عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 06/12/2010, 18h51
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي رد: ليته حسن الختام ... قصه قصيره

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد رمضان ماضي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الغالي ، يا صاحب القلب الرقراق ،
دوما تطالعنا بقبس نوراني ، يذكرنا ....
ومن له ان يذكرنا عداكم دكتورنا الحبيب .
في مطلع القصة إنتابتنا الحيرة ،
أرحل البطل ، أم رحل المحيط؟
والمحصلة في النهاية واحدة ( الرحيل )
ولكن سيدي ، إن كان البطل هو من رحل فلا بد من ارداك،
وإن كان المحيط قد رحل ؛ فلا صفير.
قصة نوارنية لا تخرج من من نبع صاف ، حب للوجود ، والخلود.
قبلة على جبينك سيدي اجلالا ً،
لما تتحفنا به من نورانيات .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



أخى الحبيب محمد رمضان ماضي ,
أشكرك كثيرا على رؤيتك النورانيه وتحليلك الصحيح حول ما كتبت وأرجو أن تقبل شديد أسفى على تأخرى فى الرد على مشاركتكم الزكية والإحتفاء بحضوركم البهى
ولى تعقيب بسيط حول رؤيتكم وهو يقينى أن الناس نيام كما أخبرنا بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ,ثم قال فإذا ماتوا انتبهوا , وشيخنا الأكبر ابن عربى إنتبه إلى معنى هذا الحديث الشريف من قول الحق تعالى فى كتابه الكريم

" ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله "
يقول رضى الله عنه وقدس سره .......
(وأرجو قراءة كلامه المنور بعنايه)

تعجبت كل العجب من حسن نظم القرآن وجمعه ، ولماذا قدم ما كان ينبغى فى النظر العقلى فى ظاهر الأمر أن يكون على غير هذا النظم ، فإن النهار لابتغاء الفضل والليل للمنام كما قال فى القصص " ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه " فأعاد الضمير على الليل "ولتبتغوا من فضله" يريد فى النهار فأضمر ، وإن كان الضميران يعودان على المعنى المقصود فقد يعمل الصانع بالليل ويبيع ويشترى بالليل ، كما أنه ينام أيضا ويسكن بالنهار ولكن الغالب فى الأمور هو المعتبر . فلاح لى من خلف ستارة هذه الأيه وحسن العبارة عنها الرافعة سترها وهو قوله" منامكم بالليل والنهار " أمر زائد على ما يفهم منه فى العموم بقرائن الأحوال فى ابتغاء الفضل للنهار والمنام لليل ما نذكره ، وهو أن الله نبه بهذه الأيه على أن نشأة الآخرة الحسية لا تشبه هذه النشأة الدنياويه وأنها ليست بعينها ، بل تركيب آخر ومزاج آخر كما وردت به الشرائع والتعريفات النبويه فى مزاج تلك الدار ، وإن كانت هذه الجواهر عينها بلا شك فإنها التى تبعثر فى القبور وتنشر ، ولكن يختلف التركيب والمزاج بأعراض وصفات تليق بتلك الدار لا تليق بهذه الدار ، وإن كانت الصورة واحدة فى العين والسمع والأنف والفم واليدين والرجلين بكمال النشأه ، ولكن الإختلاف بين فمنه ما يشعر به ويحس ومنه ما لا يشعر به ، ولما كانت صورة الإنشاء فى الدار الآخرة على صورة هذه النشأة لم يشعر بما أشرنا إليه ، ولما كان الحكم يختلف عرفنا أن المزاج اختلف فهذا لفرق بين حظ الحس والعقل ، فقال تعالى "ومن آياته منامكم بالليل والنهار" ولم يذكر اليقظه وهى من جملة الأيات ، فذكر المنام دون اليقظة فى حال الدنيا فدل على أن اليقظة لا تكون الا عند الموت وأن الإنسان نائم أبدا ما لم يمت ، فذكر أنه فى منام بالليل والنهار فى يقظته ونومه ، وفى الخبر" الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " .
ألا ترى أنه لم يأت بالباء فى قوله تعالى "والنهار" واكتفى بباء الليل ليحقق بهذه المشاركه أنه يريد المنام فى حال اليقظه المعتاده فحذفها مما يقوى الوجه الذى أبرزناه فى هذه الأيه فالمنام هو ما يكون فيه النائم فى حال نومه فإذا استيقظ يقول رأيت كذا وكذا فدل أن الإنسان فى منام ما دام فى هذه النشأة فى الدنيا إلى أن يموت ، فلم يعتبر الحق اليقظة المعتادة عندنا فى العموم بل جعل الإنسان فى منام فى نومه ويقظته ، كما أوردناه فى الخبر النبوى من قوله "صلى الله عليه وسلم" "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا" فوصفهم بالنوم فى الحياة الدنيا .. والعامة لا تعرف النوم فى المعتاد الا ما جرت به العادة أن يسمى نوما ، فنبه النبى "صلى الله عليه وسلم" بل صرح أن الإنسان فى منام ما دام فى الحياة الدنيا حتى ينتبه فى الآخره والموت أول أحوال الآخره فصدقه الله بما جاء به فى قوله تعالى "ومن آياته منامكم بالليل" وهو النوم العادى "والنهار" وهو هذا المنام الذى صرح به رسول الله "صلى الله عليه وسلم" . ولهذا جعل الدنيا عبره جسرا يعبر أى تعبر كما تعبر الرؤيا التى يراها الإنسان فى نومه ، فكما أن الذى يراه الرائى فى حال نومه ما هو مراد لنفسه إنما هو مراد لغيره ، فيعبر من تلك الصورة المرئية فى حال النوم إلى معناها المراد بها فى عالم اليقظه إذا استيقظ من نومه ، كذلك حال الإنسان فى الدنيا ما هو مطلوب للدنيا ، فكل ما يراه من حال وقول وعمل فى الدنيا إنما هو مطلوب للآخره ، فهناك يعبر ويظهر له ما رآه فى الدنيا كما يظهر له فى الدنيا إذا استيقظ ما رآه فى المنام ، فالدنيا جسر يعبر ولا يعمر كالإنسان فى حال ما يراه فى نومه يعبر ولا يعمر ، فإنه إذا استيقظ لا يجد شيئا مما رآه من خير يراه أو شر ، وديار وبناء وسفر وأحوال حسنة أو سيئة ، فلابد أن يعبر العارف بالعبارة ما رآه فيقول له تدل رؤياك لكذا على كذا ، فكذلك الحياة الدنيا منام فإذا انتقل إلى الآخرة بالموت لم ينتقل معه شئ مما كان فى يده وفى حسه من دار وأهل ومال ، كما كان حين استيقظ من نومه لم ير شيئا فى يده مما كان له حاصلا فى رؤياه فى حال نومه ، فلهذا قال تعالى إننا فى منام باليل والنهار ، وفى الآخرة تكون اليقظه وهناك تعبر الرؤيا .
وليس لمثلى يا صديقى بعد قول الشيخ كلام ................

__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
رد مع اقتباس