أخى الكريم الأستاذ سمير حسين...سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. وبعد
... وكأنى بدلا من أن أسعدك أحزنتك ومن أن أنقل شعورا ورؤية ومظاهر من ساحات قرية كفر سليمان البحرى فى صدر ستينات القرن المنصرم نكأت جراحك وأشعلت غصصا فى صدرك كامنة باقية... عذرا أخى الكريم... إن ما كتبته عن والدتك الراحلة رحمها الله رحمة واسعة لأبعد غورا وأنكأ جرحا وأصدق شعورا مما كتبته فى ما لايعود,وفوق هذا أراه من أصدق ما قرأت ..لقد أوسعتنى ألما بألف ألم وحزنا ببحر من الحزن وحسرة بلوعة لا تنفك ولا تبرح فى نفسي وفى صدرى ما حييت.
...أخى الكريم لا أتقمص شخصية الواعظين وأدعوك إلى الصير والتأسى والتذكر والترحم ولكنى أرى أن أعظم هدية لأحبائنا الراحلين أن نرحم اليتامى ونصبر عليهم ونمد لهم يد العون وأن ندرك حقيقة الوجود وصيرورة الحياة فما نحن إلا راحلون أبناء راحلين آباء راحلين ,ولا ينبغى أن تغيب نصاعة هذه الحقيقة عن نفوسنا..ذلك فى ظنى مدخلا هاما ونافعا لتهدئة النفوس المهتاجة والقلوب الجريحة والذاكرات المتقدة...
أخى الكريم ...لك شكرى وتقديرى واحترامى وصادق تعاطفى معك فما أنا إلا من عرف حرقة المشتاقين من مكابدة ومعاناة له طالت ولم تهن وأوغلت ولم تترفق,واستبدت فملكت وتسيدت إلى حين تتجاور الأجداث وتلتقى القلوب والوجوه في ساحات الرحمن الرحيبة...أخى الكريم أدعوك ونفسى وقراء هذا الحديث إلى تأمل وتدبر قوله تعالى
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَابِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) [الطور:21 صدق الله العظيم ..
بارك الله فيك
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته