سيّدي الجليل
الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان
تتوالى ، تلك التي سمّيْتموها بفضلكم : "مُشتركات بيننا" ،
و لست أراني إلاّ طامعاً بقبسٍ من تلك الأنوار التي ترفلون فيها منذ صباكم المُبارك ،
و ما إلحاحي عليكم بمنحي مقامَ "مُريد" ،
إلاّ لأكون منكم ، كما كنتم من سيّدي الدكتور إبراهيم بسيونى ، عليه رحمات الله و رضوانه.
،
سيّدي ،
كانت الرسالة القشيريّة ، بوابة ولوجي فهم حقيقة التصوّف ، بعد دهرٍ من الإلتباسات بين السماع و القراءة ،
أما سيّدي عبد الجبّار النفري ، فقد جذبتني إليه عبارة ، إستهل بها أديبٌ مقالته بجريدة الخليج
(الصوفي الرائق ، الأستاذ جمعة اللامي – أدام الله إبداعاته و متعه بالصحةِ و طول العمر)
العبارة النورانيّة ، من موقف " الوقفة" ،
حيث قال رضي الله عنه : حَارَ كلُّ شيءٍ في الواقِف ، و حَارَ الواقفُ في الصمود .
تحارُ ! لغتي - حتى الآن- في وصف حزمة المشاعر التي فككتها تلك الجملة بعمق روحي (..)
فكان من فضل تلك الجملة أن هدتني إلى قراءة سيدي النفري ،
و كان من كرامات النفري ، حيازتي شرف معرفة الأستاذ جمعة اللامي ، وهو - الآن - يكتب خصيصاً لجريدتنا "البلاد" الكنديّة ، التي أتشرف بالإنتساب إلى أسرتها .
،
نعم سيّدي ، ما أجمل صحبة الأبرار أهل الأنس بالله ، هم أهل العلم و أهل الصِلة ،
و لعلك قد رأيت أحوالهم عن قرب ، بصحبتك سيّدي الدكتور إبراهيم بسيونى ، فلا تزال تنير مواطن الغفلة بعتمة روحي ،
تذكر مولانا الرومي (البلخي) سيّد شعراء فارس ، و تحدثني عن صاحب الفتوحات .....
حنانيك سيّدي! ، فكيف لقلبٍ (بحجم حبة كمثرى !) أن يتحمل هكذا خفقان ؟!
مُريدُكم ظاعنٌ منذ أمدٍ ، سيّدي ، بدرب الغفلةِ و الجهل ، و الحادي يُمهل الدربَ ولا يمهلني ،
،
من ألهمك ذكر سيّدي عمر ابن الفارض ؟
ألأنك سمعته يقول: عَجِّل برميةٍ ؟ رأيت أن تـُعَجّل أنتَ سيّدي !
،
سيّدي ، الأديب
منذ منتصف ليلة أمس ، و الضباب يلف تورنتو ، و كأن السماء دنت من الأرض ، بينما كنت أدنو من أنواركم عبر مهاتفة
سيّدي الدكتور أنس البن
،
كنت أكشف له عن تحوفي من مآخذٍ - قد تكون لكم – على مُشاركتي السابقة ، خاصةً و أنها تُشبه هذه التي أسطرها مُسترسلاً بلا منهجةٍ و لا تخطيط ،
فحدثني عنكم و عن كفر سليمان البحري ، و عن مؤلفاتكم التي طوّفتم بها الفِكر على كل نحو ، حتى أدهشني أنكم كتبتم عن المهمشين ببر مصر المحروسة ، كتاباً أحلم بقراءته ،
ثم أوشك أن ينفحني رقم هاتفكم ، لكننا ننتظر "بعد" إذنكم
ليكون حديثنا هاتفياً وقاية لسقف "المسموح" في سماعي الرائع من الخرق ،
،
أعود - الآن - إلى سيرتي الأولى :
طلب العفو عما شاب مشاركاتي من "إندفاع" الطامعين في التعلم
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم