تحية لكل إخواني محبي الشعر الملحون،
تحية خاصة لأخي محمد حكيمه وأكون ممنونا بالإلتقاء معك مباشرة وأترقب هاتفك. لو تكرّمت أخي عامر، فلتأخذ قصيدا لعلي الكيلو وتحلّله كما فعلنا أيام الدراسة، فتحلله غاية اظهار نقط الضعف وكذلك النقط القوية أو ما يمتاز به نصه. وإن طلبي هذا أتوجه به كذلك لكل محبي الشعر الملحون كي أنظر لقصائد علي الكيلو من عدة زوايا.
وهاأنا أتحفكم بقصيد آخر لعلي الكيلو:
على وزن قصيد محمد الصغير:
يوم تحضـر فرسان الجيل و تتقلّد بســـلاحها
كل من هي سابق في الخيل تجري بما في ذراعها
قال علي الكيلو( وقد قرأ أخ من الولعين بالشعر وهو ابن أخت عثمان العثماني واعترف أن قصيد علي الكيلو تفوق متانة وقوة وتعبيرا قصيد اصغير الساسي):
يوم تحضر فرسان اللوم وتتقلّد شجعانها كل من هو فارس حيطوم يتلقّى نيرانها
يوم تحضر فرسان الدّاله وتتقلّد بأبْطالها
كحيله ساقوها الختّاله وانزاحت في حالها
ضربت طبول الزّلزاله فزّاعي نادى لْها
وكثّح العجاج من رْماله غطّى رووس جْبالها
لحقوا فرسان الخيّاله ابطال قلال امثالها
خلْطوا على كحيله تتكالى تتْلفّتْ لرْجالها
وكل آتي في يده مسواله تخلّص دين سوالها(1)
كي تْهمّدْ ما تقولش لالا لازم تعطي فالها
مولاها حالف باقواله كل بعيده طالها
يا ويح اللي جاء في قباله وال مدّ لّه نالها
رجّعها البل المحتاله بين صفوف رْجالها
عليه زغرد محكول أنجاله اللي يدرزْ خلخالها(2)
وثمّ من يركب بطّاله مضروبه في نعالها
لا زاد الحال على حاله دمّه فوق حْجالها
تخلّيه ملوّح في حاله والموت تلقّى لْها
و ثمّه من يلحق مسواله تعدّي الكيف بخالها
لا صامت لا هي مساله لا ذاقوا من فالها
لا تخاف ولا هي ذلاّاله كي تعطي ميجالها
نحلف لك بيمين السّــوم ورده في بستــــانها
و الاّ قمره بين نجـــوم كي ترادع ميـــزانها
=====================
يوم تحضر فرسان الغاره وتتقلّدْ بكبيرها
كحيله ساقـوها الغَوّاره وانزاحت في مريرها
و ضرب الطَّبْل بالاشاره فزّاعي تشــويرها
و لحقها راكب صبّـاره معلوفه من خيـرها
تشرب في حليب الخوّاره النّاقه بنت بعيــــرها
ولا ظلّم وازراق نهـاره تتلاقـى عــوافيــرها
حالف لا تخطاش عمـــــــاره ليذا طاح نـذيــــرها
يضرب تحت القصّـــه بحـــاره على الحاجب تفسيـرها(3)
ايده مـوذيه فــي الشّــــــاره و من الابعـاد يشيــرها
ما يطيّـح كان النــــــــّوّاره و لا يعرف تقصيــرها
قليـد و ما ثمّاش عبـــــــاره و خلاها دواويـــرها
و رجّعها البل المُـــــــغاره كبيرتها و صغيـــرها
عليـه زغـرد مكحـول أنظـاره اللي تبرم شنبيــــرها
و ثمّـه من يـركب عـثـّــاره تكرْكر في مكـاسيــرها
لا قـدّرْ ربي في اســـــراره دمّـه على محاحيـرها(4)
تخلّيه ملــوّح في قْفــــــاره و توقف في محافيــرها
و ثمّه من يلحـق مســـــراره على قصّتها خيــــرها
ما زالت لا تعـرف عـــــاره من الحجبه بتبخيـــرها
عينيها كمثيـل غْـــــــداره تكوي بمحـاويــــرها
الْ ما ذاق الحـب و مــــرّاره و لا تدفّى سـواميــرها
و لا باتوا عينيه سـهـــــاره في مـراضي تعـزيـرها
عايـش فـوق الدّنيا خســــاره و ل تغـذّى من خـيـرها
و من كيفي متــدفّـي نــــاره ليــالي البرد وغيــرها
لا نشبـع بلـذيذ النـــــــوم مـدّيـني غيــــوانها
و كل رايـس في البحـر يعـــوم يدخـلفي طــــوفانها
=================
يوم تحضــر فرسـان الحـــزّه و تتقلّـــد بعـــزيزها
كحيله ساقـوها منـــــــدزّه تسمع حس وزيــــزها
جـاي حزازيها في كــــــزّه يفــزّع في ركاكيــزها
وقف قليـــد القــــوم و وازى و طلب مبـاريـــــزها
خـلّــى في القومان فــــرازه ملاطيـخ مجـانيـــزها(5)
و رجّعها البـــــل المُحـــازه فحــوله بــنواقيــزها
عليه زغـرد مكحــــول أغمازه كي تجلّـــى تنـوبيـزها
و ثمّـه من يـــــركب كـزّازه تكـركرْ في خزاخيزها(6)
لا قـدّر ربـــــي في اطعـازه دمّــه فوق جليـزها
تخلّيـه ملـوّح في هـــــزازه وين تلـز لـــزيزها
و ثمّـه من يلحـــــق مُـفازه تعـدّي بكيف عزيزها
جـاته في القُـــرعه مُـــحازه خـزنه ذهبْ لويـزها
يغنـم معـــــاها بعـــزازه و يكيّل بقفــيــزها
لا تخـاف و لا هي كـــــزّازه و لا ثمّـه تعــزيزها
و الْ ما ذاق الحـب يــــلـوم و الكلمـه بميــزانها
خيار الشركه صـــــابه عـوم غلّـه علْ ديـــدانها
=========================
يوم تحضـر فرســان الصّـادي و تتقـلّـد بأسيـــادها
كحيـله ساقـوها الأعـــــادي تتغــــارد بأولادها
و ضرب الطّبــــل الحشّـادي يسَمّـعْ في ميــعادها
و كثّـح العجـــــاج الكنّـادي و غطّى رووس أسنادها
و لحقـوا فرســــان البـوادي فـوق ظهور أجـوادها
وخلطــــوا على جيش الأعادي تتلاغط بأنشــــادها
خلــط قليـد القـوم ينـــادي رُدّوا بلْ أسْيــــادها
نايا عنتــــر بن شــــدّادِ نا يتّــام أكبـــادها
وِصْلـوا الحديــــث القصّـادِ و ما ثمّـاشْ جْـحـادها
بدا الحَــــبْ يعـوّق غـرّادي و كل كعبـه بمُــرادها
الـدّم يشـــخّبْ مِ الأجســـادِ يـوم نهار أنكــادها(7)
و رجّعْــها كحيله يا أسيـــادي طلبت وكــر بلادْها
عليه زغــرد بو عيـون صرادي المغنـوجين أسهـادها
و ثمّـه من يــــركب كـدّاده مقطــوعين أجبادها
لا قــــدّرْ ربّـي في مْــراده دمّـه فـوق لبـادها
و يمــوت بلا غيــر شهــاده و يفارق ميــعادها
و ثمّــه من يلحـــق قــدّاده مغـرومه بنشّـادها
ما زالـت على عليــها عــاده لا ذاقـوا من زادها
صغيـره عشّــــاقه و قـدّاده و تعاشي على أرْيادها(8)
جبت الغُـنّـه بالقصّـــــادي و الكلمـه بتذبـادها
واخـذ ع الاعْـراف أرْشــادي ثنيّـة الأدباء شادّها
بحــري بالهيـــله متمــادي رووس أجباله حادّها
نقــرا ســـلامي ع الميعــادِ و النّجمـه و اريادها
و صلّـو ع الْمُختــــار الهادي الامْجـد سيد أسيادها
علـي الكيـلو شاعـر معلـــوم شايـد في عـربانها
بحـوري ع البْحــور تعـــوم تصعب في عـومانها
=======================
ملزومه خضراء في عريض القعمازي نُظمت حوالي سنة 1976.
هذا النّوع من القعمازي يعرف بالقعمازي المزيود بتقطيعة الهاء المشبعة في آخر البيت،وهي تسميته بميزانه و هناك من يسمّيه المتبوع ، لأنه إن كان لا يختلف عن القعمازي الأصل إلاّ بزيادة تقطيعة فإنّه لا يُغنّى بطريقة القعمازي العادي، إذ أن هذا الأخير يكون في العريض أي أنّ الشاعر لا يرجع للسّعفة إلاّ في لآخر العرف أو الجريدة ، أمّا في المزيود فتتبع السعفة الشاعر بترديد العجز من كل بيت و لهذا نعته البعض بالمتبوع.
(1) مِسواله: رقيقة و هو نعت على منعوت قُصد به البندقية.
(2) أنجاله: عيناه.
(3) بحاره: الحارة في تونس هي مقياس أربع أصابع.
(4) محاحير: ج محاره و هي العظام الظّاهرة في الظهر لضعف الحيوان.
(5) فرازه: شرخ.
(6) خزاخيزها: أرجلها إن قُصد التهكّم وخزّ هي هرول.
(7) يشخّب: يتدفّق.
(8) تعاشي: تُفاخر.