عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 28/08/2010, 11h28
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم



صراع في بغداد بين موزعي الافلام








الملاك يتوسط انور وجدي وليلى مراد وعلى اليمين الممثل حسين صدقي اثناء حفلة عشاء الملاك في فندق مينا هاوس بالقاهرة عام 1952.




احتدم الصراع بين اقطاب من مجاميع موزعي الافلام المصرية اواخر عام 1951 واقول الافلام المصرية لان الافلام الغربية وخاصة الامريكية وماكانت تنتجه شركتا ( مترو كولدين ماير )و ( فوكس للقرن العشرين) منذ النصف الثاني من الاربعينيات من القرن الماضي كانت توزع من مكاتب خاصة بها .
حيث احتكر اصحاب سينما روكسي عرض وتوزيع افلام (مترو كولدين ماير) واصحاب سينما غازي عرض وتوزيع افلام (فوكس للقرن العشرين) اما بقية شركات هوليود للسينما مثل (برامونت) و(ر.ك راديو ) و (يونيفيرسال) و (كولومبيا) و (وارنر ) وغيرها من الشركات الامريكية فقد كانت توزع من بعض مكاتب الاستيراد والتوزيع في بغداد .

اما الافلام العربية واغلبها كانت مصرية فهي تشترى من المنتجين المصريين مباشرة من قبل اصحاب دور العرض في بغداد ويتم احتكار عرض الافلام المشتراة في دور السينما العائدة للمشتري .. وخاصة الافلام ذات الايراد العالي كافلام ام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش وليلى مراد , علما بان بعض اصحاب دور العرض في بغداد كان يمتلك دور للسينما في بقية الالوية ( المحافظات) .

وسبب الصراع الذي احتدم ذلك العام هو ان غرفة تجارة السينما المصرية عزمت على اعطاء حق توزيع الافلام المصرية في العراق الى التاجر العراقي (انطوان مسيح) بتشجيع من المنتج المصري (يحيى ابراهيم) فاعترض على ذلك عدد من المهتمين في هذا الموضوع لان كل منهم اراد ان يكون الموزع الوحيد ومن هؤلاء :

اسماعيل شريف العاني صاحب سينما الحمراء وحبيب الملاك صاحب سينما النجوم وسليم الاطرقجي صاحب سينما ميامي .

وراحت الاحتجاجات تبرق الى (غرفة تجارة السينما في القاهرة ) وتحمل البرقيات تفاصيل افضل نشاط لكل واحد منهم . ولكي يتقرب انطوان مسيح اكثر الى الوسط السينمائي المصري ابرق مهنئا مجلة (الفن) المصرية بمناسبة السنة الثانية لصدورها وهي المجلة الناشطة في الوسط الفني انذاك وحملت البرقية توقيع كل من الشركة العراقية المصرية للسينما (انطوان مسيح وشركاؤه) ونعيم الجواهري (صاحب ملهى الجواهري ) وسبتي طاهر ( شاعر شعبي ) وجميل قشطة (مطرب وموسيقي) وعبد الرزاق البنهاوي (موسيقي مصري) وزوجتة المطربة (راوية) واحمد حمدي (ممثل عراقي) وفؤاد يوسف مصطفى (محرر صحفي) وكل من الفنانات عفيفة اسكندر ونرجس شوقي وعزيمة توفيق .

اما السيد (اسماعيل شريف العاني ) فقد ابرق الى القاهرة داعيا المطرب محمد فوزي وزوجته انذاك الممثلة مديحة يسري الى زيارة بغداد لحضور العرض الاول لفيليمهما الملون (الحب في خطر ) .

وحين سمع (حبيب الملاك ) بذلك ابرق الى غرفة تجارة السينما المصرية في القاهرة عارضا شراء خمسة افلام دفعة واحدة ليبرهن على انه الافضل وكانت هذه الافلام (حبيب الروح) و (ياسمين) و (فيروز هانم ) و(ليلة الحنة) و ( والمليونير ) .

ولم يكتفي الملاك بذلك فقد سافر فورا الى القاهرة وفاجأ الوسط الفني بزيارته وبعرضه هذا وبادر فور وصوله الى دعوة السينمائيين المصريين منتجين وممثلين وممثلات ورجال صحافة لتناول طعام العشاء على مائدته في فندق (ميناهاوس ) وقد لبى الكثيرون دعوته وكان منهم فريد الاطرش وحسين صدقي وبهيجة حافظ ومحمود ذوالفقار وزوجته مريم فخرالدين والمخرج صلاح ابو سيف وعزيزعثمان وانور وجدي وزوجته ليلى مراد وعدد من المنتجين وزوجاتهم وكانت مناسبة لان يبرهن على اهميته وامكانيته المادية العالية في ساحة توزيع الافلام .

وحين تقدم انور وجدي مهنئا الملاك على شرائه خمسة افلام دفعة واحدة فال له الملاك مبتسما (خلي ايصيرون سته) حيث اضاف اليها فيلم (من القلب للقلب) وهذه الافلام جميعها من انتاج انور وجدي .

وهكذا كسب حبيب الملاك الجولة الاولى في هذه المنافسة وعاد الى بغداد محملا بستة افلام قبل ان تحسم غرفة السينما المصرية في القاهرة الامر بتحديد من سيكون الموزع في العراق .
منقول بتصرف

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 1.jpg‏ (30.6 كيلوبايت, المشاهدات 215)
رد مع اقتباس