عرض مشاركة واحدة
  #262  
قديم 12/10/2010, 19h22
د.نعمان د.نعمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380958
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: فرنسية
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 1,127
افتراضي رد: ناظم الغزالى

مقتطفات متفرقة من كتاب المقام العراقي إلى أين؟؟
لقارئ المقام العراقي الأستاذ حسين إسماعيل الأعظمي
( 2 )

" ومن الأسماء التي جددت في أساليبها الأدائية في غناء المقام العراقي ، حسن خيوكة الذي يمتاز بأهدأ أداء عرفه المقام العراقي والذي أدى المقامات بطريقة متزنة سماتها الرخامة والحس العميق والخيال العاطفي..وكان المؤدي الشهير ناظم الغزالي هو الآخر من الأسماء البارزة في التجديد والإبداع الذي يعد بحق أفضل مؤد عربي وعراقي من حيث الأداء الفني في القرن العشرين ، فقد كان شديد الإحساس بجمالية أدائه وتلويناته بين القوة والضعف والضغوطات داخل الجملة الأدائية ، وبروح أدائية متحضرة امتلك فيها لب الجماهير بشتى فئاتها وأعمارها وبذلك اقترب كثيراً من جعل المقام العراقي غناءً جماهيرياً..."

"ان دور المؤدي الكبير ناظم الغزالي في مجال الأغنية البغدادية (المقامية) وكذلك دوره في أدائه للمقامات العراقية جلي ، ولا سيما الميدان الجمالي الذي يبلغ فيه مراميه ، ومن خلال هذه السمات والمزايا أحتل الغزالي مكانة مهمة في الميدان الغنائي في العراق والدول العربية وخارجها ، ولا زال يحتفظ بهذه الأهمية رغم وفاته في عام 1963..
لقد استقى الغزالي مميزات أسلوبه الأدائي للمقامات العراقية من سلفه محمد القبانجي الذي كان مسيطراً سيطرة مطلقة على الساحة الغنائية في العراق طيلة النصف الأول من القرن العشرين.
واطلع بإمعان على الطريقة القبانجية في الأداء ، واستمع إلى مقاماته التي أداها إبان سفره إلى ألمانيا لصالح الشركات الفنية الأجنبية أواخر العشرينيات ومشاركته في أوائل الثلاثينات في المؤتمر الأول للموسيقى العربية بالقاهرة 1932..وهي بلا شك مقامات سجلها القبانجي بصوته غاية في الروعة والدقة في الأداء.
لقد رافق ظهور الغزالي على الساحة الغنائية بعض من المؤدين المبدعين في أدائهم للمقامات ، وكلهم كانوا قد استقوا أداءهم المقامي عن الطريقة القبانجية ، أبرزهم كان حسن خيوكة الذي سلك اسلوباً أدائياَ مغايراً للأسلوب الذي نهجه الغزالي ، وكذلك كان الأمر مع يوسف عمر على الرغم من أنهم كلهم غرفوا من ينبوع واحد..إلا أن كلاً منهم اختلف عن الأخر في طريقة الأداء ، فالغزالي مؤدٍ إبداعي تجديدي ذو عقل فني نيّر...أما خيوكة فقد كان أداؤه أهدأ أداء عرفه المقام العراقي على مدى تاريخ مؤديه يصحبه صوت رخيم وتعابير رومانسية خلابة ، إضافة إلى ذلك فقد لحن العديد من الأغاني التي أداها بعد مقاماته مع بعض التحليات ، أما المؤدي يوسف عمر فإنه تقليدي في أدائه حافظ على المنحى القديم مستفيداً من أستاذه القبانجي دون إضافة تذكر ، غير أن تعبيراته الأدائية التي بها استقام واشتهر ودعم وجوده في الساحة الغنائية العراقية و العربية.
فعليه..ينبغي مقارنة هذا التقييم بالأحكام الأدائية التي ذكرت سابقاً ، حيث المقومات وتقنيات الأداء ، وبهذا يمكن لنا تقييم اللغة الأدائية التي يستخدمها يوسف عمر في أدائه للمقامات وإضافتها إلى الطرق التجديدية ذات التعبير الرخيم والمغايرة لطريقة كل من ناظم الغزالي وحسن خيوكة رغم أنه ينضم إليهما كون طريقته مستقاة أيضاً من الطريقة القبانجية ، وأنه بذلك ينضم إلى المنحى الإبداعي في الأداء المقامي ، فقد انطوت لغته الأدائية على ذلك النحو من الإبداع التعبيري."


نعمان




رد مع اقتباس