بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم رقيق القلب ذكى الفؤاد ناصع النفس عميق التجربة فطرى الموهبة....أحييك أخي على البعد وأعلن لك أن مشتركات عديدة تزيدني إليك اقترابا رغم أننا لم نلتق من قبل..أخى الحبيب أعتذر لك وللأخوة القراء على تضاربى بين ابن السابعة وابن السادسة وحقيقة كانت منزلة عمرية بين المنزلتين تلك التى قصدتها فى هذا النص الأدبي سعيد الحظ باهتمامكم به ...أخي الكريم أراك من عشاق فيروز ومحبيها وباعتباري ابنا لفيروز(لاتعجب فوالله الذى لا اله غيره كان الملف الذي جمعت فيه روائعها من النت بعنوان أمى فيروز وأنا من كان يحلم فى أواخر ستينات القرن المنصرم ولا يزال -حتى أمكنه الله -بحيازة روائعها صوتا وصورة ولم يبق لي إلا موال لها تصرخ فيه فى شجن ليس له مثيل –عينى ما تشوف النوم يا ديب حاكمها قلق ونعاس يا ديب--الخ) ذلك لأنها حين سمعتها لأول مرة تنسمت في صوتها وكبريائها وانكسارها الذين لا يفترقان فى شدوها ونواحها ,نسيم أمى الراحلة التى تركتنى على حين غرة لوحوش لا ترحم ولوعة لاتشفى ودموع لاترقأ-- أخي الكريم إن فيروز لا تختزل فى صفحات ولا فى كتب فعبقها وألمها وحتى حياتها الشخصية نموذج لا يتكرر وشمس لا تأفل وظل لايزول..
أخى الحبيب ...ماخطبك يارجل أو تملك ذلك الإبداع والصدق ولا تنفث به عن مكبوت مشاعرك ومؤلم كوامنك.... لقد قرأت النص الرائع الذى يلزمنى أن أعيد قراءته مرات عديدة لروعة صورته وصدق شعوره...
يتيمان
أنا برضو يتيم زيّك ،
وكان لي أم محلاها
إذا تضحك...
تجيب الشمس لضحاها
واذا تنطق ، ولو، آهه
تشوف اللولي مترصص
وعطر الفل مستخلص
بيتزايد ، مايسْتنقـَص ...
ويُشرق من محياها
نعم والله كانت هكذا الأم وكل أم فى عين ابنها
أنا زيك...
غادرنى الفرح من يومها
وكان خيري...
يجيني من على قدومها
فاتت لي حياتي و همومها
وعيشة المُرّ باحياها
نعم والله وأحيلك إلى ردى على أختى العزيزتين(ناهد وعفاف) حينما قلت لهما إن غصة اليتم وحسرة الفراق وفداحة الألم تظل طاغية على من ابتلى باليتم وخصوصا فى سنى عمره الباكرة فتراها بين عينيه جلية منكسرة تقرأها إن كنت ممن يقرأون لغة القلوب والمشاعر
كانت حلوه...
وطباع الحسن شملاها
تقوم ، تنبت زهور الدنيا ويَّاها
واذا تمشي ،
طيور الدنيا تصحبها
واذا تجلس ،
يقيد البدر من بابها
ولو تدعي ،
يزيد الخير على احبابها
ولو تِتعَب ،
بتدبل وردتي معاها
ولما البَرد يطويني ...
تدفيني كبُردة صوف
وتعرف دربها لقلبي ،
تلف.... تطوف
وتكشف كل أوجاعي ،
وتستر جرحها المكشوف
أخى الكريم --صدقت،أقسم لك أن دفء صدرها الذى أحسسته وأنا نائم فى حجرها مسترخيا لا يزال حيا سخيا يسرى فى أعضائى وفى نفسى ولاتزال أنفاسها معى بعد ما نيف وخمسين عاما .
ورحمة أمي ياعمي... و ضيْ العين
أنا بانساني بالشهرين ....
وعمري ف لحظة ما انساها
أخى الحبيب--أكرر عميق تقديرى وجزيل شكرى وأطيب أمانى لك ولأحبائك وسلام الله عليك ورحمته وبركاته
أخوك عبد الحميد سليمان