الشعرية البسيطة ولكن هناك عمق لحني عظيم و اصيل يجعل الرؤوس تتمايل نشوة وطربا
وقد ذكر مرة الموسيقار محمد عبدالوهاب في احدى مقابلاته ان (الحلبيون دول رقصوا نغمة الصبا ) في معرض حديثه عن الموشحات والقدود الحلبية . وفعلا ان موشح ( غضي جفونك ) او القدود المشهورة ( سكابا يا – يارب يا عالي – زوالف يا ... ) وغيرها ذات كلمات حزينة ومؤثرة ولو بقيت كذلك لاندثرت ولكنها اكتست بطابع لحني مميز ساعدها على البقاء والارتقاء
ويمكن للاستاذ ان يوافقني عليه او ان يأخذ رايا اخر وفي الختام نشد على يد هذا الاستاذ الفنان وننتظر منه المزيد ونتمنى له الصحة والعافية والهناء