رد: العراقيان صالح الكويتي وداود الكويتي
الأستاذ داؤد بغدادي
الأخوان الأعزاء
تحية ود وأحترام لجهودك الطيبة في رفع هذا البرنامج الممتع والفني عن الموسيقار العراقي الراحل صالح الكويتي , ولقد ذكرت الأستاذة كريمة عطار بعض الملاحظات المهمة , وأحب أن أورد أيضاً ملاحظات أخرى بعد مشاهدة الأجزاء الأربعة وعن أذنكم:
* البرنامج والتصوير والأعداد وكذلك الأخراج جيد بالفواصل بعد كل حديث للأستاذ أحمد المختار ,والأسم الجميل ( عزف منفرد) .
*في ج1 يذكر الأستاذ أحمد مختار بأن صالح الكويتي بدأ يعزف ويلحن للمطربة سليمة مراد , وللدقة فأن صالح الكويتي كان قد عزف في آواخر العشرينات ولأول مرة مع المطرب محمد القبانجي في حفلة له في البصرة آنذاك .أي قبل ماذكره الأستاذ.
* يذكر الباحث الموسيقي الأستاذ حزقيل قوچمان أن الأخوين عندما أسقطت الجنسية العراقيةعنهما , طلب منهما رغبة أمير الكويت من خلال( السفير الكويتي ) في بغداد ,السفر والبقاء في الكويت , الطلب من أمير الكويت صحيح ,ولكن أتوقف عند كلمة السفير الكويتي , فلم تكن هناك سفارةفي بغداد, ودولة الكويت الشقيق قد أستقلت في حزيران من العام 1962 ,أيام الشيخ الراحل عبدالله سالم الصباح ,وبعد هذا التاريخ تم أفتتاح سفارة لدولة الكويت في العام 1963 .( ربما أرسل أمير الكويت أحد الشيوخ اليهم وليس كما ذكره الأستاذ قوجمان)
* نلاحظ أن الأحتفالية في الذكرى 100 لميلاده كانت في لندن ,وحسبي أن الكثير من اليهود العراقيين يقيمون هناك , ونلاحظ أن سلمان صالح الكويتي , ود.سارة مناسي هما عراقيان ولكنهم يتحدثون بالأنكليزية ,فقط الأستاذ حزقيل قوچمان يتحدث وبالعراقي ,وفي كل مقابلاته السابقة في التلفزيون , ويدل هذا ان الجيل الثاني من أبناء اليهودالعراقيين قد نسوا لغتهم الأصلية ونسوا أيضاً ما يحيط بها من ثقافة وتاريخ ..الخ ,وقد ذكر ذلك الأستاذ حزقيل في كتابه عن "الموسيقى العراقية" ذكر مثلاً ان ( الموسيقيين اليهود العراقيين ,مثل الزهور التي تقطف من جذورها, يمكن لهذه الزهور ان تبقى في مزهرية لمدة معينة ولكنها لاتستطيع أنبات زهور جديدة).
ولذلك لم يشجع الموسيقار صالح وداود الكويتي أبنائهم لتعلم الموسيقى ,ليس بسبب ماأوردفي البرنامج , ولكن لأنهم ليس في بيئتهم ولامجتمعهم ولالغتهم, وهل يمكن لليهودي الروسي أو الفرنسي أو البولوني أن يستمع ويشعر ويتأثر بأغاني وألحان الجيل الأول من الموسيقيين اليهود العراقيين .. طبعاً لا ,الى غير ذلك , فالأبوين أبدعا وقدما أروع الألحان العراقية في العراق والتي بقت خالدة لحد الآن في التراث العراقي الغنائي وتمنوا العودة الى بغداد والعمارة والبصرة .
* كذلك فأن الأخوين
الكويتي , وحسب علمي لم يلحنا أية أغنية!! هناك , الكبير صالح أشتغل في الفرقة الموسيقية الأسرائيلية ,مع موسيقيين آخرين ,واليوم يقوم بعض الموسيقيين المتبقين من كبار السن بالعزف أحياناً في الأذاعة والتلفزيون( الكلام لحزقيل قوجمان , في مقال له ( ظروف اليهود العراقيين في أسرائيل) .
* ذكر الأستاذ أحمد مختار بأن هناك لجنة شكلت في السبعينات لغرض ترتيب التراث العراقي ومسح الكثير من الأسماء , هذا صحيح , والموضوع هذا قديم أيضاً بدأ منذ العهد الجمهوري الأول , فلا تسمع أسم صالح الكويتي ولا سليم شبث ولاغيرهم , فالمسألة جرت في ظل كل الأنظمة والحكومات التي تعاقبت على الحكم عنوة, وحتى نوتات الأغاني أي الكراسات كانت خالية من ذكر أي اسم لهؤلاء الموسيقين العراقيين اليهود ,في أعوام الستينات , وحتى أسماء الملحننين من غير اليهود كانت لاتذاع في الأذاعة اختصاراً في اغلب الأحيان .
* ذكر ان صالح الكويتي قد لحن جميع أغان فيلم ( عليا وعصام) وهو أول فيلم عراقي, هو ليس بالترتيب الأول بل هناك (ابن الشرق) الأول و( القاهرة بغداد) الثاني و( عليا وعصام ) ترتيبه الثالث .
* الأستاذ أحمد المختار ترك الباب مفتوحاً لتصويب الخطأ أو التصحيح من خلال مراسلته وهي مهنية وحيادية عالية منه , وأنا اذكرها هنا خدمة للفائدة , وربما في يوم ما سنحتفل بذكرى الأخوين بدراسات وبحوث أعمق واشمل , آسف للأطالة , تحياتي وتقديري.
|