رد: الفنان وعازف الناي يعقوب العماري
المعلومات التي اوردها الاستاذ نور مهمة جدا وهي مطابقة لاكثر المصادر التي نشرت عن تاريخ الموسيقى العراقية حتى الآن. وانه لمما يؤسف له ان ما نشر عن تاريخ الموسيقى العراقية كان متأثرا احيانا بالعوامل السياسية في كل فترة وفترة من تاريخ العراق، حتى ان بعض الباحثين ما زالوا يقعون في اخطاء لانعدام المصادر الموثقة والموثوقة.
صحيح ان عازف الناي يعقوب العماري لم يكن ضمن الوفد الذي مثل العراق في مؤتمر القاهرة عام 1932، لان الة الناي لم تكن من الات الجالغي البغدادي كما جاء في ايضاحات الاستاذ نور، ولكن آلتي القانون والعود كذلك لم تكونا من ضمن آلات الجالغي. وبالاضافة الى ما جاء في ايضاحات الاستاذ نور من ان الاستاذ محمد القبنجي اضاف عازفي العود والقانون لاظهار الوفد اقرب الى الحداثة، فاني قرأت في احد المصادر انه حين طلب الى الاستاذ عزوري الانضمام الى الوفد قال بانه عازف عود والعود ليس من الات الجالغي البغدادي، فقيل له ان مهمته الرئيسية ليست العزف وانما الاهتمام بان يكون مظهر عازفي الات الجالغي لائقا ومنسجما مع مستوى سائر الوفود. والمعروف ان عازفي الات الجالغي آنذاك كانوا يرتدون اللباس "الاهلي" البسيط، ولم يكونوا معتادين على ارتداء البدلات "الرسمية". وهكذا انضم عزوري الى الوفد وقال اذا قررنا اشراك العود فلنشرك القانون كذلك، وهكذا التحق بالوفد ايضا عازف القانون يوسف زعرور الصغير. ويقال ان مسألة مظهر العازفين هذه كانت العامل الرئيسي الذي جعل الاستاذ محمد القبنجي يستصحب معه عام 1929 الى برلين بدل فرقة الجالغي جوقا من الالات الحديثة لكي ترافقه ليس فقط في تسجيل الاغاني بل حتى في تسجيل المقامات. وكانت هذه الاستعاضة نقطة تحول هامة في تاريخ الموسيقى العراقية.
|