عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 31/10/2010, 21h07
الصورة الرمزية نور عسكر
نور عسكر نور عسكر غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:348516
 
تاريخ التسجيل: December 2008
الجنسية: .
الإقامة: .
المشاركات: 15,405
افتراضي رد: وما بعد أبن خلدون *عالم الاجتماع الكبير علي الوردي*

في اواخر الثمانينات تمرض الكاتب علي الوردي وقدم طلب للسفر الى الخارج لغرض العلاج رفع الى الرئيس الاسبق صدام حسين لانه كان الوحيد الذي يمتلك صلاحية السماح للعراقيين بالسفر الى الخارج في وقتها , لكنه رفض طلبه وهمش على عريضته (الى جهنم وبئس المصير) . في 19 تموز عام 1995 توفي الكاتب الكبير في بغداد
llllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllll llllllllllllllllllllllllllll
الأستاذ محمد الساكني
الأستاذ صالح الحسن
الأستاذ وسام الشالجي

تحية طيبة لكم وانتم تسبحون في عالم الفكر ومداخلاتكم الرائعة الشيقة ,وان سمحتم بكتابة بعض السطور عن الراحل الدكتور علي الوردي ,بدايتي في قرآة اول كتاب للوردي كانت في أواسط الستينات , وجذبتني الشخصية الشعبية العراقية ( خلف ابن أمين) وبعد قرآة اللمحات الأجتماعية الأولى عرفت من هو خلف ابن امين ,وكيف هي شخصية الفرد العراقي ,وأنا جزء منه ,ومن الذي يكوّن هذه الشخصية؟ وبعد أكمال دراستي عرفت قليلاً ماذا كان يريد هذا العالم قوله لنا , وعرفت منه ان التغيرات والتطور في أي مجتمع لايتم بين ليلة وضحاها ,بل تحتاج لعقود طويلة من السنين .
أفكار وطروحات الوردي تلائم مفهوم الحضارة الأنسانية وتقدم المجتمعات ,بعيداً عن التعصب , ومجمل افكاره التي طرحها بداية من المرور على المجتمع العراقي والعربي ,هي دعوة منه ( لتحرير العقل) اي عقل الفرد نفسه ,وتحرير المجتمع من الأفكار البالية والتي لاتمت حتى لمجتمعاتنا ولا الى جوهر الدين نفسه , ولربما الآن نحن أحوج الى هذا التغير , ليس فقط بالمظاهر الخارجية لشكل الأفراد أو ملابسهم الموحدة ,أياً كانت ,ربما كان الدكتور علي الوردي آخر المصلحين الأجتماعين , ولم تتلائم طروحاته في مجتمع تتفشى فيه الأمية , والجهل ,ووعاظ السلاطين الجاهزين .
وهناك أفكاره عن البداوة وأعتزازها بقيمها وأصولها , لاأذهب معه فيما ذكر , والمجتمعات المدنية والحضرية ,لم يكن للبدوي موطأ قدم فيه , وبقى بعيداً عن المدينة ومازال , ولم يعرف حاكماً ولاسلطاناً ولاالبحث عن وظيفة أو يصبح واعظاً للسلطان , ومجتمعاتنا المدنية ولحد الآن لم تنظم نفسها , وبقيت في تفكيرها " الريعي " الأعتماد على الدولة ,بعكس البدوي وحتى الفلاح ,بالأعتماد على ما ينتجه من محصول حيواني او زراعي .
وللأسف لم يؤخذ بأرائه وأفكاره وأعتبارها مباديء أولية لأصلاح مجتمعنا , وبدل محاربة أفكاره ,كان يمكن من البدء في تنظيم القوانين الأجتماعية ولحماية حقوق وكرامات الفرد ( حقوق الأنسان) ومهما كان هذا الفرد ,أي حريته الشخصية مثلاً.
------------------------------------
الأستاذ وسام الشالجي
تعقيباً لما ذكرته حضرتك عن الدكتور الوردي, وأنا انقل من ذاكرتي , كنت قد شاهدت الدكتور علي الوردي ومن على شاشة تلفزيون بغداد ,يلقي محاضرة أو تجمع أو ماشابه ,وكان يجلس بجانبه ( أرشد ياسين )( كان مولعاً بالآثار والتراث!!) مرافق رئيس الجمهورية الأسبق ,والذي أعرفه قليلاً ان الدولة العراقية آنذاك قد أرسلته ُ للعلاج خارج العراق( وربما معلومتك هي الصحيحة), وكلمة جهنم وبئس المصير , ربما وردت في بعض احكام الأعدام عند المصادقة عليه بأعتباره رئيس الجمهورية , وكان أحياناً يكتب على الأحكام أصادق أو الى رحمة الله , وحسب مزاج الرئيس, وهكذا هو حالنا وحظنا البائس في بلاد وعاظ السلاطين .
وأورد بعض الكلمات من كتابه " وعاظ السلاطين" :
"توالت على العراق, كما لايخفى, عهود من الظلم والأستغلال والقسوة , فبلدنا كان يسمى قديماً "طريق الفاتحين" وأحسب أنه لايزال طريق الفاتحين كما كان قديماً "
أيها الراحل الغائب عنا و لقد كنت دقيقاً في وصفك هذا ولنرى نحن مجدداً الفاتحين ,والمحررين كما يحبو أن يوصفوا ,وليرحمك الله ويرحمنا, تحياتي وتقديري .
والى أخي محمد الساكني , الشكر الكبير لجهودك في رفع كتبه والتي كانت آنذاك أحلاماً لنا نحن الذي نهلنا وتعلمنا وعرفنا أن المجتمع ليس هو تجميع لأعداد من البشر .

التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 21/08/2012 الساعة 02h21
رد مع اقتباس