الأخوة والأخوات الأعزاء
أعزائي هذه مقالة كتبها الناقد الموسيقي هلال عاصم " الزاوية الموسيقية" وتحت عنوان
علاقة المغني بالأغنية
للفائدة والتعرف على أساليب النقاد الموسيقين في العراق
· كان الحفل الغنائي الذي اقيم في القاهرة ونقلته محطة تلفزيون بغداد نقلاً مباشراً بمناسبة ذكرى النصر العربي في معركة العبور,معرض للأغاني من سائر الأقطار العربية او معظمهاان صح التعبير, فقد شارك فيه عدد من المغنين العرب شكلت تلك المشاركة تجمعا قوميا على هذا المستوىالفني نود من اعماقنا ان يتكرر بصور اشمل واوسع بالأشكال التي تصبح فيها امثال هذا الحفل من المسائل الأعتيادية في حياتنا الفكرية والثقافية والفنية.
ومن بين النقاط التي يتوقف عندها المرء ,التي تتعلق بكلمات والحان الأغاني التي قدمت في الحفل ,فقد كانت جميع تلك الأغاني من كلمات كاتب اغان واحد هو عبد الرحمن الأبنودي ومن تلحين ملحن واحد هو جمال سلامة ولهذه المسألة في نهاية الأمر جوانب متباينة تنسحب الأيجابية منها على انفتاح ابواب التعاون بين المغنين والملحنين والمؤلفين العرب واحدهم على الآخر والسلبية منها في المقابل تراجع الكلمة ..... وروحية الأوامر التي تصور الأسلوب الأمثل للقطر العربي الذي ينتمي اليه المغني خاصة اذا كانت الكلمات باللهجة الدارجة ( العامية) كما حصل مع المغني سعدون جابر
· ان الفرصة التي اتيحت للفنان سعدون جابر تعد من افضل الفرص للمغنين العراقيين, حيث لم يسبق لمغن عراقي ان شارك حفل كهذا الحفل من قبل وبمثل هذا المستوى, وقد يستذكرالبعض مشاركة الفنان الكبير محمد القبانجي في مؤتمر القاهرة الموسيقي عام 1932 الأ ان تلك المشاركة كانت تختلف في الشكل والجوهر فقد كانت تتميز بطابعها البحثي والتوثيقي والدراسي.وبقدر السرور الذي حل في نفوسنا أثر مشاركة الفنان سعدون جابر, كنا نتمنى ان تستغل هذه الفرصة لتقديم اغنية مميزة , اغنية لهاوقع وتأثير , اغنية ( متعوب) عليها كما يقال, الأ ان اغنية سعدون لم تكن بمستوى الفرح الذي غمرنا لوصوله او حصوله على انتاج الذهبي لباب القاهرة الفني ولقد كان عليه بل من واجبه ان لايغني الا الأغنية التي يحس من خلال كلماتها ولحنها بالأرتياح النفسي والتجاوب العاطفي والحس الصادق دون ان يتاثر بالأسماء التي كتبت ولحنت ووزعت تلك الأغنية التي لاتقول انها اخفقت غير انها لم تستطيع ان تنهض وتقف وتحقق الكثير كما نهضت ووقفت وقالت الكثير الكثير أغنية ( بيروت ) التي انطلقت من حنجرة ماجدة الرومي واثقة متجلية وعلى دراية كاملة بأنها ستصل الى القلوب تحمل رسالة الصدق التي يتشرف الفن بحملها والأغنية ( بيروت) لنفس المؤلف والمُلحن لنزار قباني كما قال البعض.
· ونحن في قسم العراق ,نحتاج هكذا نقد أو تحليل فني لمشاركات وأغاني عديدة نحتاج لكي نتوقف عندها , والنقد ليست عملية سلبية للعمل الفني سواء غنائي أو سينمائي أو مسرحي بل بالعكس , فيه نواحي كثيرة للأستفادة منه .
· هنا أرفق من أرشيفي ماكتبه الناقد الموسيقي ( هلال عاصم) والذي نشر في جريدة القادسية ,في 17 تشرين الأول 1989 . تحياتي .
