عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 08/10/2010, 13h06
الصورة الرمزية عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان عبد الحميد سليمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:245929
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 135
افتراضي رد: ما لا يعود.. إلى الكريمتين ناهد البن وعفاف سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم الباشا قمر الزمان...سلام الله عليكم ورحمته وبركاته..وبعد
سعدت أخي الكريم أيما سعادة بتفاعلكم الطيب الرائع مع هذا العمل الأدبى البسيط وقد كان ذلك إضافة ثرية إلى مشاركات الأخوات والأخوة إثراءً للعمل وللمنتدى وللأخلاق العامة والثقافة.... أخي الكريم .....لا أدرى أأنت من جمالية القاهرة حيث حى الحسين وخان الخليلى وقصر الشوق وحيث يعيش أخونا العزيز الأديب الكبير جمال الغيطانى,أم من جمالية الدقهلية غير بعيد من واحة آل البن فى الإسكندرية الجديدة حيث يعيش أخونا المفضال الأستاذ الدكتور شوقي الشريفى ,أيا كان الحال فكلا المكانيين قريب أثير لدى النفس ولا أراني غريبا عنهما فالوجوه كوجوه أهلي فى كفرسليمان البحرى والعادات والتقاليد والتاريخ والمرويات تكاد تكون واحدة أومتشابهة.
أخى الكريم ...أشرت في اقتباس ذكى لمقولتى عن تفردي فى الكتابة عن اليتم وأؤكد لك أن آخر ما أذهب إليه هو التفرد بمعنى العلو والاستطالة فتلك مسلكيات خارج قاموسى الأخلاقى والدينى والعقلى والمعاشى و وأؤكد لك صحة ما قلته عن المعنى الحرفى لليتم وفيمن يكون فاليتم لغة يعنى الانفراد، واليتيم هو الفرد فاقد الأب.
وقد ذهب ابن السكيت الى أن
اليتم فى الناس يكون من قبل الأب ( لأن النفقة منه )، وفي البهائم من قبل الأم ( لأن اللبن منها ). ولا يقال لمن فقد الأم من الناس يتيم ولكن منقطع....صدقت أخي الكريم... لكنى أحيلك إلى درة الحضارة والإبداع الإسلامي (الإمتاع والمؤانسة) حيث كان سياق حديثى عن اليتم في تساؤلات التوحيدى وإجابات ومناقشات أبى سليمان المنطقى فالسياق أن الرجل تحدث عن معنى اليتم في الحيوانات التي تعمل بفطرة الله التي ُفطرت عليها سائر المخلوقات وكان جواب ذلك الفيلسوف أن اليتم فى معناه الحقيقى يعود للأم كونها حاضنة وشذ أن تترك أم صغارها بينما تقرع آذاننا أخبار الآباء الذين يقضون حاجاتهم وشهواتهم ولا يأبهون بعدها فهم كالحيوانات بل أشد نكرا وأغلظ قلبا ولعلك أخي الكريم تسمع عن مشاكل الأطفال غير المنسوبين لآباء فى الغرب تلك المشاكل التى تؤرق مفكرى الحضارة الغربية ورجال دينها.


وأساس الاختلاف بين وجهات نظر اللغويين كابن جنى وابن منظور أبو على الفارسى، ومرتضى الزبيدى,وبين وجهات نظر فلاسفة اللغة ومؤوليها هى القضية القديمة التى ما برحت حية مشعة منذ طرحها شيخ البلاغيين عبد القاهر الجرجانى في "أسرار البلاغة" و" دلائل الإعجاز" والجاحظ، وابن جني، وحازم القرطاجني,وهى العلاقة والأهمية بين اللفظ أو المعنى,ويذهب التوحيدى من خلال محاوراته الواسعة العميقة الموسوعية إلى أن
اللغة تقوم على عمودين هما اللفظ و المعنى، و يقربأن الظاهرة اللسانية هي عملية ذهنية فى الدماغ (مركز النشاط اللغوي)، و يرى أنالمعاني سابقة للألفاظ لأن اللغة مبدؤها العقل و ممرها اللفظ و قرارها الخط ، وبعد ان تتضح الفكرة في ذهن صاحبها فإنه يترجمها إلى صورة صوتية منطوقة ومسموعة.و عنده أن من بين أهم الفوارق بين اللفظ و المعنى التي أوردها في كتاب الإمتاع والمؤانسة أن المعاني لا نهاية لها بينما الألفاظ محدودة ، و لهذا فمهما كثرتالألفاظ فإنها عاجزة عن الإحاطة بجميع المعاني ، وقد عبر عن ذلك على لسان السيرافيبقوله " إن مركب اللفظ لا يحوز مبسوط العقل ، و المعاني معقولة لها اتصال شديد وبساطة تامة، وإنسانية لأنها نتاج التجربة الإنسانية في كل مكان و زمان ، بينما الألفاظتابعة لمجموعات بشرية ذات لغات معينة , كانت هذه بعض الأفكاراللسانية التي وردت في كتاب " الإمتاع و المؤانسة" مدخلا لتصحيح أبى سليمان المنطقى لمعنى اليتم الذى طاب لعقلنا وآنسنا إليه ولاشك أن من فقد أمه كان بؤسه اشد ممن فقده والده؛ ذلك ان دور الام؛ يفوق دور الأب في الحضانة والرعاية، وهذا يفسره قول الرسول صلى الله عليه وسلم فى رده على من سأله عن أحق الناس بحسن صحبته؟: ( قال أمك قال ثم من؟ قال أمك, قال ثم من ؟قال أمك, قال ثم من؟ قال أبوك).... أخى الكريم عذرا للإطالة وأدعوك إلى تجاوز المستوى العادي لفهم المعانى الى الفهم الفلسفى الأعمق وأنت بذلك أجدر وأليق كما أدعوك للإبحار فى غمرات الإمتاع والمؤانسة ثم ادع لي بعدها بصالح الدعاء...شكرا جزيلا وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
رد مع اقتباس